معركة إتحاد الكتاب بدون مرشحين!

حدد أخيرا اتحاد الكتاب الجزائريين تاريخ عقد مؤتمره الجامع في الفاتح من نوفمبر المقبل، حيث تم تنصيب لجنة تحضيرية لضبط أشغال المؤتمر وتحديد جدول أعماله، الذي يمتد على مدار 3 أيام، وهذا بعد أن فصل مجلس الدولة بصفة نهائية في مشكل الشرعية والنزاعات القضائية التي دامت بين أعضائه أزيد من سنتين، وهو المشكل الذي أسال الكثير من الحبر عبر الصحف وتبادل أعضاءه الاتهامات على صفحات الجرائد.

• وحسب مصادر من اللجنة التحضيرية فإن المؤتمر سيقدم فيه التقرير المالي المفصل بالوثائق والأدلة منذ تأسيس الاتحاد إلى اليوم، وهذا ما سيسمح بالوقوف على الأخطاء التي ارتكبت سابقا، إضافة إلى التقرير الأدبي، وأضافت مصادرنا أنه تم لهذا الغرض تنصيب لجان فرعية منذ 6 أشهر هي بصدد إعداد تقارير المكاتب الجهوية وفروع الاتحاد عبر ولايات الوطن، وقد تم ضبط قائمة الدعوات التي سيبدأ توجيهها بداية من 12 أكتوبر الحالي.
• وفي تصريح للشروق قال رئيس الاتحاد الحالي يوسف شقرة أن المؤتمر يتم إعداده وفق القوانين الداخلية ولوائح الاتحاد، بحضور كافة الأعضاء الذين تتوفر فيهم الشروط، وشدد المتحدث في سياق حديثه على اعتبار المؤتمر جامعا لكل الكتاب وليس لجماعة معينة. من جهة أخرى ووفقا للكلام الذي يدور في الكواليس حول الصراع الدائر بين عدد من المرشحين لرئاسة الاتحاد، نفى يوسف شقرة أن يكون من ضمن المرشحين، وأكد للشروق قائلا “لست مرشحا ولن أترشح”، وأضاف أنه ملزم بالوفاء بعهده الذي قطعه بتوفير جو ملائم لعقد مؤتمر “شفاف ليكون عرسا للكتاب” بدون استثناء.
•  وردا على بعض الاتهامات التي وجهها منتقدو الطريقة التي يتم بها التحضير للمؤتمر، خاصة ما تعلق بتنصيب الفروع الولائية والمكاتب الجهوية، حيث نجد في ولاية أكثر من مكتب واحد، أوضح ذات المتحدث قائلا “يجدر بمن ينتقد التحضير أن يسوي وضعيته في الاتحاد وفق القوانين  الداخلية التي التزمنا بها في تنصيب الفروع كلها، حيث ينص القانون يقول شقرة أنه “تنصب الفروع كلما توفر النصاب ولم يذكر لا الجهة
• ولا المكان ولا الزمان أما بشأن الولايات التي تم فيها تنصيب أكثر من مكتب وهي 3 ولايات بسكرة، باتنة والجلفة، وهو ما فسره المتحدث أولا ببعد المسافة بين المكاتب ووجود عدد كبير من المبدعين والكتاب، ونفى شقرة أن يكون مدعما أو تابعا لأي مرشح وأكد في هذا الصدد أنه سيحتفظ بصوته كعضو في الاتحاد لمن يراه مناسبا في نظره من بين الذين سيرشحون يوم الانتخاب.   
•  ومن بين الأسماء التي ترددت في كواليس التحضيرات بقوة، سليمان جوداي الذي قيل أنه يحضى بدعم وزارة الثقافة، غير أن جوادي أوضح للشروق أنه مستبعد جدا أن يترشح، رغم أن هناك من طرح عليه الفكرة وأرجع تحفظه للطريقة التي يتم بها تسيير التحضيرات للمؤتمر القادم “بالتخياط”. أوضح قائلا “هناك جماعة تسعى لإعداد مرشح على مقاسهم بتنصيب مكاتب موالية، وحتى تنصيب أكثر من مكتب في ولاية واحدة  وقد حولوا الاتحاد من اتحاد نخبة إلى منظمة جماهيرية” وقال جوادي أنه يفضل ويدعم ترشيح عمر أزراج، نظرا لخبرته في الاتحاد، حيث كان أمينا وطنيا مكلفا بالعلاقات الخاريجية أيام عز الاتحاد، ونظرا لتجربته في بريطانيا وكذا علاقاته بالوسط الثقافي العربي والأوروبي، زيادة على كونه  متقاعد ومتفرغ للعمل في الاتحاد.
• واستبعد أزراج ترشحه لرئاسة الاتحاد في ظل الظروف الحالية والتي تتسم حسب أزراج “بغياب مشروع ورؤية واضحة لدور الاتحاد في إعادة بناء الشخصية الوطنية والترويج للأدب الجزائري وخدمة الثقافة الجزائرية،  وأضاف أزراج في اتصال مع الشروق أن الكتاب لسيت لهم رغبة حقيقية في النهوض بدور الاتحاد خارج عقلية رؤساء العشائر والزعامة القبيلة، واشترط أزراج لترشحه لمنصب الرئيس أن يكون هناك إجماع بين الكتاب للجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة مستقبل الاتحاد في سياق المشهد الوطني  وانتقد عمر أزراج الطريقة التي يدار بها النقاش في الاتحاد، حيث “تحول إلى اتحاد مبتدئين “وشدّد في هذا الصدد على وجوب إحداث التواصل بين الجيل الشاب والقدماء، وخارج هذه الشروط قال أزراج أنه يفضل أن يحافظ على اسمه وكرامته “هاجرت إلى بريطانيا من أجل الحفاظ على سمعتي كل هذه السنوات ولست مستعدا أن أغامر بها اليوم”.
• أما مدير المكتبة الوطنية السابق الدكتور أمين الزواي الذي تردد اسمه بقوة كبيرة في الأيام السابقة ليكون على رأس الاتحاد، نفى هو الآخر أي مسعى في هذا الاتجاه مؤكدا “لن أترشح وليس لي أي علاقة بما يدار داخل الاتحاد وكل ما قيل ويقال حول هذا الموضوع لا أساس له من الصحة وقال الزاوي إنه عضو بسيط في الاتحاد ولا علاقة لي بأي منصب مسؤولية”.