-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفيرة السودان لدى الجزائر نادية محمد خير عثمان لـ"الشروق":

ممتنون لموقف القيادة الجزائرية وقواتنا المسلحة قادرة على الردع والحفاظ على هيبة الدولة

ممتنون لموقف القيادة الجزائرية وقواتنا المسلحة قادرة على الردع والحفاظ على هيبة الدولة
أرشيف
سفيرة السودان لدى الجزائر نادية محمد خير عثمان

تستعرض سفيرة السودان لدى الجزائر نادية محمد خير عثمان، تطورات الوضع في بلادها، بعد الانفلات الذي حصل يوم 15 افريل الجاري.
وتقول الدبلوماسية السودانية، في هذا الحوار مع “الشروق”، إن “الأحداث المؤسفة بدأت بتمرد قوات الدعم السريع على الدولة والتي شنت هجوما عسكرياً مباغتاً على عدد من مقرات القوات المسلحة السودانية بالخرطوم، وعدداً من الولايات الأخرى”.
وتؤكد السفيرة نادية محمد أن القوات المسلحة السودانية ومن واقع مسئوليتها ومهنيتها ملتزمة بالهدنة، وقدرات القوات المسلحة على الردع وبسط السيطرة والحماية، والحفاظ على هيبة الدولة.

ماذا حدث بتاريخ: 15 أبريل وكيف تحول السودان إلي ساحة إقتتال؟
أولا أود أن أشكر صحيفة “الشروق” علي هذا اللقاء المهم الذي يأتي وبلادي تعاني فيه من ظروف بالغة التعقيد.
استنادا على الموقف الرسمي أود أن أوضح بأن الأحداث المؤسفة التي بدأت صبيحة السبت 15 أبريل 2023م ، بتمرد قوات الدعم السريع على الدولة والتي شنت هجوما عسكرياً مباغتاً على عدد من مقرات القوات المسلحة السودانية بالخرطوم، وعدداً من الولايات السودانية الأخرى، بهدف الإستيلاء على السلطة في البلاد، وانطلاقا من واجبها ومسؤوليتها الوطنية في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
تصدت القوات المسلحة للقوة المتمردة لدحر هجومها من محيط القيادة العامة للقوات المسلحة، وكذلك المقار الأخرى التي حاولت تلك القوات المتمردة الإستيلاء عليها بالقوة.
كما مارست هذه القوات أعمال بطش وإنتهاكات خطيرة لم تقتصر على أجهزة الدولة ومقراتها، بل طالت المواطنين العزل والمرافق المدنية الحيوية في سلوك ينم على أنها قوة متمردة لم تراعي أبسط قواعد الإشتباك ولا حرمات المواطنين وممتلكاتهم، كما تعدت على البعثات الدبلوماسية وأطقمها بالسلب والنهب والترويع.

كيف تتعامل القوات المسلحة لمواجهة قوات الدعم السريع خاصة وأن المعارك تتم في مناطق مأهولة بالسكان مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى؟

نعم، للأسف الاقتتال يدور داخل العاصمة الخرطوم وفي مناطق مأهولة بالسكان وبعض المدن الأخرى، وذلك بسبب تمدد وانتشار قوات الدعم السريع بين المواطنين، مستغلة في ذلك إعتماد القوات المسلحة السودانية إستراتيجية قتالية تهدف لتقليل الخسائر وسط المدنيين والممتلكات العامة الخاصة، وهذا هو الفرق بين الجيوش النظامية، والمليشيات المتمردة، وبسبب تغلغل أفراد المليشيا وسط المواطنين الأمر الذي أبطأ بدوره من جهود القوات المسلحة للقضاء عليها في وقت وجيز.

وماذا عن وضع البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدة في السودان، وماهي الإجراءات المتخذة لحمايتها؟

ظلت وزارة الخارجية في السودان تتلقى، ومنذ أول يوم في المواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المتمردة، العديد من البلاغات من البعثات الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المعتمدة لدى جمهورية السودان بتعرض مقارها وسكن متسبيها إلي الاقتحام والتعدي وترويع السفراء والدبلوماسيين والموظفين بواسطة قوات الدعم السريع المتفلتة.
وحرصا من الوزارة على أمن وسلامة هذه البعثات الدبلوماسية، واتساقا مع واجبها المناط بها، فقد قامت على الفور بإبلاغ جهات الاختصاص بالدولة بهذه التعديات، والتي بدورها سارعت إلى تعزيز الحراسات على هذه المقار الدبلوماسية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.

ما هو سير وضع عمليات إجلاء أعضاء البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب؟

لقد اضطلعت القوات المسلحة السودانية بعمليات إجلاء عدد من طواقم البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب، وآخر عملية للإجلاء تم لرعايا الجزائر الشقيقة والذين وصلوا للجزائر قبل ساعات بسلام.

رئيس مجلس السيادة الانتقالي كان قد أصدر قراراً بحل قوات الدعم السريع، باعتبارها قوات متمردة، إذن كيف سيتم التعامل معها؟

نعم منذ الوهلة الأولى لهجوم قوات الدعم السريع على الدولة، أصدر السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي قراراً بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة متمردة على الدولة ويتم التعامل معها على هذا الأساس.
هذه القوات تقوم حالياً بإنتهاكات خطيرة ضد المواطنين العزل، وتستخدم في ذلك أسلحة ثقيلة، وهناك أعمال قتل ونهب وسلب للممتلكات المواطنين والمتاجر، إضافة لإستغلال منازل المواطنين والمرافق العامة والخاصة المدنية لأغراض عسكرية.
ولذا تناشد وزارة الخارجية المجتمع الدولي بإدانة تمرد قوات الدعم السريع وما تقوم من إنتهاكات جسيمة ضد الدولة ومؤسساتها، وضد المدنيين.

كيف يتعامل السودان مع جهود الدول والمنظمات الرامية لتهدئة الأوضاع فيه؟

السودان يعبر دوماً عن تقديره لجهود كل الدول العربية والإفريقية الشقيقة والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد، ويشكر الدول والجهات التي تدعو إلى الهدنة.

هل القيادة السودانية ملتزمة بالهدنة؟

القوات المسلحة السودانية ومن واقع مسئوليتها ومهنيتها، أكدت إلتزامها بما تعهدت به من إحترام الهدنة المتفق عليها، وأنها سترد فقط للدفاع عندما يتم إنتهاك الهدنة وتعرضها للهجوم من قبل قوات الدعم السريع.

هل انتم متفائلون بأن القوات المسلحة السودانية ستستطيع أن تردع هذا التمرد وتبسط السيطرة على كافة أطراف السودان؟

نحن كلنا ثقة في قدرات القوات المسلحة السودانية على الردع وبسط السيطرة والحماية، والحفاظ على هيبة الدولة.
وختاماً، نجدد شكرنا وتقديرنا للقيادة العليا الجزائرية ممثلة في السيد الرئيس عبد المجيد تبون، لكل ما أبداه من قلق واهتمام صادق بشأن تطورات الأوضاع والأحداث المؤسفة في بلادنا، سائلين المولى عز وجل أن ينعم على بلادنا بالسلم والأمن والإستقرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!