جواهر
لأن المجتمع لا يرحم وخوفا من الرجال الطامعين

نساء يخفين طلاقهن ويتقمّصن دور المتزوجات حماية لأنفسهن!

جواهر الشروق
  • 8413
  • 0
ح.م

تتستر الكثير من السيّدات المطلقات عن الإفصاح عن وضعهن الجديد، حيث يفضلن الاحتفاظ بلقب متزوجة بدل مواجهة المجتمع الذي يحمّلهن مسؤولية الفشل ويحسبهن عالة عليه، ويحوّلهن إلى أرض خصبة تزرع فيها كل الأوصاف البشعة والاتهامات الخطيرة، ويشار إليها بالأصبع أينما حلت أو ارتحلت، بل أكثر من هذا يجدهن فريسة سهلة لذوي النفوس اللئيمة.

ورغم أن ديننا الإسلامي شرع الطلاق، إلاّ أن المجتمع يضع في الغالب اللّوم على المرأة في انهيار الأسرة، بحكم أنها يجب أن “تصبر” على الظلم والشتيمة والإذلال.. لذا نجد المرأة المطلقة تجابه سلسلة من المشكلات تتمثل في تغيير نظرة الآخرين لها كأنثى وامرأة فاشلة، مقيّدة في حركاتها محسوبة خطواتها، وهي لا تستطيع أن تمحو الاسم الذي علق بها “مطلقة” بكل ما تعنيه هذه الكلمة في عالمنا العربي.

مطلّقات يتقمّصن دور المتزوجات حماية لأنفسهن

تتقمّص بعض المطلقات دور الزوجات، وتواصلن تأديته بإتقان وبكل تفاصيله حماية لأنفسهن مما قد يطالهن من إساءات تلقي بالفشل عليهن ومن هؤلاء تحدث “جواهر الشروق” إلى بعض النماذج ونقل لكم اعترافاتهن.    

هدى في 35 من العمر تقول “منذ خمس سنوات وأنا أخفي طلاقي عن محيط عملي وأتظاهر بمكالمات هاتفية مع زوجي لكي أبقى بعيدة عن نظرات الاتهام التي توجه للمطلقة في مجتمعنا الذي لا يرحم وينهش لحم المطلقة ويعتبرها صيدا سهلا للإيقاع به، أخفيت بقدر ما أستطيع تفاصيل حياتي عن جيراني وأهلي وأتمنى أن يسامحني الله على أي كذبة قمت بها من أجل حماية نفسي”.

أمّا دلال فتقول أنها حرصت خلال السنوات الأولى على إخفاء أمر طلاقها، لكن ذلك لم يدم طويلا فسرعان ما عرفت الحقيقة وأطلق العنان للألسن السليطة التي “أبدعت” في تحليل الوقائع والأسباب، حتى أن البعض كان يطرح أسئلة متطفلة وتضيف دلال “في البداية لم تكن لديّ الجرأة لتوقيفهم عند حدّهم، لكن مع الوقت استجمعت قواي وواجهت الجميع بأن لا يحشروا أنفسهم في ما لا يعنيهم.”

 سيدة أخرى فضّلت أن نرمز لاسمها بأم البنات وصفت الطلاق بـ “إعدام للمرأة واغتيال لسمعتها” حيث أكدت أنّ طامة الطلاق حين تقع على المرأة تمضي معظم أيامها في لملمت جراحها ومحاولة تجاوز آلامها لكن المحيطين بها لا يتركون لها مجالا لتجاوز محنتها في هدوء لذا تلجأ إلى إخفاء الأمر عن من لا يعنيهم.  

أما مونية فلها وجهة نظر مختلفة، حيث تقول أنها تخفي الأمر حماية لأخواتها اللواتي لم يتزوجن بعد، فالأمر قد يضرهن كثيرا ويجعل الخطاب يتخوفن من التقدم إليهن بحجة أن لهن أختا مطلقة.

المطلقة.. مسكينة وفاقدة للسترة 

في كثير من الأحيان يعتبر الطلاق خلاصاً للمرأة من زوج تعيش أتعس أيام حياتها تحت كنفه، إلا أنها لا تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن تصل ذروة اليأس والفشل والألم، وتحتاج إلى فترة تطول أو تقصر ليعود لها التوافق النفسي، وتوضح العديد من الدراسات الميدانية والآراء المختصة لعلماء النفس أن عملية التوافق النفسي تمر بثلاث مراحل، بدءا من مرحلة الصدمة، حيث تعاني المطلقة فيها من الاضطراب الوجداني والقلق بدرجة عالية، مرورا بمرحلة التوتر، فيغلب عليها القلق والاكتئاب وتتضح آثارها في الأساس بالاضطهاد والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء والتشاؤم وضعف الثقة بالنفس، وعدم الرضا عن الحياة، وصولا إلى مرحلة إعادة التوافق، وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني، وتبدأ المطلقة إعادة النظر في مواقفها في الحياة بصفة عامة، والزواج بصفة خاصة. ولا شك أن لعملية الطلاق آثار سلبية على الأسرة كاملة، بل إنها عملية مؤلمة نفسيًّا.

ويرتبط توافق الفرد مع الطلاق، حسب مختصي علم النفس، بمدى استعداده لمناقشة هذا الموضوع، والمقصود بالسلوك التوافقي: هو السلوك الموجه من الفرد عن وعي وإدراك للتغلب على العقبات والمشكلات التي تحول بينه وبين تحقيق أهدافه وإشباع حاجاته، ويتم ذلك عن طريق تعديل الفرد لذاته وبيئته؛ ليتحقق له الانسجام مع بيئته بشكل يحقق له الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي ويخفض توتراته وقلقه وإحباطاته.

إخفاء الطلاق يفوّت على المرأة تكرار تجربة الزواج

تفوّت الكثير من النساء على أنفسهن فرصة تكرار الزواج والظفر بفرصة جديدة قد تكون مناسبة، وذلك لأن محيطهن يجهل حقيقة الأمر ولا يجرؤ أحد على التقدم إليهن ورغم ذلك يتمسكن بموقفهن.

وفي هذا الشأن تقول بعضهن أنه لا يعنيهن أبدا عيش التجربة الزوجية من جديد لما لاقينه من سوء وعذاب في سابقتها.

وهنا يبرز دور الأمهات اللواتي يحاولن بكل الطرق إقناعهن بالأمر حرصا على مستقبل بناتهن لكنهن غالبا ما يفشلن أمام الإصرار الكبير للمعنيات.

وتؤكد بعض المطلقات أنه لا يهمهن أبدا ما قد يفوتهن من فرص، فالعيش لأنفسهن أو لأولادهن أفضل بكثير من العيش تحت رحمة رجل لا يحسن معاملة امرأة عازبة فما بالك بامرأة مطلقة.

مقالات ذات صلة