-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد سريان العمل بالدستور الجديد

منصب الوزير الأول سيستمر إلى ما بعد التشريعيات المسبقة

محمد مسلم
  • 6373
  • 5
منصب الوزير الأول سيستمر إلى ما بعد التشريعيات المسبقة
أرشيف

بدأ العمل بالدستور الجديد وبدأت معه إعادة النظر في بعض التسميات الموروثة من الدستور القديم، ومنها إشكالية منصب رئيس الحكومة أو الوزير الأول. ويبقى الانتقال من هذا المنصب إلى ذاك، مرهونا بما ستفرزه نتائج الانتخابات التشريعية.

المادة 103 من دستور 2020 تفصل في هذه الإشكالية. تقول الفقرة الأولى من هذه المادة: “يقود الحكومة وزير أول في حال أسفرت الانتخابات التشريعية عــن أغلبية رئاسية”، أي موالية لرئيس الجمهورية.

أما الحالة الثانية فقد حددتها الفقرة الثانية التي جاء فيها: “يقود الحكومة رئيس حكومة، في حال أسفرت الانتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية”، أي ليست موالية للرئيس. ومعنى هذا أن تسمية “الوزير الأول” سوف لن تختفي من القاموس السياسي للبلاد، أو على الأقل قبل إجراءات الانتخابات التشريعية المسبقة.

الفرق بين “الوزير الأول” و”رئيس الحكومة” حسب فقهاء القانون الدستوري، يكمن في الصلاحيات، فالوزير الأول عادة ما يكون مجرد منفذ لبرنامج رأس السلطة التنفيذية ممثلا في رئيس الجمهورية، وهذا معناه أن هامش تحركه محدود، بل يمكن القول إنه مجرد “منسق” لأعضاء الفريق الحكومي. وبمعنى أدق إنه يعود إلى رئيس الجمهورية في كل صغيرة وكبيرة، لأنه مكلف بتطبيق برنامج الرئيس.

أما “رئيس الحكومة” فهو أكثر تحررا وأقل تبعية لرئيس الجمهورية، ومعنى هذا أنه يتوفر على بعض الصلاحيات التي يفتقدها الوزير الأول، ومنها الحرية في تشكيل الحكومة، والالتزام بإعداد برنامج الأغلبية البرلمانية باعتباره منبثقا منها.

ومن بين ما حمله المشرّع من فرق في الصلاحيات بين “الوزير الأول” و”رئيس الحكومة”، هو ما تضمنته المادتان 105 و110 من دستور 2020، فالوزير الأول “يكلف باقتراح تشكيل الحكومة” من قبل الرئيس، كما جاء في المادة 105 التي نصها: “إذا أسفرت الانتخابات التشريعية عن أغلبية رئاسية، يعين رئيس الجمهورية، وزيرا أول ويكلفه باقتراح تشكيل الحكومة وإعداد مخطط عمل لتطبيق البرنامج الرئاسي الذي يعرضه على مجلس الوزراء”.

ومعنى هذا، أن الوزير لا يتعدى دوره اقتراح أسماء الحكومة على رئيس الجمهورية، وهذا الأخير يمكنه أن يقبل أو يرفض أو يعدل التشكيلة الحكومية. في حين أن رئيس الحكومة لا يقترح على الرئيس أعضاء الحكومة، وإنما يشكل الحكومة ويعرضها على الرئيس، كما جاء في المادة 10 التي نصها: “إذا أسفرت الانتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية غير الأغلبية الرئاسية، يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة من الأغلبية البرلمانية، ويكلفه بتشكيل حكومته وإعداد برنامج الأغلبية البرلمانية”.

وباستثناء هذا الفرق (في تشكيل الحكومة) لا تبدو هناك فروقات أخرى جوهرية في الصلاحيات، وفق نصوص الدستور الجديد، بل إن “الوزير الأول” كما “رئيس الحكومة” يتقاسمان الكثير من الصلاحيات، حددتها المادة 112، والمتمثلة في توجيه وتنسيق ومراقبة عمل الحكومة، وتوزيع الصلاحيات بين أعضاء الحكومة، وتطبيق القوانين والتنظيمات، ورئاسة اجتماعات الحكومة، فضلا عن توقيع المراسيم التنفيذية، والتعيين في الوظائف المدنية للدولة التي لا تندرج ضمن سلطة التعيين لرئيس الجمهورية أو تلك التي يفوضها له هذا الأخير، كما يسهران على حسن سير الإدارة العمومية والمرافق العمومية.

وبعد بدء العمل بالدستور الجديد وانطلاقا من هذه التوصيفات، يمكن القول إن عبد العزيز جراد سيبقى يحمل توصيف الوزير الأول، لأنه يعكف على تنفيذ برنامج الرئيس، وبصورة أوضح، لأنه ليس منبثقا عن أغلبية برلمانية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • من هناك

    لا فرق بين الوزير الأول ورئيس الحكومة في بلد لا أحد فيه يحترم القانون. أو في بلد الأولوية للأقوى وفي بلد قانون الغاب . في بلد تتداخل فيه الصلاحيات ويفعل القوي وصاحب الأكتاف العريضة ما يهوى له بينما يحرم الضعيف من أبسط حقوقه . في بلد الانتقام والانتقام المضاد . في بلد قد تكون فيه مجرم صباحا وضحية مساءا . انه بلد العجائب

  • عبد الحفيظ

    على ما أظن أن الشعب لا يهمه تسمية المسؤول وإنما يهمه كيف يكون هذا المسؤول..
    كن إبن من شئت واكتسب أدبا.. يغنيك مضمونه عن النسب.

  • Populisme

    لو كان الرسول صلى الله عليه و سلم ينضر الى نفسه انه قادر ان يعمل كل شيء ما دعى الله ان يهدي احد العمرين. تاريخيا عندنا في الجزاءر المسلمة لا يوجد مخلص او مهدي. العمل جماعي كل واحد في عمله يتقنه. و الشورى اي طلب رأي الرأي من الاخرين مفروض دينيا. و لما يعزم الواحد او الجماعة تتكل على الله. لان و لا احد يضمن الربح او الخسران. تشاوروا ابدو و توكلوا على ربي..الله سبحانه و تعالا يدخل في العمل. و ان ظهر خطأ في مراحل العمل المستقبلية يجعل الله سببا لتصليحه ..

  • Populis

    هاذا تكليف كبير على رءيس الجمهورية هل يقوم بعمله او يقوم بانجاز مشروع تعبءة طريق؟ كل واحد عنده عمل يقوم به.
    اما الرءيس يقدر ان يعطي رأيه في سياسة ما لحزب او مجموعة احزاب و ينشرها في كتاب و يدخلها في النقاش بين الاحزاب. ان كان رأيه سديد و مبني على حقاءق علمية بالدليل و البرهان قد يقلب السياسة و يوجهها و يصلح ما في داخلها.
    اضن ان الىءيس عنده عمل معين شاق يقوم به باحسن الاوجه و لا يشتت طاقاته لا هو في الرأسة و لا هو في الحكومة.
    دور الزعامة يجب ان ينتهي. كل واحد داير في مخو انه منقذ الجزاءر.
    واحد يشوف روحو المسيح المخلص و الاخر المهدي المنتضر .
    لو كان الرسول صلى الله عليه و سلم ..

  • Imazighen

    (...وبعد بدء العمل بالدستور الجديد وانطلاقا من هذه التوصيفات)، برلمان الأغلبية موجود فلماذا؟ لا تطبق مواده، اللعب لن ينتهي بجهل القانون...ما راي المجلس الدستوري أو المحكمة الدستورية في هذا؟ انا لم اصوت عليه الدستوري هو دستور 1989...