-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عطاف يعلن عن مشروع لعمليات حفظ سلام محلية

ندوة وهران توصي بحلول إفريقية لأزمات القارة

وليد.ع
  • 476
  • 0
ندوة وهران توصي بحلول إفريقية لأزمات القارة
ح.م
وزير الخارجية أحمد عطاف

توجت أشغال الدورة العاشرة للندوة رفيعة المستوى للأمن والسلم في إفريقيا، المنعقدة بوهران، بتوصية تدعو إلى بلورة جيل جديد من عمليات حفظ السلام في القارة وفق مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، وذلك بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية أحمد عطاف في كلمته خلال جلسة الاختتام، الإثنين، “لا شك أن استعداد قارتنا للمساهمة في بلورة ملامح جيل جديد من عمليات بناء وحفظ السلام في إفريقيا وفق مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”، مشيرا إلى أن هذه الخطوة “تمثل وجها بليغا من أوجه التزام قارتنا بالعمل الدولي متعدد الأطراف وحرصها على الاضطلاع بالشطر المنوط بها من المسؤولية في إحياء وتفعيل منظومة الأمن الجماعي على النحو المنصوص عليه في ميثاق المواثيق وهو ميثاق الأمم المتحدة”.
وشدد في تصريح على هامش الندوة أن هذه الخطوة تعد من التوصيات التي تمخضت عنها أشغال الدورة بشأن ضرورة وضع “طرق وأساليب جديدة للعمل من أجل التأثير الإفريقي بمجلس الأمن أو من ناحية اعتماد خطوات فعلية لتمكين القارة الإفريقية من المساهمة في بلورة جيل جديد من عمليات بناء وحفظ السلام في إفريقيا تكون من تصميم قاري وتمويل أممي”.
وقال وزير الخارجية إن “مسار وهران وهو يطفئ شمعته العاشرة قد أثبت أهميته وفعاليته ودوره المحوري في تقوية صف الدول الإفريقية وإعلاء كلمتها تحت عنوان قارة موحدة وقوية وسيدة في مواقفها وقراراتها ومؤثرة في صنع القرارات الدولية وبالدرجة الأولى تلك التي تعني باستتباب السلم والأمن في مختلف مناطقها”.
من جهة أخرى، أكد عطاف أنه “على ضوء هذه النتائج الهامة والمخرجات البناءة، فإن الجزائر اليوم على أتم الاستعداد لتولي العهدة المنوطة بها في مجلس الأمن ملتزمة تمام الالتزام بالتنسيق والتعاون والتضامن مع أشقائها الأفارقة ومتمسكة تمام التمسك بالنهج القويم الذي أرساه مسار وهران الخالص والمخلص لوجه إفريقيا والراسخ والمترسخ في القيم والمبادئ الإفريقية والفريد والمتفرد بمقاصده وأهدافه ومراميه”.
وجدد تأكيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة على تطلع الجزائر بكل صدق وإخلاص وأمانة لرد جميل القارة الافريقية التي تبنت ترشيحها لهذا المنصب الهام وإحاطته بكافة سبل الدعم والعناية في جميع محطاته ومراحله الحاسمة”.
وأشار وزير الخارجية إلى أنه تم اعتماد “العديد من الأفكار التي ستعرض مستقبلا على تقدير القادة الإفارقة حول سبل تعزيز السياسة القارية للتعامل مع آفة التغييرات غير الدستورية في الحكومات”.
وذكر أن أهمية هذه الدورة تكمن في كون الجزائر التي تعتبر من مؤسسي هذا المسار ومن أهم داعميه “ستحظى بشرف تمثيل القارة الإفريقية بمجلس الأمن ابتداء من الفاتح جانفي المقبل، وبالتالي ستحظى كذلك بإمكانية المساهمة بصفة مباشرة من هذا الموقع في توحيد الصوت الإفريقي وتعزيز تأثيره على عملية صنع القرارات الأممية التي تهم السلم والأمن في القارة الإفريقية”.
وأضاف أن عدة ملفات مهمة أدرجت على جدول أعمال هذه الدورة والتي تم بحثها والتداول حولها باستفاضة وتدقيق كبيرين، حيث شكلت هذه الندوة فرصة للأعضاء الجدد لمجلس الأمن على غرار الجزائر وسيراليون للاستفادة من تجارب وخبرات الأعضاء الأفارقة السابقين في ذات المجلس، مع العمل على تحسين طرق وآليات التنسيق مع مختلف هيئات الاتحاد الإفريقي، وفي مقدمتها مجلس السلم والأمن، لاعتماد مواقف مشتركة وموحدة ومنسجمة يتم المرافعة والدفاع عنها في مجلس الأمن الأممي.
كما أتاحت الدورة، حسب الوزير، المجال واسعا لتدارس أبرز التحديات التي تواجهها حالة السلم والأمن في إفريقيا في المرحلة الراهنة على غرار المد الخطير للتغيرات غير الدستورية للحكومات وآفاق وضع حد له والانتشار المقلق لآفة الجريمة المنظمة وسبل مواجهتها مع احتساب التداعيات التي يفرزها السياق الدولي المضطرب على مختلف الأصعدة من جراء مناخ الاستقطاب السائد على الساحة الدولية.
وأضاف عطاف بأنه “من هذا المنظور، فإننا نرحب أيما ترحيب بالنتائج العملية التي أفضت إليها نقاشاتنا الثرية لتقييم هذا المسار الواعد بعد انقضاء عقده الأول وهي النتائج التي من شأنها أن تعزز ما تم تحقيقه من مكتسبات وإنجازات والبناء عليها لتقوية وتحصين الكتلة الإفريقية بمجلس الأمن وبلوغ مستويات أعلى من التنسيق والتعاون خدمة لأهداف وأولويات قارتنا”.
وأشار إلى أن “مجموعة الأعضاء الأفارقة بمجلس الأمن أضحت اليوم من أبرز الكتل السياسية بالمجلس ومن أكثرها تجانسا وتآزرا وترابطا ويكفينا فخرا أيضا أن قارتنا باتت تتفرد عن غيرها من التكتلات الإقليمية الأخرى لتمكنها من تحديد عهدة قارية يلتزم بها ممثلوها في هذه الهيئة الأممية المركزية”.
وأبرز بأن “توسع مجموعتنا الإفريقية بمجلس الأمن لتشمل في عضويتها دولا قررت الانضواء تحت رايتها على غرار جمهورية غويانا ليمثل بالنسبة لنا أهم مؤشر على المصداقية والجاذبية التي صارت تحظى بها مجموعة الأفارقة الثلاثة في مجلس بات مكبلا بتناقضاته وشبه مشلول بانقساماته ومنعدم الفعالية والتأثير على مجرى الأحداث نظير استفحال الاستقطاب بداخله وإطلاق العنان لمنطق القوة والصراع في إطاره”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!