-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نسبة البطالة بلا تزييف؟

نسبة البطالة بلا تزييف؟

سياسة التشغيل بلا شك خاطئة في الجزائر، وطريقة حساب معدل البطالة أكثر خطأ، لأنه لا يعقل أن تكون نسبة البطالة في الجزائر لا تتعدى 10 بالمائة حتى وإن صدرت عن صندوق النقد الدولي، الذي يكون قد بنى نسبته على أرقام قاعدية قدمتها الحكومة الجزائرية وغض النظر عما بها من تجاوزات بعد أن حظي بشرف الاستفادة من ريع الجزائر بـ 05 ملايير دولار. وأنا أدعو إلى القيام بسبر آراء محايد في القريب العاجل لمعرفة بعض المؤشرات عن  نسبة البطالة الحقيقية على الأقل في بعض الولايات إذا لم يكن في كامل التراب الوطني، ثم  تكليف مراكز بحث علمية مستقلة للقيام بذلك، من غير التدخل في المعايير التي تعتمدها، لنعرف الحقيقة بين ما يقوله صندوق النقد الدولي والحكومة وما نراه نحن أمامنا في الواقع…

ذلك أن ما نراه في الواقع لا يشير أبدا إلى أن عدد الذين يحظون بمنصب شغل من الشباب يصل إلى أكثر من 90٪  أي أنه لا يوجد إلا بطال واحد من بين عشرة خريجين من الجامعة أو مراكز التكوين، أو بطال واحد من بين 10 شباب لم يتموا دراستهم. عكس ذلك تماما نعرف عينات من خريجي الجامعات من لديهم أكثر من 05 و10 سنوات بدون شغل بمعنى الكلمة، والنسبة أعلى عند الفتيات، كما يعرف كل منا في محيطه المباشر عينات من الشباب البطال لا تمثل هذه النسبة أبدا.

لا أتصور لو أن الحكومة غيرت منهجية حساب معدلات البطالة، وأخذت المعايير الحقيقة المعتمدة في ذلك ستصل إلى نفس النتيجة، ومن واجبها أن تقوم بذلك، لأن الوهم لا يمكن أن يغطي الحقيقة أبدا، ولأننا في حاجة إلى أرقام صريحة وحقيقية إذا أردنا أن نبحث عن حلول حقيقية  لأكبر مشكلة يعاني منها شبابنا، ولأكبر تهديد يواجه مجتمعنا، بل للقنبلة الموقوتة التي لا نريد أن نعير لها أي  اهتمام.

لقد كنت أعتقد قبل سنوات أن أكبر تهديد للسلم الاجتماعي في الجزائر هو مشكلة السكن، وإذا بي أقول اليوم إن أكبر تهديد هو مشكلة البطالة ثم السكن. وإني على يقين بأنه لو تم تحديد الأسباب الحقيقية لهذه المشكلة، وتم الابتعاد عن محاولة الالتفاف حولها أو التهرب منها بصيغ هي أسوأ من البطالة، (عقود ما قبل التشغيل، الشبكة… الخ) لعرفنا كيف نحلها جذريا من خلال الآليات الاقتصادية المعروفة، وأولها يبدأ بتغيير وجهة الاقتصاد الوطني من اقتصاد استيراد إلى اقتصاد إنتاج وعمل. وهذا لن تستطيع أن تقوم به سوى حكومة منتخبة شرعيا، لديها كل السند الشعبي، قادرة على أن تفتح أمام الشباب باب الأمل من غير خداع أو تزييف، وقادرة على الوقوف في وجه أرباب الاستيراد الخنجر القاتل في قلب اقتصادنا والسبب الرئيس لتزييف أرقام البطالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!