-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من هو باسيرو ديوماي فاي الذي قادته الإنتخابات من السجن إلى رئاسة السنغال؟

ماجيد صرّاح
  • 2208
  • 1
من هو باسيرو ديوماي فاي الذي قادته الإنتخابات من السجن إلى رئاسة السنغال؟
صفحة باسيرو ديوماي فاي على فيسبوك
باسيرو ديوماي فاي، خامس رئيس للسنغال وأصغر رئيس في إفريقيا.

أسفرت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في السنغال إلى وصول المترشح، باسيرو ديوماي فاي، لكرسي الرئاسة في البلاد كخامس رئيس لجمهورية السنغال وأصغر رئيس في إفريقيا بعمر 44 سنة.

وصوله للرئاسة فاجأ الكثيرين لأنه لم يكن من بين المرشحين الأكثر حظا للرئاسيات، وحتى أنه لم ينجح حتى في الإنتخابات المحلية ببلديته في جانفي 2022.

قد وعد باسيرو ديوماي فاي بـ”إعادة تأسيس” السنغال من خلال “تعزيز السيادة الوطنية والحرب على الفساد ومراجعة اتفاقيات الدفاع والصيد، وإعادة التفاوض في عقود الغاز مع شركات استغلال الحقول المكتشفة حديثا على الحدود مع موريتانيا”.

كما وعد أيضا بالتخلص من الفرنك الإفريقي وسك عملة وطنية، كما قال أنه سيحمل نفس المقترح بعملة جديدة لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، إضافة إلى وعود بتطوير البنى التحتية في مجالات المواصلات والكهرباء وغيرها.

ليوبولد سيدار سينغور أول رئيس للسنغال (1960-1980) ليتنازل بعد ذلك بمحض إرادته عن الرئاسة، وهو شاعر وواحد من أهم المفكرين الأفارقة. صورة: Michel Lipchitz/AP

ولد باسيرو ديوماي فاي يوم 25 مارس 1980، في أسرة متواضعة ببلدة ندياجانياو، غرب السنغال والتابعة لإقليم تييس، ثاني أكبر أقاليم السنغال وموطن رئيسها الأول ليوبولد سيدار سينغور.

بعد حصوله عام 2000 على شهادة الباكالوريا من ثانوية ديمبا ديوب بمدينة امبور، وهي مدينة سياحية تبعد نحو 80 كلم من العاصمة دكار، التحق بجامعة الشيخ أنتا جوب، ليتخرج منها بشهادة عليا في القانون.

وبعد ذلك يدخل إلى وزارة المالية عام 2004، ليتم تكوينه بالمدرسة الوطنية للإدارة في دكار، ليتخرج بعد 3 سنوات كمفتش ضرائب.

التحاق باسيرو ديوماي فاي وعمله بالإدارة العامة للضرائب عرفه بعصمان سونكو، والذي كان رافقه في مشواره السياسي إلى غاية انتخابه رئيسا للسنغال.

فالتحق بنقابة الوكلاء الضريبيين والماليين، التي أسسها سونكو، والتي كشفت عن تجاوزات في التسيير في السنغال بحكم مهنة المعنيين والتي تتيح لهم الوصول للمعلومات والملفات، ما ساهم في شعبية عثمان سونكو في السنغال.

عثمان صونكو، مؤسس حزب الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة “باستيف”. صورة: SEYLLOU / AFP

عام 2014 أسس عثمان صونكو مع باسيرو ديوماي فاي وآخرين، حزب الوطنيون من أجل العمل والأخلاق والأخوة “باستيف”، ليصبح أمينه العام عام 2022. وهو الحزب المعارض التي تصدر المشهد في السنغال، وعرف تأييدا من طرف السنغاليين.

هذه الشعبية أدت لاعتقال باسيرو ديوماي فاي في أفريل 2023 بتهمة إهانة العدالة والمساس بالأمن والتحريض على التمرد بعد تصريحات ندد فيها باعتقال رئيس الحزب عثمان سونكو.

في 31 جويلية 2023 قامت الحكومة السنغالية بحل حزب “باستيف” بدعوى إخلاله بالتزاماته الحزبية، متهمة “قادته وسلطاته، بدعوة مؤيديه بشكل متكرر إلى الحركات التمردية”.

عكس عثمان سونكو الذي كان يقبع في السجن وكان متابعا أمام القضاء وتمت إدانته بالسجن عامين، لم تتم متابعة باسيرو ديوماي فاي أمام القضاء، وبسبب إدانة سونكو وموقف السلطة منه كان محتملا رفض ملف ترشحه للرئاسيات، فترشح باسيرو ديوماي فاي كلاعب احتياطي مستعدا لتعويض عثمان سونكو في حالة رفض ترشحه.

لكنه كان المرشح الذي أحدث المفاجأة في انتخابات 24 مارس 2024 بالسنغال بتصدره النتائج مع بداية عمليات الفرز متقدما على كل المترشحين الآخرين، بمن فيهم آمادو با، المترشح المدعوم من طرف الرئيس ماكي سال، والذي سارع في اليوم التالي بتهنئته عبر بيان.

ماكي سال، رئيس السنغال منذ 2 أفريل 2012. صورة: ح. م

وقد عرفت الرئاسيات الأخيرة في السنغال ضجة كبيرة، وما ميزها ليس فقط انتخاب باسيرو ديوماي فاي رئيسا ولا طريقة ترشحه بل سياق الأنتخابات بشكل كامل.

فأعلن الرئيس السنغالي، ماكي سال، يوم 3 فيفري الماضي عن قراره تأجيل الإنتخابات الرئاسية في البلاد والتي كانت مبرمجة ليوم 25 فيفري، وهذا لأول مرة في البلاد منذ 1963.

وهو ما أدى لاندلاع مظاهرات في البلاد بعد إعلان ماكي سال الذي تنتهي عهدته يوم 2 أفريل المقبل، وهي مظاهرات تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن السنغالية أدت لسقوط قتلى ووقوع إصابات.

ليعلن المجلس الدستوري بعد ذلك عدم شرعية قرار تأجيل الإنتخابات وألغى المرسوم الرئاسي الذي تم بموجبه تأجيلها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ليلى

    يجب التعلم من دولة السينغال