-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

معركة مفتوحة على زمن مجهول

معركة مفتوحة على زمن مجهول

سؤال يضعه المراقب العربي في مقدمة الكم الهائل من الأسئلة المتراكمة: أي سر وراء تصاعد الإرهاب واتساع رقعة تواجد تنظيم “القاعدة” على الأرض، وما يتناسل عنها من تنظيمات تحت مسميات مختلفة، امتلكت قدرة العبث بالأمن القومي العربي بعد سقوط أنظمة في فعالية شعبية “انفعالية” سميت زورا بـــ”الربيع العربي” فأدخلتنا في معركة مفتوحة على زمن مجهول؟

من ينمي قدرات تنظيم “القاعدة”؟ ومن يبعث وجودها إلى الحياة من جديد؟

وجود “القاعدة” المتسع، لا ينفصل عن كوارث المشاريع الطائفية، التي تقودها قوى إقليمية، تتناقض في الانتماء المذهبي، وتلتقي في الأهداف التخريبية، تتسلل عبر إثارة الأزمات والحروب الأهلية إلى العالم العربي.

“القاعدة” تتسلل عبر إثارة الأزمات لتبني صرح وجودها الإرهابي، وتنأى بعيدا عن مناطق الاستقرار التي تقبر تطلعاتها الشريرة، فبانفجار هذا “الربيع المباغت” عام 2011 في تونس ثم مصر وليبيا وسورية واليمن، بدأت “القاعدة” تشهد انطلاقة كبرى على الأرض بعد الانطلاقة الأولى في العراق عام 2003.

لم نسمع عن تنظيم “القاعدة” في صحراء سيناء، ولم نسمع من قبل عما يسمى بتنظيم “أنصار الشريعة” في ليبيا وتونس.. لكننا نراه اليوم تنظيماً متنامياً وله معسكرات تهدد أمن الجزائر ودول المغرب العربي برمتها.

تضاعفت في اليمن قوة “القاعدة” بعد سقوط حكم الرئيس علي عبد الله صالح إلى حد أنها تمكنت من بسط سيطرتها على مدن وبلدات يمنية بأكملها، وظهرت في سورية “جبهة النصرة” على إيقاع الثورة السورية ضد نظام  بشار الأسد حتى تطوَّر الأمر إلى تأسيس ما يعرف بـ”داعش” الذي أصبح من أكبر المجاميع المسلحة في المنطقة من العراق مروراً بسورية وحتى لبنان، وصارت قوته توازي الجيوش النظامية لتلك الدول التي وقفت عاجزة عن الوقوف أمامه، حتى مع تشكُّل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

ودول منطقة الشرق الأوسط لم تشهد نشاطا كبيرا لتنظيم “القاعدة” بهذا الحجم الإعلامي والعسكري من قبل، فقد ذاع صيت تنظيم “القاعدة” في اليمن والسعودية ومصر بعد العراق.

ويشكل تنامي نفوذ “القاعدة” في السنوات الأخيرة وعودتها على أنقاض “داعش”، وفي هذا الظرف العربي بالذات تهديدا أمنيا خطيرا لن يسلم من مخاطره أحد، فأعداد كبيرة من العاطلين والمهمشين انضمت إلى “القاعدة” التي توَّجت حضورها أخيرا على امتداد شريط الساحل الإفريقي بعد “ربيعَيْ” تونس وليبيا.

وهكذا هي “القاعدة” إذن تتسلل عبر إثارة الأزمات لتبني صرح وجودها الإرهابي، الذي ينسف قواعد الاستقرار، ويعطل أي حركة نهوض تنموي حضاري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بسكري بسكرث

    انتم الاعراب سبب بلاوي الامة الاسلامية حقدكم وتخلفكم وتمسكنكم مدى الحياة بالسلطة وتحالفكم مع الغرب والشرق ومع الشيطان هو سبب تنمى الارهاب وظهور الدواعش واخواتها

  • صالح بوقدير

    طائركم معكم
    لم تكن الثورةالمناهظة لإرادةالشعوب المطالبة بالحرية والعيش الكريم لتنجح لولا توظيف القاعدة وداعش وأخواتهما إنهن الحصن الحصين والملاذ الآمن للإستبداد ففرضت على الشعوب المخايرة بين أمرين أحلاهمامر؟القبول بالحياة في ظل الإستبداد أو لاحياةفإماأن تستسلم للأمرالواقع أويسلط عليك ماهو أسوألكن خيوط اللعبة أنكشفت دون الحاجةإلى المجهروأصبح يدركهاالعام قبل الخاص فما بقي للتدليس والتلبيس على الناس لحفظ ماءوجوهكم أمام أسيادكم فقدانكشفت سوأتكم فتوبوا إلى الله وقولوا الحقيقةكما هي فإن "طائركم معكم"

  • محمد

    إذن هم يخططون لنا لغير صالحنا طبعا لأجل سايسبيكو جديد !
    هذا الشكل من المقالات هذا الشكل من الوعي هو الذي نريده وينقصنا شكرا
    أول مرة أقرأ لك انزعاجك من الطائفية (وجود "القاعدة" المتسع، لا ينفصل عن كوارث المشاريع الطائفية، التي تقودها قوى إقليمية، تتناقض في الانتماء المذهبي)
    إذن لا بديل لنا ولاخيار لنا إلا التقارب والحوار بيننا حتى مع الأسد وحتى مع إيران أفضل لنا من حروب استنزاف الرابح فيها الغرب و إسرائيل وما يجمعنا نحن أكثر مما يفرقنا
    القدس تضيع ونحن نتهيأ لحروب مع إيران !!! لا يا سيدي