-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من أي فصيلة أنت… يا فيصل!

من أي فصيلة أنت… يا فيصل!

قبل أكثر من عام نشر الصّحفي السّوري الحامل للجنسية البريطانية، والعامل في قناة الجزيرة القطرية سلسلة تغريدات يهاجم فيها الجزائر، ويسخر من دعمها الثّابت للقضية الفلسطينية… حدث ذلك في عزّ موجة التّطبيع التي رفضتها الجزائر وانخرطت فيها دول عربية بينها المملكة المغربية التي لم يذكرها فيصل القاسم بسوء ولم يرفض أو يسخر من الاتفاقيات التي وقعها المطبعون في سياق ما بات يعرف بالإبراهيمية.

وقبل أيام أعاد فيصل القاسم الكرّة، وبالغ في شتم الجزائر والاستهزاء بسياستها الخارجية المتفق عليها من الجزائريين جميعا على خياراتها الكبرى خاصة إذا ما تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية التي هي ثابت من ثوابت الخارجية الجزائرية منذ الاستقلال.

الغريب أن فيصل القاسم الذي ساهم في تدمير بلده سوريا عبر التطبيل للتدخل الأجنبي، ولم يراجع نفسه حتى بعد أن انتهت “الثورة الثورية” إلى دمار وخراب بيّن، ساهمت فيه كل مخابرات العالم، وأصبحت أرض الشام مرتعا للجماعات الدموية المتطرفة التي كادت أن تنهي سوريا من الوجود، ورغم كل ذلك بقي فيصل القاسم يزمّر ويطبّل لإسقاط النّظام السوري!

لقد حذف فيصل القاسم تغريداته المسيئة ضد الجزائر، كما فعل قبل عام، لأنه اكتشف مكانة الجزائر في العالم العربي، وأدرك أن صورة الجزائر لا يمكن تشويهها بقلم شخص ليس له وطن، فلو كان يشعر بالانتماء إلى وطن لما سمح لنفسه أن يكون معولا لهدمه!

واضح أن فيصل القاسم تحرك بمهماز، والسّبب هو عزم الجزائر لاستضافة القمة العربية التي أرادت من خلالها محاولة لم شمل العرب، وطرح القضية الفلسطينية التي تعيش أسوأ مراحلها التاريخية جراء اتفاقيات التطبيع، ومن الطّبيعي أن ينزعج الكيان الصّهيوني من هذه القمة ويحاول تحريك أدواته الإعلامية للنيل من الجزائر، وإلا لماذا اختار فيصل القاسم هذا الوقت بالذات للهجوم على الجزائر والسخرية من سياستها الخارجية.

إنّ ما فعله المعلق الجزائري حفيظ دراجي هو رد فعل طبيعي إزاء الإساءات المتكررة من زميله في قناة الجزيرة في حق بلده الجزائر، وهذا الموقف الشّريف كان كافيا لتتسلّط عليه الكثير من الذئاب المتشردة ومنهم ناشطة سورية لا عمل لها في الحياة غير الاتصال بالشّخصيات التي لا تتفق معها في الخطّ السّياسي وتحدثهم بصوت أنثوي رخيم فيه الكثير من التصنع والإغراء للإيقاع بهم، وهل يعتبر الرد على اتصال من قصر بشار الأسد فضيحة؟

إن أخطر ما يصيب الأوطان أن يتسلط عليها أبناؤها ويتحولون إلى معاول هدم في أيدي القوى الأجنبية وذلك ما حدث في سوريا، وقد أكدت الوقائع في الميدان والشهادات الحية تلك الحقيقة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!