-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سبق لها أن احتضنت كأس إفريقيا سنة 1990

ملاعب عنابة وفنادقها وجمهورها في أتم الجاهزية للشان

ب. ع
  • 1368
  • 0
ملاعب عنابة وفنادقها وجمهورها في أتم الجاهزية للشان

تعيش عنابة، الأيام الأخيرة من التحضير لموعد الشان، فهي معنية بمباريات دور المجموعات ومباراة ضمن ربع النهائي، وستستقبل فنادق عنابة الجميلة منها فندقان من خمسة نجوم، وهما الشيراتون وبلازا أو السيبوس، منتخبات أربعة بلدان وهي الكونغو الديمقراطية والسينغال وكوت ديفوار وأوغندا التي تراجعت عن الانسحاب لأسباب مالية وقررت المشاركة.

والجميل في مدينة عنابة، أنها استرجعت فندق السيبوس، الذي كان إلى غاية بداية الألفية الجديدة الفندق الوحيد في شرق البلاد من خمسة نجوم، وهو من الفنادق التي سهر الراحل هواري بومدين على إنجازه في وسط مدينة عنابة، ولكن حالة الفندق تدهورت بشكل سريع ومؤسف منذ عقدين وهو ما جعل نجومه تتطاير، وكان سيحوّل إلى الخواص، قبل إنقاذه بعملية تهيئة وترميم شامل، ليظهر بصورته البهية الحالية والتي تزامنت مع احتضان عنابة لفوج قوي في منافسة كأس إفريقيا للمحليين، خاصة أن عنابة صارت الآن في بحبوحة من حيث المنشآت الرياضية، بعد التهيئة الشاملة التي عرفها ملعب 19 ماي الذي سيحتفل قريبا بعيد إنجازه الأربعين وهو ملعب كان برفقة ملعب الخامس من جويلية مسرحا لمباريات كأس أمم إفريقيا 1990، حيث شهد هذا الملعب إقصاء الكامرون وتألق منتخب السينغال.

كما شهد مباريات كثيرة للخضر منها مباراة أمام ليبيريا التي ضمّت اللاعب العملاق جورج وييا، وكانت آخر مواجهة للخضر شهدها الملعب بحضور قرابة سبعين ألف متفرج في زمن المدرب عبد الحق بن شيخة، أمام منتخب المغرب وانتهت لرفقاء زياني بهدف نظيف من ركلة جزاء سجلها اللاعب حسان يبدة، لتتدهور بعد ذلك أرضيته ويخرج نهائيا من الحسابات، ثم يعود في أحلى صورة، وبما يشبه الخبر السار لعشاق لعبة كرة القدم، والأروع أن المنتخبات الإفريقية ستتدرب في ملعب العقيد شابو وهو أيضا تحفة ويعود إنجازه إلى العهد الاستعماري، وكان أول ملعب في الجزائر من العشب الطبيعي، وقد أجمع كل من حضر مباراة أشبال مجيد بوقرة أمام السينغال على جمال الملعب الذي وصفه بوقرة بالمفخرة بالرغم من أن الماجيكو سبق له وأن لعب فيه مع الخضر في مواجهة المغرب منذ حوالي عشر سنوات، ومعلوم بأن ملعب عنابة تحفة معمارية فريدة، ومشكلته الوحيدة أنه ليس مغطى بالكامل، وزاد من روعته أرضيته الجميلة المصنفة بالجيدة جدا، مما جعل مجيد بوقرة ينصح جمال بلماضي باللعب فيه، وهذا ما جعل ملعب عنابة لا يختلف عن سائر الملاعب الأوروبية الشهيرة.

وخلال مباراة السينغال الودية لاحظ الجمهور وجود مقاهي ومطاعم راقية لا تختلف عما هو موجود في قلب المدينة، ومنصة للصحافيين تختلف تماما عن القديمة، إضافة إلى قاعة فسيحة للندوات الصحفية، أما موقف ركن السيارات الذي كان يجعل المناصرين في خوف من مصير مركباتهم، فقد صار يتسع لما لا يقل عن 5 آلاف سيارة، تماما كما اشترط الاتحاد الإفريقي قبل بداية أشغال ترميمه، وتوجد في مكان آمن وبعيد عن حراس الباركينغ الفوضويين، الذي جعلوا سابقا من ملعب عنابة الجميل الأخطر على المستوى الوطني.

تأرجحت عنابة بين الاستعداد والارتجالية في بداية ترشيحها لاحتضان الشان، حتى إن السلطات وضعت ملعب الخامس من جويلية وحتى ملعب تشاكر في البليدة لتعويض ملعب عنابة، وتهاطل سيل من الانتقادات والتعليقات الجارحة للمسؤولين في عنابة حول عجزهم عن الاستعداد للحدث، إلا أن السلطات في الولاية راهنت بقوة وكسبت الرهان، وصاروا من حيث الفندقة والملاعب جاهزين، ناهيك عن الصورة الرائعة التي صارت تقدمها عنابة بعد عملية تهيئة أثلجت صدر أهل بونة بعد سنوات من التدهور العام.

إعلان رئيس الجمهورية عن برمجة أربعة ملاعب قد تنطلق الأشغال بها في سنة 2023 الحالية، ومن بينها ملعب عملاق لعنابة بمواصفات عالمية، يحتوي على كل الملاعب والقاعات والمسابح، فتح شهية العنابيين الذين راحوا يعدّون ما يمتلكون من ملاعب وعلى رأسها 19 ماي وملعب شابو العتيق ويضيفونها إلى ملعبهم المنتظر الجديد، مما يعني أن عنابة ستصبح الرقم الرياضي الثاني بعد العاصمة التي امتلكت ملاعب الخامس من جويلية ودويرة وبراقي، وسيكون من السهل مستقبلا الحصول على شرف تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط بفندقين من خمسة نجوم إضافة إلى فنادق من أربعة نجوم وعلى رأسها فندقي صبري والريم الجميل اللذان يطلان على البحر عكس فندقي شيراتون وسيبوس، وهو ما فتح شهية أبناء بونة الذين بدوا هذه المرة معنيين بالمنافسة القارية، وبدأ الحديث عن متابعة المباريات وبشكل حضاري وبالمئات والآلاف من العائلات العنابية، التي تريد المشاركة وبقوة في إنجاح الحدث الرياضي الكبير بالنسبة للجزائر، لأنه يعني تقديم الجزائر على كونها في أتم الاستعداد لاحتضان كان 2025، وبجاهزية ملعب 19ماي 1956، والمرافق الرياضية التابعة له والبنى التحتية الفندقية، لو لم يبق سوى المواطن العنابي للعمل والمساهمة من أجل إنجاح التظاهرة الإفريقية المحلية، خاصة والجميع يعلم قوة أنصار اتحاد عنابة أو حمراء عنابة الفائز بأول كأس للجزائر لُعبت على أرضية الخامس من جويلية منذ أكثر من خمسين سنة وبالضبط في سنة 1972 بحضور الرئيس الراحل هواري بومدين.

سبق لمدينة عنابة وأن كانت في الموعد في ربيع سنة 1990 بمناسبة احتضان الجزائر لكأس إفريقيا للأمم والتي توج بها أشبال عبد الحميد كرمالي، ولم يكن هناك في ذلك الوقت من ملعب ينافس الخامس من جويلية سوى ملعب عنابة، وكانت حينها كأس أمم إفريقيا تلعب بثمان منتخبات فقط، فكان الاستنجاد بعنابة منطقيا وجاءت الآن الفرصة لتؤكد بأنها دائما ترفع التحدي، ويبقى ملعب 19 ماي، محبوبا لدى الجزائريين ومفخرة لهم تم إنجازه في زمن الشاذلي بن جديد، بل إنه الملعب الأهم رفقة ملاعب باتنة وحتى معسكر وبلعباس التي تم تدشينها في زمن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، ومع التعديلات الجديدة دخل الملعب إلى العالمية وهو حاليا الثاني من حيث طاقة الاستيعاب بـ 52 ألف مقعد، قبل ملعب تيزي وزو الذي يتسع لخمسين ألف متفرج.

يدرك العنابيون بأن الشان هو بروفة بالنسبة للجزائر، لأجل الفوز بتنظيم أمم إفريقيا سنة 2025، ويراهنون على المساهمة، وربما سيعودون لصنع الحدث الكبير بعد سنتين إذا ما سارت الأمور كما يجب أن تكون بعيدا عن الكولسة التي يخافها أهل بونة وعشاق الكرة الجزائريين في قارة إفريقية ليس الأحسن فيها داما من يفوز، أو يحصل على شرف التنظيم.

أبناء عنابة باشروا بأنفسهم الترويج للحدث القاري، على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يرحب بالضيوف وبين من يرفع التحدي ويطلب الجماهير بأن تكون في المستوى الحضاري الذي يليق ببلد هو الأكبر في القارة السمراء والأغنى، والمؤثر تاريخيا وسياسيا، خاصة أن معظم البلدان المشاركة في مجموعة عنابة، تمتلك طلبة جامعيين في مختلف الكليات ببونة، وحتى في المدينة المجاورة قسنطينة بجامعاتها الأربع، مما يعني بأن تواجد الجماهير الإفريقية سيكون مضمونا في المباريات السبع التي ستلعب في عنابة ما بين دور المجموعات ومباراة واحدة في الدور الربع النهائي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!