-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من سمح لرايس بزيارة المنطقة؟!

صالح عوض
  • 7783
  • 0
من سمح لرايس بزيارة المنطقة؟!

من سمح لرايس بزيارة المنطقة؟ من فتح لها الأبواب لتدخل علينا ولازال دمنا المسفوح في أزقة غزة لم يجف بعد.. من وقف ليرحب بها ويفتح شدقيه على وسعهما وهو يستقبلها عند بوابة سيادتنا؟ من خولهم للجلوس معها وهي تُدين دمنا وتسب كرامتنا وتستخف مشاعرنا وتحملنا مسؤولية جرائم إسرائيل..  إنها وقاحة ما بعدها وقاحة، وانه زمن رديء يلف المنطقة كلها بكل ما فيها من مكونات.. نتذكر عندما زار وفد من الأمم المتحدة العراق سنة 1957 وكان رئيس الوفد فرنسيا كيف خرج الشعب العراقي العظيم بالأحذية يلقيها عليه ويطرده.. ونتذكر كيف وقف العمال العرب جميعا في الموانئ، مضربين عن استقبال أية باخرة بريطانية بعد عدوان بريطانيا على مصر عبد الناصر، ونتذكر كيف أخرج طلبة جامعة بير زيت الفلسطينية وزير خارجية فرنسا من قاعة المحاضرات تحت وابل من الأحذية بعد ان شتم حزب الله اللبناني.. فكيف بنا اليوم نرى من يستقبل وزيرة العدوان الأمريكي وقد مهدت لزيارتها بأن حملتنا وِزر ماحصل عندنا من مجازر.. من عادات العرب ان لا يقيموا بيت عزاء للمقتول حتى يأخذوا بثأره، أو تنعقد مصالحة عفو عن اقتدار.. أما ان يأتيهم القاتل على رجليه ويتهمهم بأن سوء اخلاقهم هو سبب قتل ابنهم فهذه سابقة في تاريخنا.. لم يقبل العرب في يوم من الأيام بلعبة سياسة الأمر الواقع، لأنهم يعرفون ان مثل هذه السياسة ليست الا في مصلحة الظالمين المعتدين، وكأن صراع الوجود والحضارات لعبة مصارعة على حلبة تنتهي بمجرد اطلاق الحكم العنان لصفارته، ورفع يد المنتصر بالضربة القاضية وعندها على المهزوم ان ينصرف من على الحلبة لا يتحرش بالمنتصر بأي شكل من الأشكال.. هؤلاء الذين يريدون للعرب ان يفهموا الصراع بهذه الطريقة هم اعداء العرب، وهذه الثقافة والسياسة التي تمارس الآن هي غريبة عن حسنا وثقافتنا وهويتنا الحضارية.. نحن العرب قد نصبر ولكننا لا نستسلم .. قد نسكت، لكننا لا نرفع راية بيضاء.. قد ننصرف مرحليا عن ساحة المعركة ولكن لنعد جيدا لها.. اما ان نقبل ايدي القتلة وان نوقع لهم عهود صلح الأبد على دمنا وكرامتنا وضياع مقدساتنا فذلك والله ما لم يحصل أبدا. جاءت رايس.. وغادرت رايس.. تجيء فتشرق وجوه الساسة المفرغين طربا وفرحا، لأن مجيئها يمنحهم شرعية في نادي رجال السياسة المقبولين، وتغادر فتتعلق بها قلوبهم أملا في عودة قريبة او اتصال تليفوني جديد.. فيما السيد الأمريكي يمعن في الإذلال ويكشف الوثائق التي تجرح وتحرج أصدقاءه ليبك الساحة اكثر وليذهب اليقين من قلوب الشعوب بسياسييهم فتنهار مناعة صمودهم.. مجيء رايس عدوان.. والأرض التي سارت عليها ترفضها وقلوب المؤمنين من العرب والمسلمين ترفضها.. فأمة بالعز عاشت لن يمثلها الرعاديد الجبناء.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!