-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من تڤنتورين إلى نيروبي.. الإرهاب واحد

مارتن روبر
  • 1667
  • 10
من تڤنتورين إلى نيروبي.. الإرهاب واحد

تتجه جميع أفكارنا نحو الشعب الكيني والحكومة الكينية وجميع المتضررين من الأحداث المأساوية التي وقعت في مركز وستغيت للتسوق في نيروبي بداية هذا الأسبوع. ويبدو، في الوقت الذي أكتب فيه هذا المقال، أنه تم تعداد ست رعايا بريطانيين وسط العدد الكبير من الضحايا الآخرين الذين فقدوا أرواحهم بطريقة مأساوية وقد يكون هناك المزيد. قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بقطع زيارته إلى بالمورال، مقر إقامة الملكة في اسكتلندا، يوم 23 سبتمبر ليترأس اجتماع كوبرا وهو لجنة الاستجابة للطوارئ في المملكة المتحدة، كما أنه تحدث إلى الرئيس كينياتا. وقد وضّح في تصريحات علنية أن هذا الهجوم تم باسم الإرهاب وليس الدين، فالمملكة المتحدة تدين هذا الهجوم المروع بأقوى العبارات.

كما وصف وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ هذا الهجوم بأنه جبان ووحشي، وأرسل على الفور إحدى فرق الانتشار السريع لوزارة الخارجية إلى نيروبي لمساعدة المفوضية العليا البريطانية في الاستجابة لهذه الأزمة. وكما هو الحال دائما، فقد كان أمن وسلامة الرعايا البريطانيين على رأس أولوياتنا. وأصبحت وزارة الخارجية في لندن هي الأخرى في وضع أزمة وهي تعمل على مدار الساعة لدعم الرعايا البريطانيين وعائلاتهم.

لقد قرأت باهتمام كبير البيان القوي الصادر عن الناطق باسم وزراة الخارجية الجزائرية. السيد بلاني عقب الحادث الذي وقع في كينيا. ومرة أخرى، كان هذا مثالا عن إدانة الجزائر الشديدة للإرهاب بجميع أشكاله. وتقف المملكة المتحدة جنبا إلى جنب مع الجزائر في إدانة الإرهاب وفي عزمنا المشترك على التصدي لهذا الخطر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين.

وهذه مرة أخرى تذكرة مؤلمة عن الحاجة الملحة لتعاون أوثق بين جميع البلدان التي تدين الإرهاب على المستوى الإقليمي والدولي حيث أن التهديدات التي نواجهها عالمية ويجب أن يكون ردنا ذكيا ومنسقا.

تتقاسم المملكة المتحدة والجزائر نفس المخاوف بشأن الإرهاب. إذ نتفق مثلا على عدم دفع الفدية في حالات الاختطاف من قبل الإرهابيين، ونحن نعمل معا على اتفاق متعدد الأطراف لتعزيز هذا النهج. ولطالما كان حوارنا حول مكافحة الإرهاب بناء وقيما. ومن أجل تعزيز هذا التعاون أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون شهر جانفي عن تشكيل الشراكة الأمنية الاستراتيجية والتي أصبحت الآن أهم ملتقي بيننا للتعاون حول القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب. يتولى رئاسة الجانب البريطاني مستشار الأمن القومي لدى رئيس الوزراء البريطاني سير كيم داروش الذي سيقوم رفقة وفده رفيع المستوى بزيارة إلى الجزائر في نوفمبر لمواصلة الحوار الممتاز الذي بدأناه في لندن في شهر أفريل الماضي. إن هذا الملتقى  مهم جدا لتبادل الخبرات والبحث عن حلول مشتركة للتهديدات الأمنية التي نواجهها جميعا.

 ومع الأحداث المروعة التي وقعت مطلع هذا العام في تيقنتورين، وفي نيروبي خلال الأيام القليلة الماضية، لم يتبق لنا أي شك في أن الإرهابيين لن يتوقفوا عند أي شيء في سبيل تحقيق أهدافهم من خلال العنف.

 

لكن مما لا شط فيه أيضا هو أنه من خلال جهود مستمرة واليقظة وبناء علاقات دولية قوية، يمكننا هزيمة الإرهاب. حيث في أوقات الأزمات، غالبا ما يتحد الأشخاص العاديون معا للقيام بإنجازات غير عادية. وقد شهد مفوضنا السامي في نيروبي ذلك بنفسه خلال الأيام القليلة الماضية. إذ خرج المجتمع الكيني في نيروبي بقوة لدعم خدمات الطوارئ في القيام بعملهم الحيوي. كما أن المفوض انضم إليهم في كينكوم صباح يوم الحادث  للتبرع بالدم لفائدة الضحايا قبل أن يعود لتنسيق عمل فريق الاستجابة للأزمات. وكانت الاستجابة من الكينيين ومن الصليب الأحمر الكيني وعدد لا يحصى من المنظمات الأخرى مذهلة. وكما قال رئيس كينيا في رسالته على تويتر: “فإن الطريقة التي نسير بها حياتنا في جو من الحرية والانفتاح والوحدة والاحترام لبعضنا البعض تعد انتصارا على جميع أولئك الذين يرغبون في إيذائنا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • بدون اسم

    الوم ا وروسيا وفرنسا هي من اكبر الدول الارهابية التي ارتكبت مجازر بحق الانسانية في العالم والتاريخ سيحاسب هده الدول المجرمة والظالمة وعلى الكاتب ان يدكر الاعمال الارهابية التي ارتكبتها بلاده بحق الانسانية ثم ان مخاوفنا من جبروت هده الدول اكبر من اعمال صبيانية يرتكبها مراهقون هنا وهناك

  • Amino Taragoné

    " الارهاب لا دين له " و هو مصطلح حديث من الاسلاموفوبيا الغربي فما حصل في اوروبا في القرون الوسطى ايضا نسب للدين و الكنيسة و الحروب الصليبية .

  • ////ااااا

    الارهاب قتل من المسلمين اكثر من غيرهم بفارق عشرات الاف إذن الارهاب ليس له دين، وسؤال للكاتب لماذا ذكرت كينا والجزائر وتناسيت الحادث الاخير ألذي وقع في امريكا وراح ضحيته12 إنسان.لماذا لم تذكره او ذالك الحادث ليس إرهاب لأنه من امريكي مجنون!! المهم تحية للجيش الجزائري ولقد ظهرت قوته عندما ننظر للفارق في ضحايا بين تكنتورين ونيروبي، مع العلم الجيش الجزائري قام بلعملية لوحده واما نيروبي كل دول الغربية من امريكا وبرطانيا وفرنسا وووو ومعاهم اسرائيل.<>//////// وهنا تظهر إحترافية صقور الجزائر ربي يحفظهم

  • الزهرة البرية

    طبعا سعادة السفير الإرهاب واحد : سواء كان من بني صهيون أو من القاعدة ، أو من غوانتانامو أو حتى من عبدة الشيطان.

  • عيشة

    لا أعتقد أن هناك إرهاب أكثر من أن تعطي دولة كانت تحتل فلسطين لليهود ليقيموا عليها دولة اللقطاء والصعاليك

  • lamine

    ابع/اليست بريطانيا والولايات المتحدة كانت تدعم وتشجع الحرب في افغنستان ضد الاتحاد السوفياتي اليست هذه حقيقة.
    واليوم ايضا تدعمه بطريقة غير مباشرة في سوريا.
    لاسف دولتكم هي من اسست الارهاب بقصد او بغيره,فلسطين كانت محتلة من بريطانيا ولم تكتفي بهذا بل سلمتها الى اليهود بعد انسحابها اليست هذه جريمة في حق شعب فلسطين;التاريخ لا يرحم
    يا سيدي.كل هذه الاسباب كانت مواتية للجماعات المتطرفةفي تغذية العنف مرة باسم الدين كما روجت له بعض الوسائل الاعلامية الغربية في افغنستان في تجنيد بعض شباب العرب الغرر بهم.

  • lamine

    لقد قرات مقالكم بتاني ودقة كبيرة حتى يتسنى معرفة الدور والمجهود
    التي قامت به السلطات البريطانية تجاه الارهاب الذي بات يسيطر على العالم.
    نشكرها على هذا الفعل النيل;لكن هناك اسئلة كثيرة يجب طرحها على سعادة السفير.
    سؤال01هل مصطلح الارهاب عربيا اوغربيا
    سؤال02هل هذه المجموعات المتطرفة كانت في موجودةفي
    السبيعنات .بتاكيد لم تكن موجودة
    يا سعادة السفير مارتن روبر الارهاب صناعة غربية وليست عربية ;
    المجموعات التكفيرية موجودة في بريطانيا منذ الثمنيات وهي تمارس النشاط بكل حرية .بالدعم بالمال في افغنستا ن

  • Rahim

    Oui Mr l'Ambassadeur, vous avez raison.
    je pense aux membres de la famille des victimes, c' est tristre, tres triste... le terorisme n'a qu'une seule ideologie, celle de la mort . que Dieu aie dans sa paradie ces victimes innocents qu'ils soient Keniens ou etrangers.

  • الجزائر المسلمة 2

    انها لا مهزلة كبيرة ان يتحدث اشخاص امثال هيغ و كيري و اوباما عندما يتحدثون عن الهجومات الجبانة و الوحشية.بينما نسوا او تناسوا انهم اكثر الناس و حشية و جبنا.اعتدوا على عشرات المسلمين العزل بسبب مصالحهم الجشعة بكل وحشية و يكفي مارتكبوه من جرائم ضد الانسانية في غوانتاناموا و ابوغريب و فلسطين وغيرها.نعم اصبح مجرمي الحرب يتحدثون عن السلام و الانسانية و ينددون بالهجومات الجبانة و الوحشية ؟الغرب و اليهود هم الارهاب الحقيقي و لكن اعلامهم لازال يحجب الحقيقة التي ستصل للعالم كله ان شاء الله .انشر حق الرد

  • الجزائر المسلمة 1

    دائما ما يخرج هؤلاء الغربيين بالتنديد و الاستنكار عندما تهاجم فئة من المسلمين - تمثل نفسها - ممن يرونهم اعدائهم ...لكن هذا السفير و غيره من المسؤوليين الغربيين لن يتحدثوا ابد عن الارهاب الصهيو -امريكي-غربي ضد المسلمين..لن يتحدثوا عن قتل مليون و 200 الف عراقي و تدميره بسبب اكذوبة و لن يتحدثوا عن تدميرهم لافغانستان تحت حجة كاذبة و لن يتحدثوا ابد عن الارهاب الصهيوني في فلسطين ..لن يتحدثوا ابدا عن الجرائم الجبانة المرتكبة في حق المسلمين في غوانتاناموا و ابوغريب.هم هكذا دائما يفسرون الامور كما يشاؤون