“موسيقي المالوف لا علاقة لها بتراث حضارة الأندلس”

نشط الأستاذ عبد المليك مرواني محاضرة بدار الثقافة مصطفى نطور، عاد من خلالها إلى أصول الموسيقي المالوف، وهذا في إطار برنامج المحاضرات الأكاديمية المرافق للطبعة 11 من لمهرجان الدولي للمالوف.
وقال مرواني في المحاضرة التي حملت عنوان “كشف الحقيقة عن أصول وقواعد الموسيقي”، إن تميز واختلاف المالوف القسنطيني عن غيره من مدارس الموسيقي الكلاسيكية بالجزائر، يجعلنا نقف مقام الشك بخصوص النظرية التي تنسب هذا التراث إلى الأندلس. واستعرض مرواني خلال مداخلته مجموعة من الأرجوزات التي تلخص القواعد والطبوع الموسيقية وعقد مقارنة بينها وبين التراث الموسيقي في الحضارة الفارسية والحضارة المصرية القديمة. واتخذ من هذه المقارنة دليل للدفاع عن نظريته حول كون المالوف لا علاقة له بتراث الأندلس، لكنه موسيقى جزائرية جمعت وغرفت من الحضارات التي مرت بهذه الديار من عهد الرومان إلى البابليين والبزنطيين وغيرها.
وأضاف عبد المليك مرواني خلال محاضرته أن أي قطعة موسيقية في العالم مبنية على أربعة عناصر هي النص الشعري والطبع والوزن أو الميزان والإيقاع، والشيء المتفق عليه حسب مرواني أن المالوف القسنطيني ورث فقط الموشح والزجل أي النص الشعري من الحضارة الأندلسية، وإن كان هذا التراث ساهم فيه أيضا شعراء من شمال إفريقيا والمنطقة المغاربية، لكن التراث الموسيقي والإيقاعات لم تأتنا من الأندلس، لكنها خليط ومزيج من مساهمة الحضارات المختلفة التي مرت بهذه الأرض، فطبع السيكة مثلا الذي نستعمله اليوم في المالوف مستمد من الدرجات السبع للسلم الموسيقي في الحضارة الفارسية، المعروف بـ “سيكاه”، و”البشرف” يحيلنا إلى الحضارة العثمانية.. وهكذا، يمكن أن نذهب في البحث بعيدا حتى الحضارة الفرعونية والبابلية ضمن بحوث “الموزيكولوجي” التي توفر لنا اليوم الإطار الذي يمكننا من طرح الأسئلة والبحث عن إيجابيات ومساءلة الموروث بدل تقبل المسَلَّمات بسذاجة.