-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مغنية سمراء في افتتاح الأولمبياد بفرنسا تتعرض للعنصرية!

جواهر الشروق
  • 963
  • 0
مغنية سمراء في افتتاح الأولمبياد بفرنسا تتعرض للعنصرية!

تعرّضت مغنية سمراء للعنصرية في فرنسا بعد الإعلان عن اسمها كمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة باريس.

وبحسب ما أفادت تقارير إخبارية فقد أثار اليمين المتطرف جدلاً يتمحور على المغنية الفرنسية من أصل مالي، آية ناكامورا.

وقالت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس لوكالة “فرانس برس”: “صدمنا جداً بالهجمات العنصرية التي استهدفت آيا ناكامورا خلال الأيام الأخيرة”، مبديةً دعمها “الكامل للمغنية الأكثر استقطاباً للمستمعين بين المغنّين الناطقين بالفرنسية في العالم”.

يذكر أن الجدل بشأن المغنية بدأ عندما أوردت مجلة “لكسبريس” الأسبوعية الفرنسية خبراً مفاده أن ناكامورا تناولت مع الرئيس إيمانويل ماكرون احتمال مشاركتها في حفلة افتتاح الألعاب الأولمبية في الفترة من 26 جويلية إلى 11 أوت، مع إمكانية تأدية أغنيات لإديت بياف.

ومع أن ماكرون وناكامورا لم يؤكدا هذه الأنباء، أثارت الفكرة غضب اليمين المتطرف في فرنسا، حيث تعالت الأصوات الرافضة لمشاركتها وكذا صيحات الاستهجان عند ذكر اسمها خلال اجتماع مرتبط بالانتخابات الأوروبية لحزب “روكونكيت” Reconquete.

ونشرت جماعة يمينية متطرفة صغيرة عبر شبكات التواصل صورة تظهر لافتة علقها نحو عشرة من أعضائها على ضفاف نهر السين، عليها عبارة “مستحيل آية، هذه باريس، وليست سوق باماكو!”.

وعبارة “مستحيل” (Y’a pas moyen) مقتبسة من أغنية ناكامورا “دجادجا” (Djadja) ا التي حصدت أكثر من 950 مليون مشاهدة عبر موقع يوتيوب.

وردّت ناكامورا عبر حسابها على منصة إكس متهمةً منتقديها بأنهم “عنصريون”. وقالت “بتّ من المواضيع الرئيسية للدولة”، وهذا “ما يزعجكم”، مضيفةً “بماذا أدين لكم؟”.

وأصبح الجدل المُثار حول ناكامورا عالمياً بفضل ردة فعلها هذه، فملكة موسيقى الـ”آر اند بي” في فرنسا يتابع حسابها عبر منصة “اكس” نحو 1.3 مليون شخص وفي شبكة انستغرام قرابة أربعة ملايين متابع، وغالباً ما تتطرق إليها مادونا التي يُعدّ أبناؤها من محبي صاحبة أغنية “كوبين”.

ودافع دادجو، أحد أبرز نجوم الـ”آر اند بي” في فرنسا، عن ناكامورا، قائلاً “لهذا السبب نحن متأخرون هنا. أنتم تعدمون أهم مغنية في البلاد من خلال تعليقات مشابهة لما يتلفظ به تلاميذ المدارس الابتدائية. لم يكن موضوع مشاركتها في الأولمبياد معركة ولكنّه بات كذلك. ناكامورا يجب أن تغني” في الحدث الرياضي.

كذلك، عبّرت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا، عن دعمها للمغنية، وكتبت عبر منصة “اكس”: “عزيزتي آية ناكامورا، لا تأبهي بالعالم كله”.

وقال النائب اليساري أنطوان لليومان من جهته: “يزعمون أنهم يحبون وطنهم لكنهم يريدون استبعاد المغنية الأكثر استقطاباً للمستمعين بين المغنّين الناطقين بالفرنسية في العالم منذ إديت بياف. لا يمكن أن يكون الشخص عنصرياً ووطنياً في فرنسا”.

هل ستؤدي الهجمات التي يشنها اليمين المتطرف إلى نتائج عكسية؟ رأت مديرة تحرير المجلة الثقافية الفرنسية “ليزانروكوبتيبل” Les Inrockuptibles كارول بوانيه “أن ما يحصل هو جدل مُثار من قبل متخلفين في فرنسا لكنّهم ليسوا مَن سيقرر. آمل أن يقع الاختيار على ناكامورا لتؤدي في حفلة افتتاح الألعاب الأولمبية”.

ويسخر منتقدو آية ناكامورا من حرية تصرّفها في اللغة الفرنسية، على غرار ما اعتمدته في أغنية “دجادجا”، إذ مزجت مفردات وعبارات من مختلف أنحاء العالم. مع العلم أن الموسيقى الشعبية لطالما تعزز نجاحها من خلال كلمات الأغاني السهلة والمبسطة، على غرار “اوب لا دي اوب لا دا” لفرقة البيتلز و”دي دو دو دو، دي دا دا دا” لفرقة “ذي بوليس”.

وكانت ناكامورا قد قالت في تصريح لوكالة “فرانس برس” مؤخراً: “أفهم أن بعض الناس يقولون: من تظن نفسها حتى تتلاعب بلغتنا الفرنسية؟.. لكن من المهم قبول ثقافة الآخرين، وأنا اتمتع بثقافة مزدوجة”.

من جهتها قالت كارول بوانيه: “ابتكرت آية ناكامورا هذه اللغة المذهلة. لديها أعمال ناجحة جداً، وعلى فرنسا أن تفتخر بوجود فنانة مثلها معروفة عالمياً”.

وفي حديث إلى وكالة “فرانس برس”، قال أنجيلو غوبي، رئيس شركة “ناسيون فرانس” التي تشكل فرعاً فرنسياً لإحدى أهم شركات إنتاج العروض في العالم: “من غير المغتفر أن يهاجم عنصريون مغنية بسبب أصولها ولون بشرتها، في حين تتجاوز الألعاب الأولمبية كل الحدود”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!