-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ركن قضايا تربوية

ملخص مساوئ التربية التقليدية

خير الدين هني
  • 831
  • 2
ملخص مساوئ التربية التقليدية

بعدما تناولنا تحليل علاقة التربية القديمة بالحياة الفردية والاجتماعية، وما ترتب على ذلك من مشكلات عقلية ونفسية وتكيّفية، مع البيئات التي عاشت فيها الأجيال المتخرجة من المؤسسات التعليمية خلال فترات متعاقبة من الزمن، يمكن الآن أن نلخّص مفهوم التربية التقليدية بحسب تطور بحوثها ومناظيرها الفلسفية، وأساليبها في التدريس واتجاهاتها وأهدافها، فالتربية منذ نشأتها الأولى إلى يوم الناس هذا، تعتمد على علم نفس الطفل والمدرسي، وإن كان علم النفس في العصور القديمة، يُعدّ من الدراسات الفلسفية لا ينفك عنها البتة في مناهج البحث، وهو لذلك كان يسمى علم الشعور ثم علم السلوك، أي: إنه يدرس الحالات السيكولوجية، كظواهر عقلية أو نفسية شعورية، يُعتمد في تفسير تلك الظواهر على البحوث النظرية، وهي البحوث التي تعتمد النظر بمناهج الخيال.

والخيال كما يقول العالم الألماني الشهير اينشتاين: “أهم من المعرفة” لأن المعرفة والمعلومات يمكن لأي أحد أن يصل إليهما، لكن الخيال يوظف هذه المعرفة للوصول إلى الحقيقة. وسواء اعتمد الفلاسفة على الخيال الإيهامي أم الخيال الإبداعي، لتقرير الحقيقة النفسية، فإن الحقيقة النفسية لا تُقرّر بالحدس والخيال والتخمين والقياس والارتجال، وإنما يتقرّر بما يُرى من السلوك العام الذي يسلكه الفرد ويخضع للتجربة والملاحظة والاستقصاء، في جدّه وهزله، ونشاطه وسكونه، وغضبه وسروره، وشقائه وسعادته، لأن السلوك الفردي هو من يترجم تفكير الإنسان وإحساساته الداخلية ومشاعره الفياضة، والناس يختلفون في طرق تفكيرهم وطبائعهم وسجاياهم النفسية، ولذلك تأتي تصرفاتهم وسلوكياتهم مختلفة ومتباينة بين الحدة والارتخاء، وبين القسوة والليونة، وبين التحمّل والتضجّر، وبين القبول والرفض، وبين الانشراح والضيق، وبين الإقبال والنفور، وبين المطاوعة للتربية والتهذيب وبين العصيان والتمرد والمشاكسة.

وهذا ما تفطن لع علماء النفس المعاصرين، إذ حولوا علم النفس من الدراسة الشعورية، إلى الدراسة التجريبية التي تخضع للمعاينة والمشاهدة، وتكون الأحكام عليها علمية موضوعية، لكون التجربة هي المحك الحقيقي لكشف عناصر الماد الجامدة أو الشعورية إن صح التعبير، وهذا ما أتناوله بحول الله تعالى، حينما أبسط الحديث عن التربية الحديثة في الحلقات القادمة.

وللخيال قيمة اعتبارية في الإبداع والابتكار، ضمن مجالات العلوم والفنون والأعمال الأدبية في الشعر والقصة والرواية وحتى الكتابة النثرية في تحليل الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، ولكنه في مجال التحليل النفسي للإنسان والحيوان، لا يصلح كمنهج مجدٍ في الوصول إلى الحقيقة، لأن الخيال لا يقع موقع التجربة والملاحظة، والنفس الإنسانية كائن خفي عن الأنظار للملاحظة والتجربة، ولذلك، كانت الدراسات النفسية القديمة التي اعتمدتها التربية التقليدية، غير سليمة لخولها من التجربة التي تعد المحك الحقيقي للوصول إلى أغوار النفس، وما يحاك بداخلها من إحساسات حقيقية، لاسيما وأن الأطفال لا يبوحون بمكنونات نفوسهم وما يختلج فيها من مشاعر سعيدة أو حزينة.

لذلك، كان السلوك الفردي، هو الذي يمثل المادة الأولية للتجربة والملاحظة في مناهج علم النفس الحديث، لأن السلوك يتجسد في تصرفات سارة أو غاضبة، ويرسم لوحة سعيدة أو حزينة على صفة وجه الفرد حينما يتعرض لموقف محرج، والذي يلاحظ هذا الفرد محل النظر والتجربة، يرى الانفعالات التي تعبّر عن دواخل الإنسان، على صفحة وجهه إن كانت سعيدة أو حزينة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • وسام

    العنوان ليس له أي علاقة بموضوع المقال، إضافة إلى أن المقال مبهم و فيه تعريفات فقط، ينتقل فيها الكاتب من تعريف لموضوع إلى تعريف لموضوع آخر، و ليس له أي تحليل فيه أو وجهة نظر

  • مصطفى

    نحن نتعجب من كاتب المقال الذي يتحدث عن التربية التقليدية ومساوئها ولا يقدم لنا اسقاطات على المجتمع ولا توصيات تفيد الطفل الجزائري الذي هو محور اهتمامنا ،فهو يمجد انشتاين الذي اعترف بنفسه بأنه لم يكن متخلقا عندما وضع أسس القنبلة الذرية وقد صرح بأنه يكفر بالله. فكيف نعتمده كمثل يحتذى به،ثم يعرج على علماء النفس الغربيين الذين نراهم اليوم يروجون للمثلية على أنها خيار فردي.نحن ننصحك على أن لا تذهب بعيدا وما عليك إلا تصفح كتاب العبر للعلامة ابن خلدون ستجد كنوزا في التربية التي فتح لها الألمان جناحا خاص في إحدى جامعتها سميت بالخلدونيات.