-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ميناء غزة العائم: مناورة فاشلة ضد مصر أولا!

ميناء غزة العائم: مناورة فاشلة ضد مصر أولا!

كل الوسائل الآن استخدمت لهزيمة المقاومة في فلسطين، دون جدوى، أمام إصرار أبنائها بمقابلة القتل والتدمير والتجويع والحصار بالأمل في النصر، وأمام ابتسامة أطفالها وهم يتضورون جوعا، وصبر نسائها وهن يَعشن أصعب لحظات العمر، وأمام شراسة مقاوميها وهم المُحاصرون من كل مكان… كل الهمجية التي تضربهم جوا، برا، بحرا، لم تتمكن من افتكاك بادرة استسلام أو خنوع منهم، كل المخطّطات التي تم ضبطها في السر والعلن من قبل عقول الشّر المجتمعة في واشنطن، أو باريس، أو لندن، أو غيرها من مدن العالم الموالية للغرب، لم تتمكن من  تحقيق مبتغاها…

وفي قمة اضطرابهم جميعا، واضطراب زعيمهم الرئيس الأمريكي، وضمن آخر المحاولات للإبقاء على هيمنتهم في قلب الأمة الإسلامية، اجتمع خبراؤهم وجدّدوا فكرة قديمة سَكنتهم منذ عقود تقول بإنشاء ميناء بحري عائم في غزة (تحت غطاء إرسال المساعدات) علّه يكون بديلا ذات يوم لميناء حيفا المحتَلة الذي قد يُهاجَم من الشمال، والأهم أن يكون مَصبّا لمشروع قناة “بن غوريون” الرابطة بين أم الرشراش “إيلات” والبحر المتوسط، البديلة عن قناة السويس، لمحاصرة مصر، ولعله أيضا يكون نقطة نهاية بديلة لمشروع الخط البري الرابط بين الهند و البحر المتوسط مرورا بالإمارات المُتفق عليه في قمة العشرين في سبتمبر من العام الماضي (وفي هذه الحالة سيتم تهميش مصر (مرتين) فضلا عن الأردن)، غايتهم الكبرى هي محاولة الحفاظ على وجودهم المنهار هيكليا في المنطقة، وتأجيل فرارهم المحتوم من قلب الأمة الإسلامية في قادم السنوات…

إنهم يعلمون ذلك، ولهذا بالذات تجدهم يُصرون على تدمير غزة، آخر ما كانوا يتصورون أنه سيُربِك مُخطَّطاتهم ويُخرجهم مذلولين مُطأطئي الرؤوس كما خرجوا من أكثر من مكان حاولوا السيطرة عليه.. وأكثر من ذلك يُدركون أن الزمن الصهيوني قد ولَّى وإلى الأبد، وزمن الأنظمة الموالية لم تعد لِتستمر كذلك وقد باتت تُدرك هي الأخرى أنها مُستهدَفة من هذا النظام الغربي المتوحِّش، وبدأت تعلم ميدانيا أن مساعدتها على القضاء على حماس إنما هو جزء من لعبة دولية كبرى سيكونوا هم ضحاياها بعد حين ويتم القضاء عليهم.. أليس واضحا اليوم أن مشروع الميناء العائم هذا لن يقلل من مكانة مصر الاستراتيجية، بل سيمنعها من لعب أي دور مستقبلي في المنطقة، وهي التي أوهموها بأنها ستكون لاعبا أساسيا يُعوَّل عليه بعد القضاء على حماس؟

أليس فيه ضربة قاصمة لدول الخليج العربية التي ستعوِّض احتياطات الغاز الطبيعي بسواحل غزة المقدرة بـ5.2 تريليون متر مكعب (عاشر احتياطي عالمي) جزءا معتبرا من غازها؟ من دون الحديث عن احتياطات البترول غير المصرح بها لحد الآن، والأكثر من ذلك، مَن الذي يمنع هذا الميناء من أن يتحول إلى قاعدة عسكرية بحرية أمريكية جديدة في المنطقة تراقب مصر والسعودية والعراق وإيران، تستغني بها عن جميع قواعدها في الشرق الأوسط؟ ألا يكفي هذا لكي تعلم الدول العربية المطبِّعة اليوم مع الكيان أنه يستهدفها بالأساس؟ وأن انتصار المقاومة في فلسطين هو في عمقه انتصار لها؟

نأمل أن تُدرك ذلك، ونَتطلع إلى ذلك، خاصة من مصر، باعتبار تاريخ نضال الشعب المصري البطل وعناصر القوة المادية والمعنوية التي تمتلكها.. وفرصتها سانحة اليوم وستشكل نقطة فاصلة في الحرب الدائرة، يكفي أن تفرض مصر إيصال الغذاء والدواء برا للصَّامدين من الفلسطينيين من المدنيين، في شهر الصيام هذا، لِتسقط المبررات الانسانية المزعومة، وينهار معها مشروع الميناء فورا ومنه تستعيد مصر زمام المبادرة في المنطقة، وبعدها سيكون لكل حدث حديث… أما مَن بِيدهم السلاح من عناصر المقاومة فالله تعالى كفيل بهم وهو على تثبيتهم ونصرهم لقدير…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!