-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مهازل الفئات الشبانية.. إلى متى؟

ياسين معلومي
  • 939
  • 0
مهازل الفئات الشبانية.. إلى متى؟

أثار إقصاء المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة من رُبع نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم الجارية بالجزائر، وإخفاقه في التأهل إلى كأس العالم لهذه الفئة المقرر السنة القادمة، عاصفة من الانتقادات من بعض المحسوبين على كُرتنا المسكينة، محمّلين المدرِّب الوطني أرزقي رمّان وبعض لاعبيه هذا الفشل، غير أن هؤلاء ربما تناسوا أن الكرة الجزائرية عرفت هذه السنة العديد من النكسات.
يعدُّ إقصاء المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة تحصيل حاصل لمجموعة من النكسات، والبداية كانت مع تشكيلة المدرِّب الوطني جمال بلماضي، التي خرجت من الدور الأول من كأس إفريقيا بالكاميرون، والإخفاق في التأهل إلى كأس العالم بقطر، ومنتخب أقل من 23 سنة الذي يدربه ولد علي هو الآخر خسر تأشيرة التأهل لنهائيات كأس إفريقيا والألعاب الأولمبية القادمة، مثله مثل منتخب أقل من 20 سنة الذي أشرف عليه المدرب لسات لم يتأهَّل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، زد على ذلك إقصاء فريقي شبيبة القبائل وشباب بلوزداد في ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، ولم يبق سوى فريق اتحاد الجزائر لحفظ ماء الوجه بتواجده في نصف نهائي كأس “الكاف”، والعائد بنتيجة ايجابية من ميموزا الايفواري في انتظار التأكيد هذا الأربعاء بملعب الخامس من جويلية بغية التأهل إلى اللقاء النهائي.
طبعا الإقصاء من أي منافسة يِؤثر حتما على مستوى الكرة الجزائرية، غير أن تشكيلة المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة أدت ما عليها في ظل المشاكل التي تعيشها كرتنا، إذ تُوِّجت في الأشهر الماضية بكأس العرب للناشئين، لكنها لم تلق العناية اللازمة من المسؤولين الذين لم يعيروا هذه الفئة أي اهتمام، وتركوا المدرِّب واللاعبين على الهامش، فلم يلعبوا لا لقاءات ودية مع المنتخبات الكبيرة ولا أجروا معسكراتٍ تحضيرية في المستوى، لذلك فنتيجة الإقصاء كانت منتظرة، في وقت يولي المسؤولون اهتماما كبيرا للمنتخب الأول الذي غالبا ما يكون الشجرة التي تغطي غابة المشاكل التي تعاني منها كرتنا، وحتى المنتخب الأول أصبح مؤخرا بعيدا عن مستواه الحقيقي، في انتظار أن يعود إلى مستواه بتواجد جيل جديد من اللاعبين يتقدمهم حسام عوار.
العارفون بمستوى الفئات الشبانية يعرفون أن الجزائر تغيب بانتظام عن النهائيات القارية والدولية، وتُقصى دائما من الأدوار الأولى، فباستثناء التتويج الوحيد سنة 1979 بجيل من اللاعبين يتقدمهم ياحي وشعيّب وبن عامر، وتحت إمارة المدرِّب عبد الحميد كرمالي، إذ تأهلوا إلى كأس العالم باليابان وواجهوا حتى منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا، وكذلك منتخب 2009 الذي كان يدربه ابرير وحكيم مدان، فإن باقي النتائج كلها كانت سلبية على طول الخط.
سبب إخفاقات المنتخبات الشبانية الجزائرية حسب أغلب الاختصاصيين هو أن الرؤساء الذين تداولوا على “الفاف” ورؤساء الأندية لا يعيرون أي اهتمام لهذه الفئة مقارنة بفئة الأكابر.. فاللاعبون الشبان في الجزائر يتدربون سويعات أسبوعيا فقط، وفي ملاعب لا تستوفي الشروط، وتحت إشراف مدربين أغلبهم لا يملكون شهادات.. عكس المنتخبات في البلدان الأخرى التي تعتبر فئة الشبان هي الخزان الأول للفريق الأول.. زد على ذلك أن الجميع لا يستخلص الدروس من الإخفاقات السابقة المتتالية، ما يجعل دار لقمان تبقى على حالها.
ننتظر أن يتحرك الاتحاد الجزائري بقوة لدراسة النكسات المتتابعة للفئات الشبانية، وإدراج أصحاب الاختصاص لإيجاد الحلول المناسبة والسريعة، غير أننا متيقنون مثل غيرنا أن الأمر لن يتغيّر مادام الجميع من مسؤولين ورؤساء أندية وبعض المدربين لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة، دون حسيب ولا رقيب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!