-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محاكمة المتهمين في محرقة "ناث اراثن" تدرك يومها الثاني:

مقتل جمال بن سماعيل.. تفاصيل مرعبة!

وهيبة سليماني
  • 29923
  • 0
مقتل جمال بن سماعيل.. تفاصيل مرعبة!
أرشيف

واصلت، الأربعاء، محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، الاستماع للمتهمين في قضية جمال بن اسماعيل، بعد استجواب الثلاثاء، 25 متهما.
وكانت الساعة حوالي 9 صباحا وربع عندما فتح القاضي جلسة الجنايات، حيث بدأ باستدعاء المتهمين الواحد تلو الاخر، وسط تعزيزات أمنية مشددة في محيط المحكمة وداخل القاعة التي امتلأت بعدد المتهمين البالغ عددهم حوالي 90 موقوفا الذين لم يتم سماعهم الثلاثاء.
وتميزت جلسة الأربعاء بنفي اغلب المتهمين التهم المنسوبة إليهم، وتضارب تصريحاتهم والتي جاءت في اغلب الأحيان، معاكسة لتلك التي أدلوا بها أمام الضبطية القضائية، وحتى أمام قاضي التحقيق، ولكن أسئلة رئيس الجلسة والنائب العام كانت وجيهة ومربكة لبعض المتهمين، خاصة بعد قراءة مقاطع لأقوالهم السابقة أمام مراحل التحقيق، واطلاعهم على صور بالألوان ومقاطع منها مكبرة، التي كانت أدلة دامغة تثبت تواجدهم في مسرح الجريمة التي راح ضحيتها جمال بن اسماعيل الفنان الهاوي في 11 أوت 2021.
ليس لدي علاقة بـ”الماك”؛ الجواب الذي كان من طرف اغلب المتهمين، عن سؤال القاضي، المتكرر لدى سماع كل واحد منهم، حيث كانت مصالح الأمن قد اكتشفت وجود اياد لحركة “الماك” التي يقودها فرحات مهني المتواجد بالخارج، بين مجموعة الشباب القاطنين في منطقة الأربعاء ناث إيراثن ولاية تيزي وزو، من الذين أقدموا على سحب جمال بن اسماعيل من سيارة الشرطة إلى غاية ساحة عبان رمضان، للاشتباه خطأ، في تورطه في إشعال الحرائق المهولة التي ضربت منطقة القبائل وسببت خسائر بشرية ومادية، حيث نكل بجثته وتم حرقه بعد صب البنزين عليه.
الطريقة الوحشية التي قتل بها جمال بن اسماعيل، جرت إلى محكمة جنايات الدار البيضاء بالعاصمة، 102 شخص اغلبهم شباب، تتفاوت التهم المنسوبة إليهم، كانوا يتحدثون امس، بهدوء يتنافى ذلك تماما مع موجة الغضب التي أثارتها حادثة حرق جمال في الشارع، وحالة الاستياء الكبير والغضب الشعبي العارم المندد بمثل هذه الجرائم.
فقد قال القاضي لأحد المتهمين وهو تاجر أوان، أكد انه كان يمارس نشاطه بصفة عادية، وقت حرق الضحية، نافيا ضلوعه في القضية “من هذا الشخص الذي يشتري الأواني في وقت “جهنامة!”.
• القاضي: المتهم “م.م”، هل قمت بتصوير الضحية عند التنكيل به؟
المتهم: لا.
• النائب العام: لماذا لم تستجب لاستدعاء قاضي التحقيق؟
المتهم “م.م”: ذهبت إلى مركز الشرطة كاستجابة مني للاستدعاء ولم أشارك في جريمة جمال بن اسماعيل، كما انني لا اعرف أحدا من بين المشاركين فيها.
• ويكرر القاضي مع استدعاء كل متهم السؤال: ماذا فعلت؟
المتهم الثاني: ر.ب
• القاضي: من كان معك في ساحة الجريمة؟
المتهم: كنت وحدي سيدي القاضي، ولم أشاهد حادثة التنكيل بالجثة وحرقها.
• القاضي: إذا لم تر نفسك أيضا عند توزيع الصور عبر الفايسبوك!
• النائب العام: هل رأيت الضحية عند سحبه وهو مربوط؟
المتهم: كنت في الخلف.
• النائب العام: كنت بعيدا… كيف عرفت إذا أنهم كانوا يضربونه؟
المتهم: كنت بعيدا 3 أمتار على سيارة الشرطة.
• النائب العام: عند قاضي التحقيق صرحت أنك هربت مباشرة بعد الحادثة وذهبت إلى مقر سكنك. وماذا قلت عند الضبطية القضائية؟ اسمع ماذا قلت: سمعت بالحادثة، وضربت الضحية عندما كان ملقى على الأرض برجلي اليمنى… أليس هذا ما قلته؟
المتهم: لم أصرح بذلك.
ويستمر القاضي في استدعاء المتهم الموالي مقران.أ.
• القاضي: هل لديك علاقة مع حركة الماك؟
المتهم: لا.
• النائب العام: قلت إن سيارة _كليو كامبيس_ ذات الترقيم 43، كانت مقلوبة عندما رأيتها. فلماذا تقول الآن انها كانت تتمايل عندما كانوا يحاولون قبلها؟
المتهم: كنت حاضرا.
دفاع الضحية: لقد سالك النائب العام وقلت إنك كنت بعيدا عن موقع قلب السيارة، فكيف حملت لوحة الترقيم وناديت حينها أن الترقيم لولاية غير تيزي وزو؟
• القاضي: نعم حملت لوحة الترقيم وقلت إن هذا من قام بالحرق، إشارة منك إلى الضحية جمال بن إسماعيل.
• القاضي للمتهم “نذير”: ماذا فعلت؟
المتهم: سمعت عن سيارة كليو فقط على انها كانت متوقفة هناك.
• القاضي: يعني أنك لم تكن هناك.. ولم يعطوا لك الصور؟
المتهم: لا.
• القاضي: الشرطة لم تظهر لك صورا فيه انت؟
يجيب المتهم دائما بالنفي.
• النائب العام: حضرت إلى مدينة تيزي وزو على الخامسة مساء مع شخصين..م ن الصباح إلى هذا التوقيت، ماذا كنت تفعل؟
المتهم: كنت انتظر في المستشفى وبعدها ذهبت لتصليح سيارتي.
• النائب العام: منذ متى وانت تصلح سيارتك.. من الواحدة إلى الخامسة وانت مستغرق في تصليحها؟!
المتهم: لم اسمع شيئا.. والو.. والو.
• النائب العام: الكل كان في حالة هيجان.. وانت ما رأيت ولا سمعت! وهل مررت بمكان الحادثة؟
المتهم: والو.. والو..

الفضول لرؤية حادثة مقتل جمال.. حجة الجميع!
وتستمر المحاكمة واغلب المتهمين الذين تتم محاكمتهم ينفون ما نسب إليهم من تهم ثقيلة تتعلق بالحرق والتنكيل والتخريب والاعتداء على افراد الشرطة وزرع الكراهية، والمساس باستقرار المؤسسات وسيرها العادي عن طريق بث الرعب والقيام بأفعال إرهابية تستهدف أمن الدولة، والوحدة الوطنية.

• القاضي للمتهم “ب. ف”: ماذا فعلت؟
المتهم: ذهبت لأشاهد حادثة مقتل الضحية.
• القاضي: كل من اسأله يقول ذهبت لأشاهد.. يعني كل هؤلاء ذهبوا ليشاهدوا! ماذا كانوا ينادون عندما كنت وسط هذا الحشد من المتفرجين؟
المتهم: لا اعرف هؤلاء ولم اسمع ما قالوا، ولكنني كنت أحاول تهدئتهم وتعقيلهم.
• القاضي: عندما يذهب شخص لتخليص أحد.. كيف لا يسمع ماذا يقولون؟!
• النائب العام: انت تقول إنك دخلت من باب الفضول بينهم، ولكنك من ضمن الذين صعدوا السيارة.. الفيديو يؤكد أنك كنت في مسرح الجريمة، وانت تقول إنك كنت تهدئهم، فما الوقت الذي انصرفت فيه؟
المتهم: عندما سحبوا الضحية من سيارة الشرطة.

• القاضي للمتهم “عزيز. ي”: ماذا فعلت؟
المتهم: كنت حينها امام مقر الشرطة.
• القاضي: لقد أرسلت رسالة (آس آم آس) لزوجتك.. ماذا قلت لها؟
المتهم: يصمت.
• القاضي: قلت لها قتلناه وحرقناه.
المتهم: لم اقصد ذلك، ولكن اقصد قتلوه وحرقوه.
• القاضي: (عجبك الحال)!.. من انت حتى تتحدث باسم المنطقة؟
المتهم: كتبت الرسالة بالفرنسية المكسرة.
• القاضي: انت تعرف القبائلية، لماذا لم تكتب إليها بالقبائلية؟.. وهل ردت عليك زوجتك؟
المتهم: لم ترد.
• القاضي: اعتقد أنك تعرف تصريف الضمائر، فلا تخطئ عندما تقول (قتلناه وحرقناه).
• النائب العام: عزيز تتذكر ماذا قلت امام الضبطية القضائية… من كان معك ذلك اليوم؟ لقد أكدت ان ابن عمك كان معك، وقلت أنك كنت تحاول الصعود لسيارة الشرطة لمساعدة شخص.
ويستمر النائب في استجواب المتهم: انت كنت تريد أن تساعد الشرطة؟ سوف أقرأ لك مقطعا من محاضر الضبطية القضائية (كنت في وسط مجموعة من الناس وسمعت أن شخصا قد أغمى عليه، واعتقدت انه ابن عمي، ولكن اكتشفت أن القضية تتعلق بآخر، ورأيت الضحية ساقطا على الأرض وقطع زجاج بجانبه فأزحتها عنه).

مواجهات بالصور ومقاطع الفيديو تربك المتهمين
• القاضي: (انت واقف امام سيارة الشرطة) هذا ما قاله القاضي للمتهم.
المتهم: حضرت عندما كانوا يقومون بضربه، ولكن لم أكن معهم عند حرقه.
• القاضي: هل تتذكر شخصا رأيته من قبل او تعرفه كان بين المشتبه فيهم؟
المتهم: لم اسمع ولم انتبه لأحد.. كنوا هادئين.
• النائب العام: عند الشرطة ماذا قلت؟.. رأيت المنكر وجئت تنهى عنه، لكن التسجيلات لا تقول هذا، أنت واقف بجنب السيارة تتفرج وبكل هدوء، الصور تظهر ذلك.
• القاضي: الناس كلها تشهد أنهم كانوا يصرخون.. إلا أنت، هل كانوا يسبحون!
• القاضي: هل لديك علاقة مع (الماك)؟
المتهم: لا افهم في السياسة.
• القاضي: انا لا اتحدث عن السياسة، اتحدث عن شيء اسمه (الماك).
وأطلعه القاضي عن صور تبين تواجده في مسرح جريمة مقتل جمال بن إسماعين.
وفعل نفس الشيء مع المتهم الموالي (م.ن)، الذي واجهه أيضا بالصور، حيث استعمل حينها مكبر صوت قيل أنه للهلال الأحمر الجزائري، وكان ينادي به اثناء الحادثة الأليمة التي أودت بجمال.
• النائب العام: لماذا أخذت معك المكبر الصوتي عندما ذهبت إلى مقر الشرطة؟
المتهم(م.ن): لفك الزحمة حيث كنت في المستشفى وكان مكتظا جراء ضحايا حريق الغابة، وسمعت بالضحية عند القبض عليه، واستعملت المكبر الصوتي لتفريق المحتشدين في مكان تواجد سيارة الشرطة.
• القاضي: ومن أين لك بالقبعة العسكرية؟
المتهم: قبعة قديمة كنت استعملها في (الشونطي).
• القاضي: ماذا كنت تقول بالمكبر الصوتي؟
المتهم: قلت (اتركوا الشرطة تقوم بدورها) يقصد قضية القبض على المشتبه تورطهم في حريق الغابة.
وعندما واجه القاضي المتهم بصور تواجده في مكان الجريمة البشعة التي أودت بحياة جمال، ارتبك، ونفى أن يكون هو المعني بصورة شخص بين مجموعة من المتواجدين حينها حول الضحية، ولكن تقنية تكبير ملامحه في صور أخرى إلى جانب الصورة العامة، لم تمكنه من إنكار أنها تتعلق به.
ووقع المتهم في تناقض بين الصورة العامة والمقطع المكبر؟
القاضي للمتهم “ع. ب”: ماذا كنت تقصد بـ(بوفوار) أي السلطة؟
المتهم: لا شيء.. لا افهم المقصود منها.
• القاضي: وماذا تقصد بـassassin أي قاتل؟
المتهم: لم افهم.
• القاضي: ماذا كنت تريد بها؟!
المتهم: قلت ذلك عندما رأيتهم يصبون البنزين على الضحية.
• النائب العام: صرحت أنك كنت تضرب سيارة الشرطة وناديت بعدها (pouvoir assassin)، وإنك صرخت وضربت وفجأة ذهبت!
وسأله القاضي عن علاقته بـ (الماك) فرد لا اسمع بها.

تاجر الأواني.. والشجرة
وعندما جاء دور مسألة تاجر الأواني (م،س)، قال للقاضي، إنه كان يمارس نشاطه التجاري بصفة عادية اثناء وقوع الجريمة، وإنه مجرد فضولي، رد عليه القاضي (من هذا الذي يشتري الأواني في وقت جهنامة؟!).
وشبهه بالشجرة المغروسة بين حشد من الناس، لا تتحرك ولا تصرخ، ولا يتحرك لها ضمير. وكان قد صرح امام الضبطية القضائية، أن الضحية أصيب على مستوى الرأس وقامت بعدها مجموعة أخرى بضربه وحرقه.

المقاول الذي حجته صدمة الحريق!
وبعد الاستماع لعدد من المتهمين بينهم (ح.ع.ي.ح)، و(ل.ح)، جاء دور المقاول (ب.ع) متزوج، وطرح عليه القاضي السؤال (ماذا فعلت؟)
المتهم: سمعت بطفل يبكي، ويقولون هناك موتى، واعتقدت أن الوفاة بسبب (الكوفيد)، وعندما ذهبت إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى، صدمت عندما وجدت الكارثة.. امرأة حامل، شيوخ وأطفال.. و..
وواصل(ذهبت إلى البيت فوجدت زوجتي وأمي والجيران يصرخون).. كانت الصدمة كبيرة.
وراح يضيف المتهم مزيدا من التفاصيل فقاطعه القاضي.
• القاضي: هل انت بصدد حكاية حياتك منذ تزوجت.. إزرع ينبت.
المتهم: وصلت الدشرة قالوا اقتلوه وقالوا أشعلوا فيه النار.
• القاضي: مع من كنت؟
المتهم: مع صديقي.
• القاضي: لقد صرحت بعبارة خطيرة تمس بأصل الضحية وتمجد للمنطقة؟
المتهم: كنت تحت الصدمة.
• النائب العام: ولماذا لم تتلفظ بنفس الكلمات عندما كنت تحت الصدمة وانت في المستشفى؟.. في الفيديو قلت إنك قتلت، أنكم حرقتموه وستقومون بأكله!
• النائب العام: الضحية ميت وانت تتحدث مع جثته.. من قام بذبحه؟
ويواصل النائب العام: قلت إن (م.إ) هو من قام بذبح الجثة بواسطة الكيتور، من منحه إياه؟
• المتهم : سمعت صوت امرأة هي من منحته ذلك قالت (هاك أذبحو).

المتهم الذي قلب جثة جمال وهي تحترق
وقال المتهم (ش م) إنه قام بتقليب جمال بن إسماعين وهو يحترق، وقد أجاب على أسئلة القاضي، وهو في حالة برود أعصاب قائلا (لقد لمست الضحية مرة واحدة فقط).
القاضي: لماذا شاركت في حرق جثة الضحية؟
المتهم : لمسته من رجله فقط.
القاضي: لمست الضحية برك.. ألم تر نفسك في الفيديو؟
المتهم: نادولي (الشواي).. أنا قمت بتقليبه فقط، لم أكن في وعيي، كنت تحت صدمة الحرائق.
النائب العام: صرحت سابقا أنك لقيت جثة الضحية مشتعلة جزئيا وقمت بالتقاط عصا من الأرض وقلبت الجثة حتى تحترق بالكامل واثناء الحرق كانوا يغنون ويرددون عبارات عنصرية، وقلت أنت أن ذلك سيشفى غليلك.
ويكرر المتهم بارد الأعصاب: أنا لمسته فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!