في الهواء الطلق
مـــوَّال مـــصـــري
وأخيرا تدفقت الشمس فوق الرصيف.لتوجه آخر رسالة غضب إلى من كرهته وكرهت ليل نظامه الطويل.
-
فهل قررت هذه المرة أن تحرق كل الجسور وراءها، وتعلن الحرب على من هزمها ألف مرة، وتعطي دروس الكرامة للعاشقين.؟
-
الشمس التي تدفقت فوق أرصفة ميدان التحرير في القاهرة لن تكون مؤقتة هذه المرة.
-
لأنها اختارت الإقامة الدائمة تحت جلد كل مصري بسيط، يحمل تحت معطفه عصورا من الحزن والكآبة.
-
إنها الشمس التي لا ترتدي السترة الواقية من الرصاص، لأنها غير قابلة للقتل والاغتيال.
-
إنها جزء من الموال المصري القديم الذي يتغنَّى به المصريون حين يكونون على فطرتهم الأولى، أو حين يكونون كسمك القرش.
-
“يامبارك يامبارك... السعودية بانتظارك”.
-
كان هذا هو أسخن شعار رفعه المصريون في أرض الكنانة، وأجمل مقطع من موالهم الذي أصبح يطير كالحمام، ويرفع النشَّاب كالمحارب الإفريقي القديم.
-
إنه موال المواويل الذي سيشعر المصريين بأنهم مازالوا على قيد الحياة، أو أنهم مازالوا ـ رغم كل ما قيل ـ لم يضيّعوا بقية ما تبقى كبريائهم، أو ما تبقى من ملامح وجوههم
-
القديمة.
-
فهل سيتركون هذه المرة كل عصور الجفاف والغبار وراءهم، ويجيئون على صهوة الغيوم والسحاب لإلغاء المسافة الفاصلة بينهم وبين المطر؟