-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مقياس‮ ‬للتخلف‮!‬

مقياس‮ ‬للتخلف‮!‬

كلما استعدت البلاد لأجواء الدخول الاجتماعي مع نهاية كل صيف، كلما رافق ذلك أشكال من التخلف السياسي، الاجتماعي والثقافي، إلى درجة أصبح فيها هذا الدخول مناسبة لعودة الخوف والفوضى بأشكال وأوصاف مختلفة.
نسيم‮ ‬لكحل
في الدول التي تحترم نفسها، يأتي الدخول الاجتماعي كفرصة لزيادة الإنتاج وموسم لطرح أفكار جديدة في الأسواق السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، وفرصة كذلك لإكمال مسارات النمو والتطور، بينما يحدث في الجزائر العكس من ذلك تماما!!؟
عندما ينقضي شهر أوت يعيش الجزائريون نفس الأحداث، ويُرغمون على متابعة مشاهد من مسرحيات تتكرر كل سنة.. نقابات عمالية تستفيق من سباتها بالتهديد بشلّ هذا القطاع أو ذاك، وسياسيون ينتهزون فرصة هذا الدخول لاستئناف مهمة (التخلاط السياسي) – على حد تعبير أحدهم.. وتجار‮ ‬مناسبات‮ ‬يحجزون‮ ‬مقاعد‮ ‬يترصدون‮ ‬منها‮ ‬ضحاياهم‮ ‬على‭ ‬اختلاف‮ ‬مواقعهم‮..‬
هذا‮ ‬الواقع‮ ‬يجعل‮ ‬الجزائريين‮ ‬يكتشفون‮ ‬مع‮ ‬كل‮ ‬دخول‮ ‬اجتماعي‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬القطاعات‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬البلاد‮ ‬مريضة‮ ‬بأجواء‭ ‬اللااستقرار‮ ‬التي‮ ‬تفضل‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الأوساط‮ ‬العيش‮ ‬فيها،‮ ‬لحاجة‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬يعقوب‮ ‬قضتها‮ ‬وتقضيها‮!‬
عندما تصبح هذه الأجواء حتما مقضيا خلال كل موسم، ندرك بما لا يدع مجالا للشك أن دولة المؤسسات لم تقم بعد في هذه الربوع، وقوانين الجمهورية لا تطبق على الجميع، وبرامج التنمية لا تنفذ، والمواطنون لا يفقهون إلا لغة الحقوق ويجهلون ولو إلى حين مصطلح “الواجبات”.. وبهذه‮ ‬الطريقة‮ ‬تغرق‮ ‬بلاد‮ ‬بأكملها‮ ‬في‮ ‬فنجان،‮ ‬طول‮ ‬العام،‮ ‬مادام‮ ‬الدخول‮ ‬الاجتماعي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يشكل‮ ‬في‮ ‬الحقيقة‮ ‬سوى‭ ‬مقياس‮ ‬للتخلف؟‮!‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!