-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وقفات رمضانيّة

نتائج مسابقة رمضان!

سلطان بركاني
  • 1788
  • 0
نتائج مسابقة رمضان!

قبل 23 يوما، في أوّل ليلة من ليالي شهرنا الفضيل، أعلِن عن بدء مسابقة رمضان، ونادى المنادي: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرّ أقصر”.. سمعت النّداءَ قلوب متلهّفة لرضوان خالقها علاّم الغيوب، ترجو مغفرة الذّنوب وستر العيوب، وغفلت عنه قلوب غرّتها الأماني وطول الأمل، وألفت التّسويف واعتادت التّأخير والكسل.. تنافس المتنافسون وتقاعس المتقاعسون، وتقدّم المتقدّمون وتأخّر المتأخّرون.. توالت أيام المسابقة وتعاقبت، وها هو وقتها يوشك على الانقضاء؛ فلم تبق منه سوى خمسة أيام أو ستّة، تفصلنا عن رحيل ضيفنا العزيز لتعلَن النّتائج وتوزّع الجوائز، ويفرح الفائزون برمضان ويتحسّرَ الخاسرون.

سيفوز المحسنون الذين خرجوا من رمضانَ كيوم ولدتهم أمّهاتهم بصحائفَ بيضاءَ محيت عنها الذّنوب والسيّئات. سيفوز من صام وقام، ومنع نفسه الشّهوات والآثام، وجنّبها الجدال والخصام. سيفوز من غضّ سمعه وبصره عن محارم الله، وأمسك لسانه عن الوقيعة في أعراض عباد الله. سيفوز من أمضى شهره بين صلاة وبكاء، وذكر ودعاء. سيفوز من عرف الحكمة من الجوع في رمضان، فتصدّق من ماله وأطعم من يجوع في رمضان وفي غير رمضان.

سيخسر من صام عن الحلال وأفطر على الحرام. سيخسر من يبيت على القنوات ويصبح مع الأموات. سيخسر من سهر في المقاهي وأغرق مع الملاهي ولم يصحب إلا كلّ غافل وساهي. سيخسر المدخّن الذي دخل رمضان وخرج ولم يترك التدخين. سيخسر من دخل رمضان وخرج وهو لا يزال ينام عن صلاة الفجر. سيخسر من دخل رمضان وخرج وهو لا يزال يعادي أباه أو جاره أو أخاه. ستخسر من دخل رمضان وخرج وقلبها لا يزال معلقا بالأغاني والمسلسلات. ستخسر من دخل رمضان وخرج وهي لا تزال تتفنّن في الحجاب، لا تزال تلبس الضيق والقصير من الثياب، لا تزال تتعطّر وتتلوّن عند خروجها لتحظى بالإعجاب، لا تزال ترقّق حاجبيها، لا تزال توزّع الضّحكات والابتسامات يمنة ويسرة… هكذا سيكون الصّائمون بعد خمسة أيام بإذن الله؛ فيا تُرى من أيّ الفريقين ستكون أنت أخي المؤمن؟.

لا تزال في عمر رمضان بقية، ولا تزال أمامنا أيام ربّما تكون بينها ليلة القدر؛ أيام بإمكان العبد المؤمن أن يُظهر فيها النّدم والاعتراف بالتّقصير بين يدي مولاه، ويبثّ إليه نجواه ويشكو إليه قسوة قلبه وغفلة روحه ويسأله رضاه، وكما يقول المثل: “أن تأتي متأخّرا أفضل من ألا تأتي”.. فمهما أحسست –أخي المؤمن- بأنّك تأخّرت، فلا تيأس، وابدأ من الآن، فربّك حنّان منّان، يقبل التّوبة الصّادقة في كلّ حين وكلّ آن، وربّما يطّلع على قلبك وأنت تتحسّر على ما مضى من أيام رمضان، فيأخذ بيدك إلى طريق الاستقامة ودرب الإيمان والرّضوان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!