” نزع فتيل الإنفجار يتم بإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية “
قال خبراء اقتصاديون، إن الإجراءات المتخذة في مجلس الوزراء الأخير لا تتناسب مع المطالب الحقيقية للمجتمع الجزائري، مشددين على أنه من الخطأ مسخ مطالب الشباب في السكر والزيت، في الوقت الذي تقدم للرئيس أرقام مغلوطة حول البطالة والتضخم والسكن والحالة الاجتماعية والسياسية للبلاد .
-
وطالب الخبير الاقتصادي، مالك سراي، في تصريحات لـ”الشروق”، رئيس الجمهورية بالتحرك السريع لوضع ورقة طريق وبرنامج حقيقي للتكفل بالمشاكل الحقيقية للمجتمع بعيدا عن سياسة البريكولاج المنتهجة من الحكومات المتعاقبة، مضيفا أن ما يطلبه المجتمع ليس السكر والزيت واللوبيا والعدس، وإنما يطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية تسمح بتفكيك فتيل الانفجار القادم في حال مواصلة تجاهل المطالب الحقيقية للشباب الذي أصبح من الصعب الضحك عليه بالسكر والزيت، وهو يرى حياته تحترق أمامه مثل السيجارة برأي سراي.
وتوقع سراي انفجار الوضع قبل جوان القادم في حال استمرار الحكومة في صم آذانها أمام المطالب الجدية، ومواصلتها لممارسة سياسة النعامة والهروب إلى الأمام، داعيا إلى تجديد جميع الهياكل الحالية التي ثبت فشلها على مدار العشرية الفارطة.
ويعتقد المتحدث أن تغيير الحكومة وحل البرلمان بغرفتيه أكثر من ضرورة ملحة، مشددا على أن لا يمكن القيام بإصلاحات بفريق أثبت فشله في الميدان .
وبخصوص حل المؤسسات المنتخبة، أكد سراي، أن ذلك يبرره عدم فعاليتها وعدم لعبها دورها خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى تخليها عن مهامها وإلقاء الحمل على “حكومة يتيمة” لا تراقب، عاجزة عن وضع إستراتيجية حقيقية للخروج من الأزمات المتعددة التي يتخبط فيها المجتمع سياسيا واقتصاديا وثقافيا، معتبرا أن الحكومة لا تعمل على حل مشكلة البطالة بقدر ما تقوم بتسيير ملف البطالة، مع عدم التوقف عن ممارسات البيروقراطية والتهميش والإقصاء والحڤرة ضد الشباب، وعد الإنصات لتطلعاتهم مما دفع بالكثير منهم إلى الارتماء في فخ الانحراف والمخدرات أو الحرڤة نحو دول أخرى .
ويقول الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، في تصريحات لـ”الشروق”، يبدو أن الحكومة الحالية لم تفهم رسالة الشباب بطريقة جيدة، مشيرا إلى أن الإجراءات الأخيرة للرئيس لا تتناسب مع المطالب الضرورية بانتقال ديمقراطي سلمي، لأن الحكومة الحالية أثبتت فشلها نهائيا.
وأكد مبتول، على ضرورة استماع الرئيس، لمصادر أخرى محايدة بخصوص النتائج الحقيقية لبرامجه في الميدان وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على حياة المجتمع، موضحا أن الانفجار يعود في جزء منه إلى ما يعتقده المجتمع أن الحكومة لا تقول كل الحقيقة بخصوص الشغل والبطالة والتنمية وتقاسم الثروة بطريقة عادلة، ومكافحة الفساد والرشوة، ومكافحة الاحتكارات التي نشأت خلال العقدين الأخيرين وسيطرة بعض النافدين على قطاعات واسعة من النشاطات المرتبطة مباشرة بحياة الفئات الهشة التي أصبحت لا تجد في حياتها مكانا لشعار العدالة الاجتماعية نتيجة التمركز الخطير للثروة في يد أقلية محدودة جدا .