-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق أعوان الرقابة وتقف على مشاهد صادمة

..مشاهد صادمة بالمحلات التجاريّة!

كريمة خلاص
  • 25844
  • 0
..مشاهد صادمة بالمحلات التجاريّة!
الشروق

تبهرك واجهات كثير من المحلات التجارية في مختلفة الأنشطة الاستهلاكية مثل بيع اللحوم الحمراء والبيضاء وبيع الخبز وكذا بيع الحلويات التقليدية خاصة قلب اللوز والزلابية، لكن بعضها يخفي كوارث صحية في مجال النظافة والمستلزمات المستخدمة والأخطر من ذلك هو غياب الأمن الذي ينذر بوقوع حوادث قاتلة.
أسلاك كهربائية متعرّية درجة حرارتها عالية تأثّرت بالحرارة في قاعات إعداد الخبز والحلويات الشرقية.. أوساخ وبقايا مترامية هنا وهناك خلفت روائح أزكمت الأنوف وأوان ومستلزمات عارية عبثت بها الصراصير التي تسيّدت المكان..
هذا قليل من كثير وقفت عليه “الشروق اليومي” في خرجة ميدانية إلى حي باب الوادي رفقة أعوان الرقابة وقمع الغش على مستوى مديرية التجارة لولاية الجزائر، حيث اكتشفنا بمعية المفتش الرئيسي غريبي سفيان أمورا صادمة حاول مرتكبوها تبريرها بحجج واهية لا تقنع طفلا صغيرا فما بالك بأعوان أفنوا حياتهم وتمرّسوا وهم يسمعونها…

النظافة آخر اهتمامات التجار


أوّل ما تقع عليه الأعين بمجرد دخول خلفيات المحلات التجارية التي زرناها هو غياب النظافة وإهمالها بشكل يجعل المنتج غير صالح للاستهلاك بل ويسبب مشاكل صحية قد تصل بصاحبها إلى المستشفى.. الأعوان حاولوا مرارا إقناع التجار بأنّ هذه المشاهد “الصادمة” هي إدانة مباشرة وعلنية لهم.. ناهيك عن التخزين العشوائي للمواد الأساسية التي تدخل في تحضير الخبز أو الحلويات الشرقية وهذا إضرار علني أيضا بجودة المنتج..
في المحل الأوّل للمخبزة التي زرناها كانت مشاهد الفوضى تعم المكان.. العمال بألبسة متسخة دون مآزر، النوافذ العلوية مفتوحة ودون حواجز تمنع دخول الحشرات، وقد شاهدنا الصراصير تتنقل بأريحية وما خفي أعظم.. الخبز و”البريوش” في مواضع غير نظيفة..
أمّا في محلات مجاورة لبيع الحلويات الشرقية وقلب اللوز فقد كانت المشاهد أقل نوعا ما.. واجهات مبهرة وخلفيات مقززة، الإهمال كان واضحا في المغسلة التي عمّتها الرطوبة والأواني القديمة التي اكتستها طبقات من الوسخ.. الحفظ العشوائي للمنتجات الأساسية خاصة المارغرين وكريمات الحشو أثار حفيظة المفتش غريبي، ما دفعه لإخراج جهاز المحرار لقياس درجة حرارة الغرفة التي كانت في حدود 26.8 بينما تستوجب شروط الحفظ أن تكون في حدود 7 درجات!..
الحال لا يختلف كثيرا في محلاّت بيع اللحوم الحمراء وبيع الدجاج، فالفوضى والقذارة سيدة المكان.. بقايا اللحم والريش متناثرة هنا وهناك والروائح كريهة، فالطلب الكبير من قبل الزبائن بسبب السعر المغري، جعل أصحاب المحل يتغاضون عن النظافة ويزجون بكامل عمالهم في التحضير والتقطيع والبيع.. وهو ما أغضب كثيرا المفتش غريبي سفيان…

الأسلاك الكهربائية العارية تنذر بالكارثة


الكارثة الأكبر التي تضع حياة العاملين والزبائن وحتى سكان العمارة أو البناية التي يتواجد بها النشاط التجاري هي انعدام الأمن، وهو ما قد يفسر إلى حد ما الحوادث المتكررة التي تسجلها بلادنا عبر مختلف ولايات الوطن.. وهو أيضا ما يستدعي تدخلا لفرق الرقابة لمصالح سونلغاز، من أجل الوقوف على شروط السلامة في عدادات الكهرباء وطرق تركيبها..
طوال جولتنا في مختلف تلك المحلات، رأينا أسلاكا عارية ساخنة وشبه عدادات للكهرباء.. الخيوط والتوصيلات الكهربائية عشوائية وملقاة على الأرض، والمثير أن أصحاب المحلات لم يجدوا ما يبررون به الوضع الذي يضرهم بالدرجة الأولى قبل غيرهم وهو ما يؤكد، كما قال غريبي سفيان، غياب الوعي سواء لدى المالك أم العامل، ففي زحمة البحث عن الربح يغفل هؤلاء الاهتمام بالجانب الأمني.. حتى مطافئ الحريق لا أثر لها في المكان!

عمالة الأطفال تستفحل في رمضان


حضور لافت للأطفال وقفنا عليه في بعض المحلات، حيث تزامن شهر رمضان مع عطلة الربيع بعض هؤلاء متمدرسون وبعضهم الآخر متسربون من المدارس، تقل أعمارهم عن 18 عاما، عندما سألناهم ماذا يفعلون: البعض أكد أنه يساعد، والبعض الآخر قال بأنه يتربص في إطار تعلم حرفة وصنعة يعتمد عليها في ضمان لقمة عيشه.
ويتولى هؤلاء الأطفال أعمالا بسيطة في التصفيف والتحضير الأولي لبعض المنتجات، مقابل مبالغ مالية يسدون بها احتياجاتهم كما قالوا… ويحرص أصحاب المحلات على التأكيد للأعوان أنهم من أقربائهم أو معارفهم وأنهم هنا للمساعدة الاستثنائية وبطلب من أهاليهم أو منهم شخصيا، بدل التوجه للشارع الذي لا يرحم..

تبريرات غير مقنعة وحجج واهية


في كلّ مرّة، يسجّل المفتش الرئيسي لقمع الغش غريبي سفيان مخالفة أو تجاوزا إلاّ ويواجهه التجار والعمال بوابل من التبريرات والحجج الواهية التي لا تنطلي عليه، فتجده يعتمد معهم أساليب الوعظ والتحسيس والتوعية لوضعهم في صورة الخطأ المرتكب وتبعاته الأخلاقية والمجتمعية والصحية والقانونية التي قد تعرضهم إلى عقوبات صارمة تحرمهم النشاط في الشهر الفضيل من خلال الغلق الفوري أو الغرامات التي قد تقع عليهم.
وقال غريبي في حديثه مع عدد من التجار المرتكبين للتجاوزات وأبدوا حسن نية أو جهلا بالأمر “اتقوا الشبهات قد لا أقتنع بما تقولون ولا يجب عليّ أن أحسن الظن في ذلك فأنا أتعامل مع الوقائع ومع ما أراه لا مع من تنوون فعله.. لذا، احرصوا على عدم تسجيل وتكرار هذه التجاوزات التي تعرّضكم لعقوبات ردعية أنتم في غنى عنها وتكلفكم غاليا في هذا الشهر الفضيل..” .

متابعات قضائية.. وإعذارات.. وقرارات غلق


أفاد المفتش الرئيسي سفيان غربي، في تصريح لـ”الشروق”، بأن مجمل التجاوزات التي وقفنا عليها تندرج ضمن عدم احترام أمن المنتج والمتمثلة في عدم احترام الشروط الصّحية عند عرض الأغذية للاستهلاك وهذه المخالفات تدخل تحت طائلة الأعذار، حيث يمنح للمخالف مدة زمنية للتصحيح ورفع التحفظات فيما تستوجب مخالفات أخرى الغلق، خاصة ما تمّ الوقوف عليه عند بائع الدجاج الذي لم يحترم شروط العرض والبيع والتخزين ووجود أشخاص أجنبيين عن المهنة وكذا الخباز الذي لم يحترم شروط النظافة والتخزين وشروط الأمن والسلامة لموظفيه وعدم تخصيص غرفة لتغيير الملابس للعمال.
ويضيف غريبي: “عادة ما يعتمد الأعوان في تحديد مخالفاتهم على توجيه إعذار لمدة زمنية في حدود 15 يوما، وقد تمدّد إلى 30 يوما أخرى، بحسب نوع المخالفة وحسن النية لدى التاجر الذي قد نلاحظ أنه يبذل جهدا من أجل تغيير الواقع الذي رأيناه.”
وأشار محدثنا إلى أنّ كل المخالفات مهما كان نوعها تحال إلى القضاء وتقع تحت طائلة المتابعة القضائية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!