-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رحلة مع ذي القرنين

من هو ذو القرنيْن؟

أبو جرة سلطاني
  • 1388
  • 0
من هو ذو القرنيْن؟

لا أحد يعرف -على وجه اليقين- من هو؟ هل هو نبيّ أو مصلح؟ هل هو قدر الله أم جنس من البشر؟ هل هو قائد عسكري أم إنسان طوّع الله له الأسباب؟ لكنّ الثّابت أنّ اليهود يعرفون شيئا من سيرته، وأنّ قصّته معلومة عندهم. فقد ورد ذكره في “كتاب عزْرا” الإصحاح الأوّل والسّادس، وورد أيضا في “كتاب دانيّال” وفي “كتاب أشْعيّا” في الإصحاح الخامس والأربعين بسيّاق يتحدّث عن بطل مغوار خلّصهم من إبادة جماعيّة كانت ستستأصل شأفتهم فكفاهم الله القتال بإرسال ذي القرنيْن مُخلّصا؛ فهو عندهم بطل تسمّيه كتبهم “قورش الكبير”.

لكنّ كتب التّاريخ والمصادر غير اليهوديّة اختلفت في تحديد شخصه وتحديد الزّمن الذي ظهر فيه وفي تحديد الأمكنة التي طافها مشرقا ومغربا.. وهل كان قبل بعثة النبيّ موسى -عليه السّلام- أم بعد رحيله من الأرض؟ فمن قائل هو “الإسكندر المقدوني” إلى قائل هو أحد ملوك حِمْير من التّبابعة واسمه الصعب بن ذي مراثد (أو مرثد) بن وائل الحمْيري. وقال آخرون هو أخناتون الفرعونيّ المصريّ العادل الموحّد لله. ومنهم من قال كان في زمن إبراهيم -عليه السّلام- والتقى الخضر. وقال غير واحد هو وليّ صالح.. وقد ذكر ابن كثير في البداية والنّهاية كثيرا من هذه الأقوال.

بالاحتكام إلى ما ورد من صفاته في القرآن المجيد يتأكّد لنا أنه كان ملكا صالحا وقائدا عادلا على نحو جعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “وما أدري ذو القرنيْن أنبيّا كان أم لا” (أخرجه الحاكم أبو داود والبزّار وابن حزم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) والبخاري والبيهقي عن ابن شهاب الزّهري)..

وقد نفى ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنْ يكون ذو القرنيْن هو الإسكندر أو اخناتون أو قائدا رومانيّا أو فارسيّا أو فرعونيّا.. ورجّح أن يكون الصّعب بن مراثد المُكنّى بـ”ذي القرنيْن”، وهو رجل صالح من حِمْير مكّنه الله في الأرض وأتاه من كلّ شيء سببا.. وهو رأيٌ استقرّ عليه البحث اللّغويّ اعتمادًا على تسميّة القرآن له بـ”ذي القرنيْن”، فإضافة صيغة “ذي” للأسماء بمعنى “صاحب” استعمالٌ عربيّ يمنيّ بلغة حِمْير مثل سيف بن ذي يزن، وذي نوامس (أو ذي نواس) الحمْيريّ، والملكة لميس بن ذي يرع.. وغيرهم كثير. كلّها تنهض شواهد على أنّ كنيته بـ”ذي” تدلّ على أنه حمْيريّ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!