-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معاك يا الخضرا… ولكن؟!

الشروق أونلاين
  • 2661
  • 2
معاك يا الخضرا… ولكن؟!

مساء الأحد الماضي، وبينما كان أكثر الناس منشغلين بالفريق الوطني في ملحمته نحو المونديال، وفيما سجلت البلاد سقوط 15 مناصرا احتفالا بالحدث، بعضهم سكتت قلوبهم فجأة بعد هدف رواندا، ولم يحتملوا 4 دقائق من الهزيمة، والبعض الآخر ماتوا في الطرقات التي تلتهم يوميا 10 أشخاص بدون مباريات… وقعت على هامش الحدث الرياضي، أمور نحن أردناها أن تكون على الهامش في جزائر باتت تؤمن أن عباءة الفريق الوطني بإمكانها تغطية الجميع، الصالحين منهم والفاسدين، الرياضيين منهم وغير الرياضيين، إلا إذا كانوا يمارسون طبعا رياضة النهب والقفز فوق القانون؟!

  • خلال مباراة رواندا، حاول عشرات الحراقة التوجه نحو اسبانيا، انطلاقا من شواطئ مستغانم وتلمسان، جمعوا ذهب أمهاتهم وهمّوا بالرحيل الذي أرادوه مؤقتا عن جزائر يحبون فريقها الوطني لكرة القدم، لكنهم لا يجدون شيئا آخر يحبونه فيها منذ فترة طويلة، فهي لم تمنحهم أي شيء ماعدا السعادة المؤقتة التي سرعان ما تذوب كجبل الجليد؟!
  • هؤلاء الحراقة يحبون زياني، عنتر يحيى، مطمور، غزال، قواوي..، لكنهم يمقتون في الآن ذاته، بيروقراطية الإدارة، وفشل الحكومة، ونفاق المنتخبين، وسياسة البني العميس، وانتشار المفسدين في كل زمان ومكان؟!
  • على هامش المباراة، وقعت أكثر من جريمة سرقة في أكثر من مدينة، وشملت أشياء مختلفة من الهواتف النقالة، إلى المحلات والمجوهرات.. بعضهم قال أن اللصوص لا يحبون الفريق الوطني، لذلك انتهزوا وقت المباراة للسرقة، لكننا نسأل: من شقّ على قلوب هؤلاء ليحكم عليهم؟! وماذا عن بقية اللصوص الذين جلسوا أمام تلفزيوناتهم لمشاهدة “الماتش”؟! هل هم لصوص وطنيون؟!
  • على هامش المباراة، لم تتوقف آلة الجريمة، ففي سيدي بلعباس مثلا قام مجهولون بتقطيع جثة شاب بعد قتله إلى أجزاء صغيرة، وضعوها داخل كيس بلاستيكي ورموها في مكان معزول بالمدينة؟!.. وعلى هامش المباراة، استمر خطف الفتيات، واغتصابهن، وتواصلت مشاهد العنف ضد الزوجات، ولم تتحرك شعرة واحدة في رأس مسؤول حين قالت المحامية بن براهم أن السفارة الدانماركية خطفت ثلاثة أطفال جزائريين، مثلما لم يتحرك أحد حين نُصّرت الطفلة الوهرانية صفية وسُلّمت لأب فرنسي مزعوم؟!
  • لعل أكثر أغنية رافقت ملحمة الجزائريين في طريقهم نحو المونديال، هي “معاك يا الخضرا، ديري حالة”، ونحن نصدقها حين تصدر من أفواه الزوالية، أبناء الشعب الحقيقيين، الباحثين عن بارقة أمل وسط العتمة، ونصدقها أيضا حين يقولها مسؤول يدرك معنى المسؤولية، لكننا لا نصدقها من أولئك المتملقين، المتسلقين، المنافقين؟!… كيف يقولون للخضرا “ديري حالة”، وهم “داروا حالة” في البلاد والعباد؟!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابن باديس

    يعطيك الصحة يا أخ قادة بن عمار،و الله مقالتك رائعة جدا

  • مواطن

    ou va l'algerie