-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نريدها دولة واحدة لكل الجزائريين

حفيظ دراجي
  • 15910
  • 1
نريدها دولة واحدة لكل الجزائريين

تعود غدا ذكرى اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة ويعود معها الحديث مجددا عن الانشغالات والتحديات التي يرفعها أكثر من مليوني شخص معاق في الجزائر يتخبطون في كثير من المشاكل النفسية والاجتماعية والقانونية واللوجستية والتنظيمية، ويعانون تمييزا كبيرا بينهم وبين إخوانهم “الأصحاء” وتمييزا غريبا بين أصحاب مختلف الإعاقات على غرار ما يحدث بين المعاق حركيا والكفيف، وبين الكفيف ابن الشهيد والكفيف ابن المواطن العادي!

الأسبوع الماضي حضرت في الدوحة مؤتمرا عربيا لذوي الاحتياجات الخاصة والتقيت مكفوفا جزائريا متميزا ومبدعا لا تشعر بإعاقته عندما تجالسه وتستمع إليه، واكتشفت حجم المعاناة والتمييز الذي يعاني منه ذوو الاحتياجات الخاصة في الجزائر سواء كانوا معاقين حركيا أو ذهنيا أو من الصم البكم، أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة!

علمت بأن الأكمه (الذي ولد كفيفا) والضرير (الذي فقد بصره) تصنف إعاقتهما في الجزائر في خانة الأمراض المزمنة ولا تعتبر إعاقة! وعلمت بأن المعاق حركيا يحصل على منحة شهرية تقدر بـ 4000 دج بينما يحصل صاحبنا الكفيف وأمثاله على مبلغ 3000 دج! كما علمت بأن الدولة توفر للمعاقين حركيا كراسي متحركة ومجانية النقل، بينما لا توفر للمكفوفين النظارات والعصي الخاصة بهم لأنهم مصنفون ضمن خانة ذوي الأمراض المزمنة!

صدمتي كانت كبيرة عندما علمت بأن “الأكمه والضرير” ابن الشهيد يحصل على منحة أكبر وامتيازات أكثر من ابن المواطن العادي والأسرة المعوزة رغم أنهما أبناء وطن واحد ويعانون من الإعاقة نفسها والمتاعب والمشاكل اليومية نفسها، وكلهم بحاجة إلى نظارات وعصي ومنح مالية ومراكز تكوين، ومناصب عمل لإدماجهم في الحياة الاجتماعية. 

صحيح أن حوالي 50 ٪ من ذوي الاحتياجات الخاصة هم من المعوقين حركيا حسب أرقام الديوان الوطني للإحصاء و وزارة التضامن والأسرة، لكن إخوانهم المكفوفين والصم البكم والمعاقين ذهنيا والذين يعانون من أمراض مزمنة يحتاجون بدورهم إلى رعاية في مدارس خاصة لتعليمهم وتكوينهم، ويحتاجون إلى وسائل وإمكانات مادية تساعدهم على تجاوز إعاقاتهم، وتجاوز كل مشاعر التمييز التي يتخبطون فيها. 

“الأكمه” الإنسان الذي ولد كفيفا مثل صاحبنا الذي التقيته في الدوحة يقر بأن ترسانة القوانين الموجودة في الجزائر لا تختلف عما هو موجود في البلدان المتطورة والمتحضرة، لكن المشكلة في التطبيق والتجسيد على أرضية الواقع على غرار القانون الذي يفرض على المؤسسات أن يكون ضمن تعداد موظفيها واحد من المائة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو القانون الذي لا تلتزم به كل المؤسسات، مما جعل هذه الفئة عالة على الأسر والمجتمع، وتشعر بكثير من الحقرة والتمييز والإقصاء! 

الاحتفالات بالذكرى ستعم أرجاء الوطن غدا ككل مرة، ويتجدد معها استغلال آلام أبنائنا وأهلنا لأغراض سياسوية، وسيعود الحديث مجددا عن مشاريع قوانين جديدة وزيادات في الكنح الشهرية وتسهيلات إضافية لأكثر من مليوني مواطن جزائري، لكن بعد الرابع عشر مارس سننسى كل شيء ويبقى الأكمه والضرير ضمن خانة المصابين بأمراض مزمنة، ويبقى الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة من دون أدنى حاجياتهم الأساسية التي تضمن لهم عيشا كريما، وتغنيهم عن التسول والتوسل والتودد!.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • اسامة دريس

    اخي حفيظ شكرا لك على مقالتك المتميزة ....اما انا فساقول لهم واصلو تقديم الدروس لاناس اصحاء لاكن افكاركم معاقة مثل الرئيس الحالي

  • skandar

    هو المخلوق الذى يولد باكيا ويعيش شاكيا ....... عمار سعيداني تخيل يوما ما يحكمنا و ياتي بي طليبة كنائب رئيس كائن يمدحك في ضجة ويخونك في صمت ..... بارك الله فيك يا أخي الكريم .. و انني حائر في أمر يقولون بأنهم اخرجوا فرنسا و وقتها كانت قوة عظيمة ....كيف اليوم كشعب لا نقدر ان نخرج هاذه الحثالة من وطننا ....أم كانوا يكذبون علينا ...اذا كانوا هم أخرجوا فرنسا فهذا الشعب قادر على ان يخرجهم في ثواني و بالقوة .

  • أبو محسن

    لي زميل معاق حركيا تعلمون لماذا حرمت عليه مساجد مدينتنا لانها ببساطة منافذها و مداخلها كلها سلالم اقلها 4 درجات (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى) والغريب المضحك المبكي أنه عندما يصلي عند المدخل بكرسيه المتحرك يحرجونه المصلين بصدقاتهم يحسبونه من المتسولين و هو غير محتاج إليها مطلقا ؟؟؟؟

  • ابن المقايز

    يتبع -المؤسسات الدولة تطلع فيها عن كل حالة ترى أنها مضرورة أم ان تسوق لنا حكايات جحا "ابن شهيد" هل أنت ابن حركي ؟لمادا أقحمت ابن شهيد في موضوعك ؟أنت مفسد وفاسد ولهدا اخترتك الوحة ادن عيش واغلق فمك واترك الجزائر والجزائرين " محمد صلى الله عليه وسلم مرسل من عند الله سبحانه وتعالى " لأمة واحدة ووحيدة وليس لجميع الأمم "....لو أراد الله لجعلكم أمة واحدة..."أنت منافق وكداب ياحفيض وأرض بخبزة الدل في الودحة عميلة آل صهيون وآل سعود قاتلي البشر وطير الحبار و و و و

  • skandar

    يمدحون الذئب وهو خطر عليهم،
    ويحتقرون الكلب وهو حارس لهم !.
    كثير من الناس يحتقر من يخدمه، ويحترم من يهينه! هذا هو حال الجزائر و الله عندما اكون اتفرج على حصص خارج الاذعات العربية ابكي دما على هذه البلاد و شعبها انا اريد منك ان تكتب على 800 مليار و اين هم المشاريع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ

  • في العقل رزانة

    للذين عقبوا على تعليقي/
    أنا أعي ما أقول، يبدو أنكم لم تستوعبوا ما قلت، فأكاد أجزم بأن الكفيف الذي التقاه حفيظ قد بين له الفرق بين الأكمه و الضرير، و لا أرى مشكلا ههنا، ما أشرت إليه هو أنه كان على حفيظ الإشارة إلى هذه النقطة في مقاله كنوع من التكريم لهذا الكفيف على إفادته إياه
    أما فيم بخص التشدق ، فعد إلى المقال تجده قد شرح المصطلحين في أكثر من موضع، فهذا مقال و ليس قاموس لغوي، في الأخير دافع عنم شئت على يقين فهذا حقك،/ و ليس من حقك دحض رأيي الخاص ، فالأولوية لصاحب المقال في الرد ok.

  • Alilo

    حقيقة المشكل ليس في القوانين ، المشكل في التطبيق على أرض الواقع ، المشكل في العقلية و تخطي راسي و القفزعلى حقوق الناس و....و....و....، المشكل في عدم إستحضار مراقبة الله ، و هذا يؤدي إلى عدم إتقان العمل و الأنانية و أكل حقون الناس و البيروقراطية و......و....و...، المشكل في ذوبان المباديء و الأخلاق شيءا فشيءا و ....و......، و هذا على جميع المستويات من عساس إلى الوالي إلى ....، طبعا بدون تعميم ، طبعا مع إستثناء الشرفاء اللي يخافوا ربي .

  • Alilo

    في قطر أو في أمريكا أو في مدغشقر، أين المشكل، كل إنسان أين كتب له رزقه ، وعلاه راه يسرق ، يخي راه خدام، جابها بعرقه بعد خبرة كبيرة في الجزاءر، أنت مثال عن أعداء النجاح ، إشعل شمعة لنفسك بدلا من لعن الظلام، و إشتغل بعيوبك عن عيوب الناس، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إحرص على ما ينفعك و إستعن بالله، يعني إتلهى بروحك ماشي بالناس، كي كان في الجزاءر كنت تحسب إنقضاء الأيام حتى تأتي حصة ملاعب العالم و الآن ماشي أمليح، وعلاه كاش ما ورثت أمعاه و سرقك، إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

  • Alilo

    أين التشدق ، أنظر إلى صلب الموضوع و النظرة العامة (big picture) ، أظن أنه من الجيد في بعض الأحيان رفع مستوى اللغة بحيث لا يضر بالمقال و الموضوع و المقصود من النص و المعلومة الصحفية ، ثم أنه في أيامنا هذه بكبسة زرعلى كمبيوتر موصول بالأنترنيت تجد ما تريد و ما تبحث عنه و تتأكد من المعلومات التي تريدها ، فالوساءل متوفرة لمن أراد المطالعة و البحث . لقد أخرجتني من صلب الموضوع لحديث هامشي .

  • Alilo

    من أين علمت أن حفيظ دراجي غير ملم بقواعد اللغة العربية ، ليكن في علمك أن الصحافي هدفه إيصال المعلومة و التحليل الموضوعي لتنوير الرأي العام ، يعني حتى لو كان دكتور في اللغة العربية ، بحكم مهنته كصحفي عليه تبسيط اللغة ل العامة و خاصة الصحافة الرياضية ، الألفاظ التي ذكرتها تلميذ مجتهد من الأواءل في المتوسط ممكن يفرق بينها ( ضرير و أكمه ) ، و ليكن في علمك معضم التلاميذ النجباء يتفوقون في كل المواد من الإبتداءي إلى البكالوريا ، و حفيظ دراجي بلا شك أنه كان من النجباء.

  • un parent de handicapée

    leurs sorts est chez ALLAH et dans le saint coran les nomme Handicapé un ancien ministre a changer le mot handicapé par ihtiyjat khassa a la place de handicapé plus clément que Allah.imaginer ces deux millions vont etre lacher dans la rue par leurs parents surtout leurs meres que devient l'image de ce beau pays algerie,ou si ces parents vont remmettre leurs handicapés aux centres,quel est la somme a payer par le tresor public,je dirais plus de 50 milles DA PAR TETE. ESSABRE LI ALLAH OUBES

  • حر من الجزائر

    كلمة حق أريد بها باطل يوم كان سي حفيظ مدير الاخبار بالتلفزيون الجزائري لم يستطع أن يلتقي بشخص واحد من ذوي الاحتياجات الخاصةو لم يتمكن من الاطلاع على الضروف القاهرة و الحياة الصعبة التي تعيشها هذه الفئة من المجتمع ولكنه ومن قطر!!! إلتقى بأحدهم وعلم منه مالم يعلمه من قبل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

  • الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان

    رغم عددهم يمثلون نسبة 10 بالمائة من تعداد المجتمع الجزائري ، أي ما نسبته أربعة ملايين معوق في الجزائر يعاملون كـ "مواطنين من الدرجة الثانية"، ما جعل شريحة واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون على إعانات المحسنين والجمعيات، ومنهم من توجه للتسول في المساجد والشوارع . وحسب المختصين تسجل الجزائر عن 39 ألف معاقاً كل سنة بسبب أخطاء الولادة. وتخلف حوادث المرور أزيد من 6 آلاف معاق سنوياً، ما يجعل الجزائر تسجل سنويا أزيد من 45 ألف معاق جديد ، إلا أن الإحصائيات الرسمية تقدر عددهم ب 02 مليون معاق ، و

  • شاوي قبايلي

    الدوحة واعراب الخليج وكم معاق اعرابي تسببوا في اعاقته باليمن وسوريا......
    وهاهو عربي من ال جزائر حضر ملتقى هناك =الدوحة=
    من يعمل عند اعراب الخلييج من الامازيغ هو مشارك في قتل الاعراب

  • بدون اسم

    لاول مرة احيك سي دراجي ولا عيبا ولا تشدق في توضيفك لكلمتي **اكمه وضرير** كما قال صاحب التعليق وما يعانيه المعاقون من ضياع حقوقهم قد اصاب الجزائر فبعد اعاقتها في كل الميادين الحيوية لاننا نستورد كل شيء حتى التربية فها هي يضاف لها اعاقة اخرى وهو رئيسها الم يصبح بين عشية وضحاها على كرسي الفرق ان كرسيه اوتوماتيكي لا اقول اكثر حتى لا اخطء

  • chaouki

    بارك الله فيك يا حفيظ

  • عامر الجلفة

    كلام صحيح هناك تقصير في حق هذه الفئة ولكن ماذا نفعل ؟ عليك بالتبرع بكرسي لتكون قدوة لغيرك وندخل السعادة لهذه الفئة

  • في العقل رزانة

    غالبا ما أقرأ لك لإحترافية الطرح لديك،بالرغم من عدم موافقتك في أحايين كثيرة لرؤاك و تحليلاتك، لكن يبقى رأيك الخاص و نحترم الاختلاف،ماجرني للتعليق هو الفكرة المضمرة في مقالك،إذ أن المعاق مهما كانت إعاقته يمكنه الإفادة و الإثراء في مختلف ميادين الحياة الإنسانية،و هو شأنك اليوم مع الكفيف الذي التقيته في المؤتمر -و أنت الصحفي و القامة المشهورة- فقد أثرى هذا الإنسان قاموسك اللغوي بمفهوم مصطلحي (الأكمه و الضرير) و قد وظفتهما توظيفا أضر بمقالك إلى درجة التشدق و هو ما أعيبه عليك أو كنت لتعترف تمجيدا له

  • عبد الله عبد الله

    بارك الله فيك يا دراجي عن كلماتك المعبرة عن الموضوع وفعلا لاتخلو أي قرية أو مدينة أو دوار من شخص ذو احتياجات خاصة المهم ـأن مسؤولينا يتلاعبون كما يحلو لهم .... والقو انين لاتطبق الا على من هم نبلاء وليس لهم معارف سلطو ية ...

  • بودية

    ذوي الاحتياجات الحقيقيون هم الذين ليس لهم معارف يساعدونهم في قضاء حوائجهم.

  • مصباح

    كلامك صواب و لكن لماذا بعض الناس لايتجرعون تعليقك

  • طيب

    ياأخ حفيظ ، اذاكنت تتحدث عن المعاقين ، ومعاناتهم في الحياة ، فذلك طبيعيا ، هكذا ولدوا ، ويجب على الدولة التكفل بمعاناتهم ومشاكلهم .... لكن المعاق الحقيقي في الجزائر ، هي الجزائر نفسها . فبعد أكثر من خمسين سنة على استقلالها ، لم تستطع التخلص من اعاقتها .... فهي معوقة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا ، في دولة تابعة لا متبوعة ، كل شيء مستورد من الخارج ، لم يبق لنا الا ان نستورد الهواء والشمس !!!!

  • عيسى لمين

    قد نكون أخي حفيظ نحن الأصحاء المعاقين ذهنيا لأننا لم نعي ونستوعب حجم هؤلاء الذين لم نوفر لهم متطلبات بسيطة للحياة تتمثل في مشاعر يحسها هؤلاء من لدننا بأن لهم دورا اجتماعيا وحاجيات بسيطة توفر لهم عيشا كريما ولن يتأتى ذلك الا بالبحث عن أفكار هنا وهناك تكون في مستوى التطلعات وتوفير هيئة وطنية مهمتها مراعاة ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير جو ملائم لإبراز قدراتهم وتفجيرها .

  • سمير كمال

    سبحان الله قطري يتكلم عن الجزائر

  • دوفاني شعيب

    بارك الله فيك يا حفيظ و أتمنى ان تسمع كلماتك من بهم "صمم" !!!

  • زهير

    لافض فوك وقطعت قول كل خطيب، فالأمر يتعلق بذوي الحاجات الخاصة
    ربما نحن من نعاني من حاجات خاصة:
    - نعاني من عدم تطبيق القوانين وتوعية الناس كمسؤولين
    - نعاني من عدم إحساس الشعب بهؤلاء الناس الذي لم يخيروا بين حمل هاته العاهات أم لا
    - نعاني من فهم خاطئ للدين الحنيف على أنه ذوي العاهة يتولاه الله وفقط ولا دور لنا في مساعدته أو مساعدة عائلته
    شخصيا لما كنت أنهي دراستي تخصص هندسة معمارية هنا في فرنسا فرض علينا ركوب كرسي متحرك لمدة يوم حتى نفهم معاناة المعاق في حياته اليومية