-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دعوا إلى مزيد من الحيطة واليقظة

مواطنون وجمعيات يثمّنون تعميم مجانية كواشف الغاز

الشروق أونلاين
  • 403
  • 0
مواطنون وجمعيات يثمّنون تعميم مجانية كواشف الغاز
أرشيف

رحّبت جمعيات حماية المستهلك، ومن خلفها المواطنين، بقرار تزويد المنازل بأجهزة كواشف تسرّب الغاز، والذي كان مطلبا متكرّرا خلال السّنوات الأخيرة، في ظلّ تحول ظاهرة وفيات الاختناق بالغاز إلى مأساة وطنية و”تراجيديا يومية” لم تفلح نصائح سونلغاز ولا المصالح الأمنية ولا الحماية المدنية في كبحها.
استنفرت ظاهرة الاختناقات المتواصلة بغاز أحادي أكسيد الكربون، والتي أبادت عائلات بأكملها منذ دخول شهر جانفي الجاري، الدولة، وجعلها تفرض إجراءات وقائية استعجالية، ولعلّ أهمّها إلزام مؤسسة سونلغاز بتزويد المواطنين مجانا بأجهزة إنذار صوتية ومرئية، تنبئ بأي تسرّب للغازات المُحترقة، مع اشتراط بناء مشاريع سكنية مزودة بهذه الأنظمة مستقبلا.

طالبنا بالإجراء منذ سنوات
وثمّنت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده “أبوس”، قرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبّون، معتبرة أنّه “جاء في الوقت المناسب”، وقال رئيس المنظمة، مصطفى زبدي لـ”الشروق”، بأن القرار الذي خرج به مجلس الوزراء، الثلاثاء، يعتبر منعرجا هاما للتصدي لمخاطر تسمم الأفراد والعائلات بغاز أحادي الكربون المتسرب من المدفآت والسخانات، مؤكدا أن “أبوس” نادت بإجراء تعميم كواشف تسرّب الغاز في البيوت منذ سنوات خلت.
وتمنى مُحدثنا، أن تتمّ العملية في أقرب الآجال، مشددا على ضرورة تزويد المنازل بأجهزة كشف التسرب، تكون مطابقة وأصلية “لأننا نرى في السّوق وللأسف الشديد، وجود كواشف هي عبارة عن خردوات من الأحسن عدم استعمالها، لكونها ستقلل من درجة اليقظة وستزيد من الكوارث” على حدّ قوله.
وبدورها، ثمنت منظمة “حمايتك” لإرشاد المستهلك، قرار تكليف شركة توزيع الكهرباء والغاز “سونلغاز”، بتزويد منازل المواطنين، بأجهزة إنذار في حال تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون، الذي يعتبر إجراء “ذو أهمية كبيرة، في ظلّ تواصل تسجيل وفيات بتسرّب الغاز، منذ دخول فصل الشتاء”.
واعتبرت المنظمة قرار تزويد السكنات المشيدة في إطار مختلف الصيغ، بكواشف الغاز بالقرار “الصائب، لأنه يصّب في إطار المحافظة على سلامة وأرواح المواطنين”.

مواطنون يطالبون بـالتسخين المركزي
ورحب أغلب المواطنين بالقرار، مطالبين بأجهزة إنذار أصلية وغير مقلدة، بينما اقترح آخرون، تزويد السكنات والعمارات بألية التسخين المركزي “شوديار”، لأنها أحسن وأقلّ تكلفة وأنظف، حسبهم، مؤكدين بأنّ العمارات القديمة التي تحتوي على التسخين المركزي “لا تسجل فيها حوادث اختناقات أبدا”.
ومع ذلك، ليس أفضل من تهوية المنازل، عند إشعال المدافئ وسخانات المياه، حتى بوجود أجهزة الإنذار، يقول مواطنون.

عائلات تستغني عن المدافئ خوفا من التسرب
إلى ذلك، بات غاز أحادي أكسيد الكربون المتسرب من المدافئ وسخانات المياه، هاجسا مخيفا للعائلات، ما جعل كثير منها تتخذ إجراءات احتياطية، ومنها للأسف إطفاء المدافئ في عز البرد القارس، وفي هذا الصدد، قال محمد من العاصمة، أنّه يضطر لإغلاق المدفأة في حدود الـ10 ليلا يوميا، مهما كانت درجة البرودة المسجلة، ورغم أن لديه أطفالا صغارا، وسبب ذلك هو تخوفه من التسرب، وحتى عند خروجه للعمل صباحا يشدد على زوجته بإبقاء المدفأة مطفأة، وقال “أرعبتنا أخبار وفاة عائلات بأكملها بسبب التسرب، ما جعلني أخاف على عائلتي.. البرد صار أفضل من الموت اختناقا”.
ومن جهتها، اعتبرت مصالح الحماية المدنية، بأن أخطاء يقع فيها المواطنون تقف وراء تسجيل وفيات بالغاز، ومنها نقص أو انعدام التهوية داخل المنازل السكنية، التركيب السيء للمدافئ والسخانات، قدم الأجهزة، وكذا استعمال أجهزة مخصصة للطّبخ كوسيلة للتدفئة “الطابونة”.
ودعت الحماية المدنية، المواطنين لأخذ المزيد من الحيطة والحذر، واتباع النصائح الوقائية الإجبارية، ومنها عدم غلق فتحات التهوية أبدا، تهوية المنزل عند استعمال أجهزة التدفئة، لمدة لا تقل عن 10 دقائق يوميا، الصيانة الدورية والدائمة لمختلف أجهزة التدفئة من طرف أخصائي في الترصيص، عدم ترك مُحرك سيارة يعمل في مرآب مغلق، إضافة إلى استعمال كاشف غاز أحادي أكسيد الكربون كوسيلة إنذار.

المدفأة وسخان الماء أهم أسباب الاختناقات بالغاز
وحسب إحصائيات تلقتها “الشروق”، فإنّ المدفآت وسخانات الماء وكذا الطابونة من أهم أسباب حوادث الاختناق بالغاز، حيث تسببت المدفأة في وفاة 44 ضحية بغاز أحادي أكسيد الكربون، منذ بداية شهر جانفي، منهم وفاتين بولاية بشار، و9 بالمسيلة، 2 بمستغانم، 2 بولاية البرج، ضحية بميلة، ضحية بسطيف، ضحية بأم البواقي، أما سخان المياه فقد تسبب في وفاة شخصين من أم البواقي، 6 بالجزائر العاصمة، 2 بالنعامة، 2 بتلمسان. إضافة إلى تسجيل وفيات بسبب استعمال مواقد المنزل و”طابونة ” تقليدية في المنزل والمحلات.

هكذا يستعمل جهاز كاشف الغاز
وتبع أهمية كاشف تسرب الغاز من كون غاز أحادي أكسيد الكربون خطير وقاتل لا لون ولا رائحة له، فتزويد المنزل بالجهاز إجراء مهم للتنبيه إلى الخطر، عند حدوث أي تسرب مفاجئ للغاز، فهو يقوم بمهمة قياس تركيز الغاز في المطبخ أو الحمام.
وينصح المختصون المواطنين، بالكشف عن فعاليته باستخدام غاز ولاعة بالقرب منه، وذلك بعد دقيقتين من تشغيله، إضافة إلى ضرورة تغيير بطاريته كل مرة، والاستعانة ببطاريات من نوعية جيدة وكذا عدم تغليف الجهاز بالبلاستيك بحجة حمايته، لأن هذا السلوك لن يجعله صالحا لرصد انبعاثات الغاز، مع تثبيته على بعد نحو 2 متر أعلى المدفأة أو السخان ليكون أكثر فعالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!