-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
درجة الحرارة فاقت الثلاثين في اليومين الأخيرين

مواطنون يعودون إلى “عادة” الإفطار في شواطئ البحر

صالح. ع
  • 619
  • 0
مواطنون يعودون إلى “عادة” الإفطار في شواطئ البحر
ح.م

بعد الأمطار الطوفانية التي عرفتها جيجل، والتي حوّلتها منتصف شهر مارس الحالي، إلى لوحة زيتية خضراء، تسرّ الناظرين، وتثير في أي مواطن أو سائح شهية التجوال بين مناظرها الطبيعية، عادت الأجواء الربيعية، وبقوة في رمضان، وأكثر من ذلك، فإن درجة الحرارة بلغت مقياسا زائدا نوعا ما، مقارنة بالدرجات الاعتيادية للفصل، حيث بلغت الثلاثين الأسبوع الماضي.
وما فكّ قيود التردّد لدى عشّاق الشواطئ من الذين سنّوا في السنوات الماضية عادة الإفطار على رمال البحر، في عدد من شواطئ الولاية وخاصة عاصمة الولاية جيجل، هو الخضرة التي تقابل كل شواطئ الولاية المحاطة بالجبال الغابية، والتي تجرّ كل من يراها لتجربة الإفطار الشاطئي كما صار يسمى، والذي عمّ العديد من الشواطئ وعلى رأسها “كتامة”، بوسط المدينة، وشاطئ “المنار الكبير”، بالمخرج الغربي للمدينة، والذي يتميز بأجوائه الآمنة، فهوغير بعيد عن فندق معروف في مدينة جيجل.
لكن المنطقة التي جلبت الناس في السنتين الأخيرتين، هي “الخليج الصغير” أو “لاكريك”، الذي خطف عشّاق تناول وجبات الإفطار على رماله، حتى في زمن “كورونا”، حيث كان الكثيرون يفكّون قيود الحجر الصحي، ويهربون في الستر والكتمان إلى هناك.
ويعتبر “لاكريك” ملاذ أبناء جيجل في كل الفصول ويسمونه “شاطئ الشتاء والصيف” أو شاطئ “شعبان ورمضان” بدون أن ننسى شاطئ “الصخر الأسود” بمدينة العوانة الذي عرف التوافد إليه من أول أيام رمضان.
ويبدو أن الربيع الحالي المتميز بخضرة غير مسبوقة، هو من جذب المواطنين إلى الغابات والأودية، كما هو الحال أمام وادي “تمزغيدة” وغابة “بوعفرون” وجبال تاكسنة، حيث شهدت موائد إفطار على قلتها، ثم تنقلوا إلى الشواطئ أين جلبوا معهم ما طاب من مأكولات تقليدية وعصرية مع موسيقى الأمواج.
وإذا كانت ولايات ومدن في الوسط والغرب الجزائري، ومنها وهران وبجاية وسيدي فرج، قد تكفلت جمعيات خاصة فيها بتحضير إفطار جماعي للعائلات، على شواطئ البحر، ضمن رحلات مبرمجة، من خلال الإعلان عن هذه المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقل بعض مشاهدها على المباشر، فإن الأمر في جيجل جاء تلقائيا، حيث تنقلت بعض العائلات وبعض الشباب إلى شواطئ آمنة وأمضت سهرتها على شاطئ البحر وتناولت فطورها كما لو أنها في بيوتها، من خلال تنوع الأطباق وأجواء الألفة وحتى أداء صلاة المغرب جماعيا، على الرمال الذهبية، ولكنها عادت بعد ساعة أو ساعتين على أكثر تقدير إلى سكناتها لأن درجة الحرارة الليلية نزلت إلى حدود 15 مئوية أو أقل، ولم تصل إلى مشارف فترة السحور، كما كان يحدث سابقا، إذ كانت تتسحّر أيضا على شاطئ البحر، وتعود إلى منازلها، سواء بالنسبة للقاطنين في مدينة جيجل، أو في مدن داخلية، وخاصة ميلة وقسنطينة وحتى سطيف، ومنهم عدد من أبناء الجالية الجزائرية في الخارج، من الذين تستهويهم السهرات الرمضانية الجزائرية.
“الشروق اليومي” اقتربت من بعض الشباب والعائلات في شاطئ “كتامة” ساعة قبل الإفطار، حيث باشروا تحضير الموائد بين طاولات صغيرة محمولة، مع الكراسي، أو موائد تقليدية مع زرابي الحلفاء للجلوس على الأرض، ومكّنت بعض أجهزة الطهي الحديثة التي تشتغل بالبطاريات والأواني التي تحفظ السخونة أو الحرارة، من نقل أطباق تقليدية وعلى رأسها الشوربة الساخنة و”البوراك” والطواجن المختلفة، التي تؤكل ساخنة ساعة آذان المغرب، كما يقومون من باب الترفيه بتحضير السلطة في الشاطئ، كما كان حال ثلاثة شباب من حي فيلاج مصطفى بجيجل، وهم طلبة جامعيون، حيث فاجأهم سامي بطبق من السمك، بينما تكفل رائد بالشوربة، وكان على عادل تحضير السلطة والفاكهة، في أجواء بدت مريحة ومرحية، مع تكفل عادل بالتصوير لنقل الأجواء لشلة أخرى من الأصدقاء من طلبة جامعيين كانوا هم في جبال تاكسنة يحضّرون موائدهم في قلب الطبيعة، وقال رائد بأن السنوات الماضية التي تزامن فيها الشهر الفضيل مع بعض الحرارة، كانت أكثر زخما، وأجمل ما فيها هو تبادل الأطباق بين الشباب وحتى العائلات في أجواء اجتماعية أليفة. وفي شاطئ “المنار الكبير”، كانت عائلتان من الخروب بولاية قسنطينة، قد أكملتا الاستعداد من خلال وضع ما لذّ وطاب من مأكولات على طاولة كبيرة، وهم حفاة الأقدام على بساط من الرمال، ويقوم كبارهم برتوشات الاستعداد قبل الجلوس وانتظار آذان المغرب، ونقل هؤلاء خليطا من أطباق قسنطينة المعروفة، وقرروا قضاء ليلتهم في فندق المنطقة والعودة مع ساعات الصباح إلى مقر سكناهم.
نائب في بلدية جيجل قال لـ”الشروق”، بأنه سبق في إحدى دورات المجلس الشعبي البلدي وأن تم التطرق إلى احتمال وضع فريق خاص، لمختلف الشواطئ، لتنظيمها وتنشيطها في فصول غير الصيف، وخاصة خلال سهرات رمضان، وقال هذا النائب بأن الشواطئ لم تعد مرتبطة بزمن الصيف فقط، فالناس من جيجل ومن خارجها وحتى من خارج الوطن صاروا يأتون إليها ولم تعد مرتبطة بهواية السباحة فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!