-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لأن العلاج الكميائي تسبّب في تساقط شعرهن

نساء خاصمن المرآة وأخريات رفضن التقاط صور لهن

جواهر الشروق
  • 3861
  • 0
نساء خاصمن المرآة وأخريات رفضن التقاط صور لهن
ح.م

أنت مصاب بالسرطان…أصعب خبر قد يتلقاه الإنسان في حياته، لأن هذا المرض الذي انتشر بشكل رهيب في مجتمعنا، بات مرادفا للموت، حتى وإن ارتفعت في السنوات الأخيرة حظوظ المريض في الشفاء عن طريق العلاج الكميائي والعلاج الإشعاعي، إلاّ أن رهبة السرطان، مازالت تسد عن المرضى، وحتى الأصحاء آفاق الأمل في الشفاء.وغالبا ما تتوسع دائرة الألم والإحباط عندما يكون المريض امرأة، تدرك جيدا أن شعرها الذي تتباهى به أمام الناس بتسريحاته وألوانه المختلفة، ستفقده بعد بدء العلاج الكميائي الذي يوصف عادة لمرضى السرطان، لذلك تصاب بحالة من الإكتئاب المزمن، وربما رفضت الخضوع للعلاج مما يضائل فرص شفائها.وتزامنا مع الشهر العالمي للكشف المبكر عن سرطان الثدي، تنقل لكم”جواهر الشروق”قصص نساء واجهن صعوبة كبيرة في تقبّل العلاج الكميائي، ولكنهن استسلمن له في الأخير أملا في الشفاء، حتى وإن كان السبيل إليه محفوفا بالألم ومنزوعا من راحة البال.

أفضل الموت على أن أفقد شعري

“ب، ق” فتاة في ال 22 من العمر، ماتت قبل نحو شهرين بعد معاناة طويلة مع ورم في البطن، تلقت في البداية أنواعا عديدة من العلاج الذي لم يأت بأي نتيجة، فقرّر طبيبها إعطاءها جرعات من العلاج الكميائي على أساس أنها الأنسب لحالتها مثلما قال لعائلتها، هذه الكلمة كانت بمثابة السكين الذي شقّ صدرها، لأنها كانت متوجسة منه باعتباره سيكون سببا في تساقط شعرها، فرفضت بشدة الخضوع للعلاج حتى وإن تسبب ذلك في التعجيل بوفاتها، ولكن طبيبها وعائلتها استطاعا إقناعها أن العلاج الكميائي هو الحل الوحيد الذي قد يخلصها من مرضها، وأنها ستستعيد شعرها بعد الإنتهاء من جلسات العلاج، فوافقت على مضض، وتلقت ثماني جرعات كانت كافية لأن تفقد شعرها وحاجبيها، ونزولا عند رغبتها، قامت عائلتها باشتراء باروكة شعر لها، حيث كانت تستعملها عندما تزورها صديقتها فقط، لأنها ثقيلة على الرأس، بينما كانت تكتفي بتغطية شعرها في البيت بطاقية وخمار، ولكنها لم تكن تسمح لأحد من أسرتها أن يراها دون ذلك إلى أن توفيت.

 منعت نفسي من النظر في المرآة

وإذا كانت الحالة الأولى لم يكتب لها الشفاء رغم تلقي العلاج الكميائي، إلاّ أن السيدة ريم، التي مازالت تبدو شابة رغم أنها في الخمسين من عمرها، استطاعت أن تنتصر على سرطان الثدي بفضل إرادتها ورغبتها في الشفاء، وحول هذا الموضوع تقول:” كنت قد عرفت من الطبيب أنني سأفقد شعري بعد بدء العلاج الكميائي، وهذا من أكثر الأسباب التي تجعل النساء يترددن في العلاج، وأحيانا يرفضنه، ولكنني كنت مقتنعة بضرورة الخضوع لجلسات الكميائي طالما أنه سيكون سببا في شفائي، وكنت في نفس الوقت حريصة لئلا يشعر أهلي بالتغيير الذي سيطرأ عليّ، لأن خبر إصابتي بسرطان الثدي أرعبهم كثيرا، لذلك عندما بدأ شعري بالتساقط، لبست طاقية ذات نتوءات، ولم أكن أخلعها ليلا أو نهارا، الأمر الذي جعلهم لايشعرون أنني فقدت شعري، أما بالنسبة لي أنا، فلم أكن أنظر في المرآة، ولم أتحدث مع أحد حول هذا الموضوع، وحتى نفسي التي بين جنبي لم أعطها فرصة للتفكير في الشعر الذي فقدته، واكتشفت أثناء العلاج أن الأعراض الجانبية الأخرى هي أصعب بكثير من تساقط الشعر”.

 ريم تماثلت للشفاء بعد عدة جلسات، واستعادت شعرها وحيويتها ورغبتها في الحياة.

 الشفاء أولا

أما السيدة صليحة ذات ال 44 سنة، والتي خضعت لعملية جراحية لاستئصال الثدي المصاب بالسرطان، ثم ثماني جلسات من العلاج الكميائي، وستخضع قريبا للعلاج الإشعاعي، فتقول حول الموضوع:” كنت أشعر طيلة السنتين الماضيتين أن لدي تورما في الثدي، وكلما زرت الطبيب طمأنني وقال إنني سليمة ولا داعي للقلق، ولكن إصراري على إجراء الأشعة، جعلني أكتشف أنني مصابة بالسرطان، وخضعت بعدها مباشرة لعملية استئصال الثدي، وكنت أعلم جيدا أنه عليّ أن أتلقى العلاج الكميائي، ولم يكن هناك ما يقلقني سوى الشفاء، خاصة وأنني أم لأربع أطفال مازالوا صغارا،وبدأت جلسات العلاج وأنا أعرف أنني سأفقد شعري، وبالفعل فقدته كله لذلك أغطي  رأسي بالخمار طيلة الوقت”.

السيدة صليحة بدأت تتماثل للشفاء، وبدأت أعراض العلاج الكميائي تزول، وهي الآن تنتظر دورها لتلقي العلاج الإشعاعي الذي تقول عنه السيدة ريم إنه ليس سيئا مثل العلاج الكميائي.

 باروكة بدل الشعر

  “أكرم ح”، شاب جزائري، يمضي ساعات طويلة في خدمة مرضى السرطان، وخاصة الأطفال، في إحدى المستشفيات الجزائرية، وبحكم احتكاكه بهؤلاء المرضى، سألناه عن ردة فعل الفتيات الصغيرات المصابات بالسرطان إزاء تساقط شعرهن فقال:”الشعر هو علامة من علامات الجمال والأنوثة عند المرأة، خاصة بالنسبة  للمتزوجة، حيث يفقد زوجها الرغبة فيها عندما تفقد شعرها، وهذا ما يؤثر تأثيرا سلبيا على نفسيتها، سيما وأن العلاج الكميائي يجعل المريض حسّاسا جدا”، ويضيف”أتذكر طفلة صغيرة مصابة بالسرطان رفضت أن تلتقط لها صورة لأنها فقدت شعرها نتيجة العلاج الكميائي، ولذلك نحاول أن نعوضهن بباروكات الشعر التي تدخل فرحة كبيرة على قلوبهن وتخفف من إحساسهن بالنقص، مع أنها لاتعوض الشعر الحقيقي”.

انهيار الحياة الزوجية

وحول الثأثير النفسي للعلاج الكميائي على المرأة، التقينا خليصة مسالتي، أخصائية نفسانية عيادية بديوان مؤسسات الشباب بسطيف، فقالت:

تلقي خبر الإصابة بمرض السرطان، هو في حد ذاته يمثّل صدمة كبيرة للمرأة، ويجعلها عرضة للضغوطات النفسية التي تولد القلق والإكتئاب، ما يجعلها تتردد في أخذ العلاج الكميائئ، وهناك نساء أخفين مرضهن عن عائلاتهن حتى لا يجبرونهن على الخضوع لهذا النوع من العلاج ذي الأعراض الجانبية الخطيرة.

وأذكر في هذا السياق، أن أحد المواطنيين زارني في المكتب لأرشده إلى كيفية إقناع زوجته المصابة بالسرطان بتلقي الجلسة الأولى من الكميائي، لأنها كانت مقتنعة أن هذا العلاج ليس لديه أي تأثير على المرض، ناهيك عن الأعراض الجانبية الخطيرة التي تتضمن تساقط الشعر، ذهبت إليها حيث تتواجد في مركز مكافحة السرطان بسطيف، وأقنعتها بضرورة الخضوع للعلاج، سيما وأن مرضها كان في بدايته، وحفزتها على أن تتحدى المرض بالإرادة والعزيمة وتقبّل العلاج، وفعلا بدأت حالتها تتحسن.

وجدير بالذكر-تقول الأخصائية النفسية- أن للحالة النفسية للمريض دور في كبير في الشفاء أو الإنتكاسة، ففي دراسة حديثة، وجد الباحث زيكان، أن المصابات بسرطان الثدي، واللواتي كان لديهن استعدادا للتنفيس عن عواطفهن ومشاعرهن الضاغطة، كن أسرع للشفاء من اللواتي لم يكن لديهن استعدادا لهذا الميل.

وعلينا أن نعرف، أن عدم تقبل العلاج الكميائي من طرف بعض النساء، مرده أيضا إلى خوفهن من اكتشاف إصابتهن بالسرطان من طرف المجتمع، فتساقط الشعر هو دليل قوي على أن هذه المرأة باتت قريبة من الموت كما يعتقد الناس، وأن حياتها الزوجية أصبحت على وشك الإنهيار بالنسبة للمتزوجات، لأن زوجها سيرى أنها ليست مثل باقي النساء عندما تفقد شعرها.

 وترى خليصة مسالتي، أن الإيمان بقضاء الله وقدره، من شأنه أن يخفّف من وطأة المرض، ويقلل من الضغوطات النفسية، مشيرة إلى أن العلاج الموجه للسرطان، حقق تطورا كبيرا، وأن فرص الشفاء باتت كبيرة، خاصة عندما يكون المرض في بدايته، لذلك لاينبغي على المرأة المصابة، أو أي مريض، أن يفوت على نفسه فرصة العلاج، ويستسلم للمرض، لأن ذلك يعد انتحارا، ونحن نعلم أن النفس أمانة بين أيدينا ويجب أن نصونها ونحفظها.

برنامج مكثف

50 بالمائة من الضغوطات النفسيةالتي تعيشها المرأة يوميا، تعد سببا مباشرا في الإصابة بسرطان الثدي حسب دراسة حديثة، لذلك سطّر ديوان مؤسسات الشباب بسطيف، برنامجا مكثفا لشهر أكتوبر، يتطرق لمواضيع الصحة، خاصة السرطانات المنتشرة بكثرة في المجتمع من بينها سرطان الثدي، وذلك في الإقامات الجامعية للبنات والمركز الإسلامي بسطيف، لتشجيع النساء على الكشف المبكر للكشف عن سرطان الثدي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • katia

    rabi aikoun fi lhaoun rabi yadjib chafaa

  • Cicà

    اللهم نسألك العفو و العافية ربي يشفي جميع مرضى السرطان

  • بدون اسم

    والله رايت أطفال صغار اصابهم السرطان وفقدوا الشعر وتعبت نفسيتهم كثيرا المشكلة ان مجتمعنا لايعرف كيف يتعامل مع هذه الحالات فعندما يرون شخص مصاب بمرض السرطان او ضعيف البنية يحسسونه انه سيموت ويتصرفون معه تصرف يحسسه انه سيموت في القريب العاجل اما في الدول المتقدمة فيعرفون كيف يعاملون مرضى السرطان مثلا في ايران قام استاذ بحلق رأسه وطلب من كل تلاميذه حلق شعورهم حتى يتضامنو مع زميل لهم مصاب بالسرطان وتساقط شعره هكذا يكون التضامن وليس بنظرات الشفقة

  • بدون اسم

    اللهم اشفى كل مريض يتالم

  • الونشريسي

    الهم نسالك العفو والعافية..

  • اللهم آمين

    - اللهم كن لنا أنت الحياة . عندما يكون الموت أرحم من الحياة

  • دنيا

    ربي يشفي كل مريض انشاء الله