-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الاحتكار و"المعريفة" يقتحمان بيوت الله..

مصلون يحجزون الصفوف الأولى بالأحذية والمفاتيح!

الشروق أونلاين
  • 7455
  • 0
مصلون يحجزون الصفوف الأولى بالأحذية والمفاتيح!

وضع يدمي القلوب ذاك الذي آلت إليه مساجدنا في الآونة الأخيرة، إذ انتهكت حرمتها بعادات مشينة، ففيما مضى كان من بين ما يفرح المصلي أن قد مكنه توقيته من بلوغ المسجد مبكرا للظفر بصلاة الصف الأول خلف الإمام، لما لها من ثواب، أما اليوم، فلا يفرحن والج بيت الله بخلوه من المصلين، خاصة متى كانت صلوات الجمعة أو الأعياد، ناهيك عن التراويح، فالأماكن الأولى في المساجد أصبحت بمثابة ملكية خاصة غير موثقة، لأشخاص لا يعون.

غرض صغير لضمان القرب من المكيف

نعم.. فليس عليك الاستغراب بعد اليوم، كل ما يجب أن تفهمه في قوانين هذه الشلة من المصلين بمساجدنا، أنهم يستعملون أي غرض يحملونه معهم لحجز مكان في الصف الأول أو بجانب من النافذة، وخاصة بالقرب من المكيف، والشرط الوحيد في هذه الأغراض أن لا تكون ثمينة، ذات قيمة يمكن أن تمتد إليها اليد الخفية للصوص المساجد وهو ما أكده محمد: “بعض المصلين يجلبون معهم زرابي صغيرة، أو مفاتيح قديمة يضعونها في الصفوف الأمامية خلف الإمام، ويمضون في طريقهم، وعند اقتراب إقامة الصلاة بوقت قصير جدا، يقتحمون الصفوف، محدثين فوضى، وويل لمن أزاح أغراضهم ليأخذ مكانهم للصلاة..”، كما يروي لنا أحمد، أحد المواظبين على الصلاة بمسجد ابن حزم الظاهري في حسين داي، أنه شهد بأم عينيه أبشع عمليات حجز الأماكن هذه: “قبل حوالي شهر، وبينما أهم بصلاة تحية المجسد استعدادا لخطبة الجمعة، شردت عن خشوعي، بفعل رجل سبقني للصف الأول يحمل كيسا شفافا فيه حذاء، وضعه حاجزا به مكانا على يساره لصديقه الذي التحق بعد بدء الخطبة..”.

الكراسي تحتل المقدمة وتخل بنظام الصفوف

من الطرائف الغريبة التي تحدث بأحد مساجد باب الزوار، أن المصلين وحتى المصليات دأبوا على حجز الصفوف الأولى بالكراسي بحجة المرض والعجز عن الصلاة وقوفا، ولأن الظاهرة عمت المسجد، تقول إحدى المصليات أن الإمام قدم كراسي من الحجم الطويل، كتلك التي تستعمل في قاعات الانتظار واصطفها على طول الصفوف الأولى، كما يروي جمال كيف يجد أحد المصلين الذين يقابلهم بالمسجد يتصرفون بغير أخلاقية، يأتي بكرسيه، يضعه في الصف الأول، يجلس عليه، ويتبادل الأحاديث رفقة الموجودين بالمسجد وأحيانا يترك الكرسي مكانه ويغادر ليعود مع قيام الصلاة، يقول: “يحمل الكرسي ويضعه جانبا، ويقف ليصلي، بينما يرفض المصلون زحزحته ظنا بمرض صاحبه..”، وحري بنا التنويه إلى أن بعض المصلين باتوا يحفظون أسباب هذه التصرفات المنحرفة في بيوت الله، ولكنهم لا يجرؤون على إزاحة الأغراض التي يتركها أصحابها، تفاديا للعراك والفوضى التي يهم بها هؤلاء بتهمة سرقة الأماكن، وكأن الأخيرة تحولت ملكا خاصا بهم. 

إن ما يحدث في مساجدنا اليوم من ظواهر غريبة لا تمت بصلة لديننا الحنيف، إنما ينم عن جهل لدى العامة، كما يعتبره الإمام الخطيب الشيخ إبراهيم، إذ يحدثنا عن آداب المجالس، بأن من أبرزها جلوس الفرد، خاصة عند قدوم المسجد لصلاة الجمعة، فمن الخطأ أن يتخطى رقاب الناس، أما في حال فارق المصلي مجلسه لضرورة مسته، ثم عاد إليه، فهو أحق به من غيره شرط ان تكون المفارقة لفترة قصيرة كالتوضؤ وقضاء الحاجة، سواء قام بحجزه بغرض ما أو لم يفعل لقوله صلى الله عليه وسلم “إذا قام أحدكم من مجلسه، ثم رجع إليه فهو أحق به”، وللإشارة فإن المصلي يكون أحق بمكانه للصلاة الواحدة ذاتها دون غيرها، ولا يجوز له المطالبة بحجز مكان أو المطالبة به.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • farouk

    كل الفتن .. كل المشاكل في المساجد سببها الائمة ...لماذا لم يغيروا المنكر .. اليس هاذا بمنكر . كيف يحق لك التكلم مع اشخاص يتعمدون الافعال داخل المساجد و الامام يرى و لا يحرك له ساكن . و بالنسبة لحجز الاماكن صدقوني لم اراها ولو اني جلست و جاء شخص و قال لي هاذا مكاني صدقوني نوكله المفاتيح اللي كان حاجز بيهم

  • براهيم

    هذا نتيجة لبعض الافكار التى يجرى تسويقها فى االمجتمع للحث على الصلاة. كان يقولو للناس المهم تصلى .رغم معرفتهم بان الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر لكن فى ترغيبهم للصلاة يقول لك المهم تصلى بغض النظر عن ما تعمل او تفعل و النتيجة بروز جيل منافق لا يفقه شيئا . و اصبجنا نشاهد العجب العجاب داخل المساجد و كل من هب ودب اصبح يدخل المساجد. بدل الناس العاقلين... يجب تصحيح المفاهيم فى الدعوة الى الصلاة و الا فليتحملو مسؤلية هذا الامر

  • abdelkader

    هؤلاء هم المنافقون حقا

  • فريدة

    لوتدبر المصلين الحكمة من حسن الخواتم في العمر و غيرها لما سلكوا هذا السلوك الأناني الناتج عن نفس دنيئة