-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نحو تأثيرها على مستويات الأندية الجزائرية

نتائج المنتخب الوطني رفعت من قيمة اللاعب الجزائري

م. وليد
  • 1813
  • 0
نتائج المنتخب الوطني رفعت من قيمة اللاعب الجزائري

شهدت البطولة الوطنية، خلال سوق التحويلات الصيفية الحالية، هجرة جماعية لأفضل لاعبيها نحو العديد من الأندية الأوروبية والخليجية، وحتى بعض اللاعبين الآخرين نحو البطولات الجارة والعربية غير المطلوبة، في وقت سابق لدى اللاعب الجزائري، وبأهداف مختلفة لكل لاعب. فالبعض يبحث عن التألق ورفع مستوياته الفنية تطلعا إلى اللعب مع المنتخب الوطني الأول، والبعض الآخر يبحث عن تحسين أوضاعه المالية، بسبب متاعب الأندية الجزائرية المالية على خلفية تداعيات جائحة كورونا.

ضيعت العديد من الأندية الجزائرية أفضل لاعبيها، فشباب بلوزداد بطل الجزائر مثلا، خسر صانع ألعابه هداف البطولة، أمير سعيود، ووفاق سطيف (الوصيف) وشبيبة الساورة (الثالث)، فقدا على التوالي الموهبة الشابة محمد أمين عمورة والهداف بلال مسعودي، الذين فضلوا تغيير الأجواء وخوض تجربة احترافية مع أندية سعودية وسويسرية وبلجيكية، لكن هذا شيء هين مقارنة بما عانته شبيبة القبائل في نهاية الموسم، حيث فقدت بالإضافة إلى مدربها دنيس لافان، الذي التحق بالعارضة الفنية لاتحاد الجزائر، كامل كوادرها في ظرف قياسي، ومازالت الهجرة متواصلة إلى يومنا هذا، خاصة مع ترسيم انتقال المدافع وليد بن شريفة الذي أمضي عقدا مع أولمبيك خريبكة المغربي.

اللاعبون المحليون “يهجرون” الجزائر بحثا عن الأموال

ومست الهجرة الجماعية أغلبية اللاعبين الجزائريين الممتازين، الذين تركوا بصماتهم بشكل لافت الموسم الفارط، ما جعل الكثير من الأندية الأجنبية بصفة عامة تسعى جاهدة للتعاقد مع العناصر المحلية المتألقة، مقابل عروض مغرية للحصول على خدماتها أمام عجز الفرق الجزائرية على الاحتفاظ بنجومها. أما السبب الآخر الذي زاد في شغف الأندية الأجنبية وزاد طلبهم على اللاعبين الجزائريين، فهو جودة تكوينهم وخاصة أولئك الذين تعلموا أبجدية الكرة بنادي بارادو وتكوينهم على قاعدة صلبة وصحيحة، والدليل على ذلك التحاق كل من زكريا نعيجي وآدم زرقان وعبد القهار قادري بأندية أوروبية والسير على خطى أسلافهم في الباك: رامي بن سبعيني ويوسف عطال وهشام بوداوي. والتحق نعيجي بنادي بو الفرنسي الناشط في دوري الدرجة الثانية، فيما فضل الثنائي زرقان وقادري خوض تجربة احترافية في بلجيكا مع على التوالي في شارلوروا وكورتري. ويجب الاعتراف بأن تألق المنتخب الجزائري ساهم بقسط وافر في التهافت على اللاعبين الجزائريين لكونه “الواجهة الحقيقية” التي تستقطب كل الأضواء على الكرة الجزائرية ومنشطيها، فعندما نتحدث عن اللاعب الجزائري، فذلك يعني مباشرة أنك تتحدث عن بلد هو حامل اللقب الإفريقي وصاحب الرقم القياسي في المباريات دون هزيمة (29)، فضلا عن كون “الخضر” يوجدون على السكة الصحيحة للتأهل لمونديال 2022 بقطر، على اعتبار أن مشوار اللاعب المميز مع ناديه أو مع المنتخب الوطني تزيد في قيمته التسويقية وتجعله “علامة مسجلة” قابلة للتصدير بسهولة، وهذا الأمر يسعد كثيرا المدرب الوطني جمال بلماضي الذي شجع في خرجته الإعلامية الماضية اللاعبين المحليين على خوض “تجربة الاحتراف” خارج الوطن، فذلك من شأنه أن يعطي دفعا جديدا لمشوار المحليين وبالتالي منافسة الأساسيين الحاليين للمنتخب الوطني الأول.

تخوفات من فقدان الأندية الجزائرية قوتها تدريجيا

وذهب بعض المتتبعين إلى تأكيد أن الهجرة الجماعية لأبرز العناصر المحلية قد تنعكس سلبا على مستوى البطولة المحلية التي تخسر أحسن عناصرها، ما تجعلها عاجزة عن إيجاد الحلول لاستعادة توازنها، والعثور على بدائل جيدة للاعبين المغادرين. وفي هذا السياق، نذكر بمبادرة اتحاد الجزائر الذي نجح في استعادة لاعبه الهداف عبد الرحمن مزيان بعد تجربة في تونس، في انتظار العودة المحتملة لمحمد بن خماسة الذي غادر مؤخرا نادي مالاغا الإسباني، فيما سجل فريق شبيبة القبائل عودة الحارس عز الدين دوخة بعد تجربة لعدة سنوات في البطولة السعودية، فعلى أندية الرابطة الأولى الأخرى أمثال شباب بلوزداد ووفاق سطيف ومولودية الجزائر وشبيبة القبائل وشباب قسنطينة وشبيبة الساورة، الاعتماد على استقدامات نوعية للاعبين من أجل البقاء في المستوى العالي والتنافس مع أحسن الأندية قاريا.

هجرة لها مكاسب للمواهب ولسمعة الكرة الجزائرية

وفي الوقت الذي يتخوف الكثير من انعكاس هذه الهجرة الجماعية على أداء الأندية ومستوى البطولة على الخصوص، إلا أن البعض الآخر يرى بأن من بين أبرز المكاسب التي خلفها الميركاتو الصيفي، إمكانية بروز عدة لاعبين من البطولة الوطنية في دوريات أوروبية مختلفة، بالنظر إلى الصفقات المهمة التي تمت مع أندية تنشط في بطولات محترمة، حيث كان العنصر البارز في صفوف وفاق سطيف أمين عمورة من بين آخر العناصر التي خاضت غمار الاحتراف نحو القارة العجوز، وهذا بعد التعاقد مع نادي لوغانو السويسري، وهذا بعد موسم مميز مع نسور الهضاب، وبذلك يسير على خطى زميله في الوفاق غشة الذي التحق بنادي أنتاليا سبور التركي وكله عزيمة من أجل البرهنة وخطف الأضواء في الدوري التركي، بناء على الوجه الذي قدمه خلال المباريات الودية وحضوره المهم مع بداية الموسم، كما يراهن لاعب نادي بارادو آدم زرقان على تجربة احترافية ناجحة في بلجيكا، تزامنا مع تعاقده مع نادي شارلوروا لمدة 4 مواسم، خطوة تجسدت أيضا بعودته إلى المنتخب الوطني بعد الثقة التي

حظي بها من طرف المدرب جمال بلماضي، كما عرف نادي كورتري البلجيكي التحاق لاعبين من البطولة المحلية، ويتعلق الأمر بعبد القهار قادري وهداف شبيبة الساورة بلال مسعودي الذي خطف الأضواء خلال الموسم المنقضي، ما يجعله في موقع جيد لمواصلة البروز إذا عرف كيف يستثمر في هذه القفزة الهامة. فيما سجلنا تنقلات بالجملة نحو تونس والمغرب والخليج.

الكرة في مرمى المسيرين لتشجيع التكوين والرفع من صادرات المواهب

وبعيدا عن التأثيرات التي قد تخلفها هجرة مثل هذه المواهب الكروية العالية، على الأندية والبطولة، فإن الكثير من المتبعين يعلقون آمالا كبيرة على هذه الحركية التي عرفها الميركاتو الصيفي، نحو بطولات أوروبية وعربية، في انتظار البرهنة فوق الميدان بغية إعطاء صورة ايجابية فوق المستطيل الأخضر حتى يواصلوا تعبيد الطريق لمواهب كروية وتقنيين آخرين لخوض تجارب مهنية خارج الوطن، وبالمرة إعطاء صورة إيجابية عن البطولة الوطنية موازاة مع التألق المميز للمنتخب الوطني على الصعيدين القاري والعالمي، وهو الأمر الذي بدأ يتضح تدريجيا، بدليل البروز اللافت لأمير سعيود في الدوري السعودي، وخطف آدم زرقان الأضواء في أول تجربة احترافية، موازاة مع كسبه ثقة الناخب الوطني. والكلام يقال عن غشة وبقية العناصر الجزائرية المحترفة في أوروبا والخليج، وهو ما يؤكد مجددا أن الاحتراف بقدر ما يحرم البطولة من ابرز مواهبها الكروية إلا أنه يعطي صورة مشرفة للكرة الجزائرية، ويؤكد مجددا أنها قادرة على تصدير أبرز اللاعبين حتى يساهموا في تطوير أدائهم في المستوى العالي، وبالمرة المساهمة مستقبلا في منح الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني، في ظل الدم الجديد الذي أحدثه الناخب الوطني منذ توليه زمام “الخضر”، وهي رسالة مهمة للمسيرين والمدربين لتفعيل سياسة التكوين، بغية المساهمة في ترقية أبرز العناصر الشابة حتى تبرهن على إمكاناتها بالشكل الذي يحفزها على الذهاب بعيدا في مشوارها الكروي، ما يجعل الكرة في مرمى جميع الجهات المعنية، لعلها تأخذ العبرة، وتنهي سياسة البريكولاج التي فرضت منطقها منذ سنوات، ما جعل البطولة الوطنية مرتعا للظواهر السلبية مثل تبييض الأموال والرشوة وترتيب المباريات، ناهيك عن المنشطات والمخدرات ومظاهر سلبية كبيرة أساءت إلى سمعة الكرة الجزائرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!