مواكب الأعراس والرحلات الصيفية ترفع حوادث المرور

تشكل حوادث المرور، كابوسا أسود خلال فصل الصيف، بسبب استهتار فئة كبيرة من السائقين ومخالفتهم لقواعد المرور، سواء خلال مواكب الأعراس أم الرحلات الصيفية عبر الحافلات، وحتى نقل المسافرين صيفا فيه إرهاق لسائقي المسافات الطويلة، ما يجعل أي غلطة صغيرة تودي بحياة عشرات الراكبين.
حادث مأساوي عرفه الطريق السريع بولاية برج بوعريريج، أودى بحياة 8 أشخاص وإصابة 17 آخرين بعضهم وصفت حالتهم بالخطيرة، جراء انحراف حافلة لنقل الركاب، واصطدمت الحافلة بالحاجز الحديدي الفولاذي الذي يفصل الطريق السريع شرق- غرب.

تنقلات العائلات وانتعاش الأنشطة السياحية.. سبب للحوادث
ومثل هذه الحوادث المميتة تكثر صيفا، لأسباب عديدة، قال بشأنها الخبير الدولي في مجال السلامة المرورية، أمحمد كواش، بأن كثرة الحوادث متعلقة بانطلاق موسم الاصطياف، وأشار إلى أن الجزائر تعرف كل سنة 4 ذروات للحوادث المرورية، وهي ذروة الدخول الاجتماعي، وذروة التقلبات الجوية شتاء، ثم خلال شهر رمضان، وآخرها في فصل الصيف التي تكون أشد، بسبب امتلاء الطرقات بالسيارات، وكثرة الأنشطة التجارية الصيفية، خاصة على حواف الطرق السريعة، وفضلا على انتعاش حركة التنقلات نحو الولايات البعيدة سواء للسياحة أو زيارة الأقارب.
وقال كواش في تصريح لـ” الشروق، إن كثيرا من سائقي المركبات السياحية والحافلات، يرتكبون أخطاء وهفوات بسيطة ولكنها قاتلة صيفا، ومنها السياقة ليلا تجنبا لحرارة الظهيرة، والخروج في الصباح الباكر للتوجه نحو الشواطئ، رغم أنهم كانوا سهرانين ليلا.

تجاهل القيلولة نهارا والسير ليلا يفقدان التركيز
وبحسبه، غالبية الحوادث الخطيرة تقع بين الساعة 2 و5 صباحا، بسبب النعاس وعدم التركيز، وأيضا خلال فترة القيلولة الصيفية، “كثير من السائقين لا يمكنهم أخذ قيلولة بسبب السياقة، ولأن نهار فصل الصيف طويل وحرارة الظهيرة مرتفعة، وبعض السيارات غير مجهزة بمكيف، يشعر السائق بإرهاق شديد يفقده التركيز في الطريق”. ولفت محدثنا إلى ظاهرة تنافس حافلات نقل المسافرين على “اصطياد” الزبائن صيفا، بسبب قلتهم لدخول التلاميذ في العطلة وأخذ الموظفين العمال إجازاتهم السنوية، وهنا يكثر التشاحن بين السائقين والزيادة في السرعة بالطرق السريعة.

حافلات النزهة من أكثر المتسببين في الحوادث
ولفت محدثنا الى ظاهرة تغيير نشاط الحافلات صيفا، حيث تتجه لنقل العائلات للشواطئ، فيخرج أصحابها في الصباح الباكر ويتنافسون للوصول باكرا للبحر، ومع الهرج والمرج داخل الحافلة والموسيقى الصاخبة، قد يفقد السائق تركيزه. ثم عودتهم في المساء مرهقين، وهنا تكثر حوادث المرور.
وحذر المختص في السلامة المرورية، من التنقل لمسافات طويلة صيفا دون أخذ قسط من الراحة، وقال: “حتى المركبات تتأثر ميكانيكيا بسبب الحرارة المرتفعة بالطرقات، فقد ينفجر إطار السيارة فجأة بطريق سريع، ولذلك فالصيانة الدورية للسيارة جد مهمة”.