الرأي

“من حقنا نقول.. رحم الله فيديل”

محي الدين عميمور
  • 9486
  • 0

بوفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو يتجه جيل العمالقة نحو الانقراض، ويختفي واحد من أكبر أصدقاء الجزائر بعد اختفاء المارشال تيتو وجمال عبد الناصر وشو إن لاي.

ربطت صداقة قوية بين فيديل وبين الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة، خصوصا عندما أصر بن بلة على زيارة كوبا بعد زيارته لأمريكا ورفعه العلم الجزائري على مبنى الأمم المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي جون كينيدي، ومن هنا وقف فيديل موقف العداء من حركة 19 جوان التي قام بها وزير الدفاع الجزائري آنذاك هواري بومدين، لكن هذا الموقف تغير تدريجيا عندما أدرك الزعيم الكوبي أن الضرورات الداخلية هي التي أملت ذلك التغيير، ولا وجه للمقارنة بين الحدث وانقلابات أمريكا اللاتينية.

وهكذا قامت صداقة عميقة بين كاسترو والرئيس الجزائري الجديد، تدعمت أكثر فأكثر خلال مؤتمر عدم الانحياز الرابع الذي احتضنته الجزائر في سبتمبر 1973 وعبر عدة زيارات قام بها إلى الجزائر، ثم ازدادت الصداقة عمقا بعد خطاب الرئيس بومدين التاريخي في الأمم المتحدة في أبريل عام 1974، خصوصا عندما أصر بومدين على زيارة كوبا مباشرة بعد لقائه بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في واشنطون، مجازفا في ذلك بغضب القيادة الأمريكية ومؤكدا في الوقت نفسه استمرارية المواقف الجزائرية الثابتة في احترام روابط الصداقة والتضامن مع أصدقاء الثورة الجزائرية، وهو تماما ما قام به الرئيس الشاذلي بن جديد في 1979، حيث كانت مشاركته في مؤتمر عدم الانحياز لهافانا أول خرجة رسمية له بعد انتخابه.

وزاد من احترام كوبا للجزائر الدور الكبير الذي قامت به لدعم الكفاح العربي ضد الكيان الصهيوني، ودورها في حربي الاستنزاف المصرية وحرب 1973 وكذلك دورها الفاعل في دعم حركات التحرير الإفريقية، والدور الكبير الذي قام به الرئيس بومدين لتحقيق المصالحة بين الدول الإفريقية، وبوجه خاص نجاحه في تحقيق المصالحة بين زعيمي أنغولا، أوغستينو نيتو ووليم هولند، والتي أدت إلى تحجيم العميل جوناس سافيمبي، إلى تم اغتياله وتشتت حركته الانفصالية.

ومن الطريف التذكير بأن كاسترو كان السبب في توقف الرئيس بومدين عن تدخين سجائر “باسطوس” حيث كان يزوده دوريا بأفخر أنواع السيغار الكوبي، ومجانا بطبيعة الحال، وإن لم يكن يمانع في تلقي “الدقلة” الجزائرية وغيرها من المنتجات الجزائرية.

والأكثر طرافة هو أن كاسترو كان معجبا بالكسكسي الجزائري، وكان يفكر في أن يجعل منه الوجبة الأساسية للجيش الكوبي بدلا من الأرز.

وبلغ من إعجاب كاسترو بالجزائر أنه كان يستقبل ضيوفه بالزي الرياضي الجزائري، وهو ما تسبب في توتر أعصاب بعض الأشقاء.

ومن حقنا أن نقول.. رحم الله فيديل.

مقالات ذات صلة