نسعى للخروج من دائرة التعاون التقليدي بين روسيا والجزائر

تسعى روسيا لاتخاذ خطوات حقيقية لتعميق العلاقة مع الجزائر في المجال الاقتصادي والتجاري، حيث تنتظر منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الذي سيعقد في الفترة ما بين 5 إلى 8 جوان القادم، لاستقطاب أكبر عدد من رجال الأعمال الجزائريين الفاعلين في العقارات والطب والتكنولوجيا والطاقة والسياحة والفلاحة، والإنتاج الغذائي والقطاع المالي، والخروج من دائرة التعاون التقليدي في المجالين العسكري والطاقوي.

وأكد مدير منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي “سبيف”، أليكسي فالكوف، الأربعاء، في تصريح خاص بجريدة “الشروق”، على هامش زيارته للجزائر من أجل الترويج إعلاميا لأهمية منتدى “سبيف”، والتشاور مع بعض رجال الأعمال، أن التطور الرقمي سيكون أهم المحاور الخمسة التي سيتم التطرق إليها ومناقشتها في منتدى 2024، حيث وضعت، بحسبه، إستراتيجية لتطوير الأعمال ذات المنفعة المتبادلة، وكيفية جمع الفاعلين الحقيقيين لمناقشة التغيير العالمي الاقتصادي، وكذا استكشاف الفرص الجديدة والآفاق المستقبلية.

وقال أليكسي، إن منتدى سانت بطرسبورغ ليس مكتبا للتخطيط، بل هو مجموعة من الآليات لتفعيل المشاريع التي تعرض في فضاء هذا المنتدى، والنجاح يتحقق حسب عدد المشاركين واختصاصاتهم وطبيعة اهتماماتهم ومشاريعهم، حيث يمكن الحصول على الدعم من الحكومة الروسية أو بعض المتعاملين والمقاولين في روسيا والدعم الإعلامي للبلدان المشاركة في المنتدى.

ويرى المتحدث، أن الجزائر بموقعها الجغرافي وثرواتها واعتبارها بوابة لإفريقيا، قد تساهم إلى حد بعيد في النمو الاقتصادي للقارة السمراء، في حال استغلالها للفرص والخبرات في إنجاز المشاريع بالتعاون مع روسيا، ليشمل هذا التعاون السياحة والفلاحة والتكنولوجيا الجديدة والصناعات الغذائية.

وأفاد المتحدث، أن طريقة بناء العلاقات الاقتصادية في منتدى سانت بطرسبورغ هي استغلال الفضاء الكبير للنقاش بكل شفافية ومع احترام الكفاءات للذين سيحضرون هذا المنتدى، مشيرا إلى أن أحد المواضيع التي كانت رائدة خلال المنتدى السابق هو مكافحة الشمولية ودعم سيادة الدول، قائلا: “طبعا، الشريك هو ذلك الإنسان المستعد لدعم العلاقات الشفافة والمتكافئة للآخرين”.

ودعا الشركات الجزائرية للمشاركة في المنتدى من أجل توسيع الآفاق والعمل لفتح مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي ولتقوية هذا التعاون بين البلدين، حيث تتطلع روسيا، حسبه، إلى توسيع مجالات الشراكة خاصة أن العلاقات بين الجزائر وروسيا في تطور ملحوظ، وما يؤكد ذلك، هو زيارة عبد المجيد تبون لمنتدى بطرسبورغ 2023.

وقال فالكوف: “إن مشاركة الجزائر في قمة بطرسبورغ 2023، وقدوم عدد كبير من الشركات الجزائرية إلى روسيا، وإقرار رحلة جوية مباشرة من العاصمة الجزائر إلى سانت بطرسبورغ قبل انطلاق المنتدى، يفتح لنا الثقة المتبادلة والشراكة الإستراتيجية بين البلدين، ويتيح لنا تطلعات أوسع في القارة الإفريقية”.

وكشف أن لقاءه مع جمعية جزائرية تضم الفاعلين في ميدان التكنولوجيا الرقمية، سمح له بأن يناقش ويحدّد بعض الأولويات التي ستطرح في منتدى سانت بطرسبورغ القادم للتعاون في هذا الميدان مع الجانب الجزائري، مشيرا إلى أن روسيا حققت نجاحا كبيرا في التكنولوجيا، وتمكّنت من رقمنة العديد من الميادين، كما نجحت في رقمنة المصالح الحكومية للفيدرالية الروسية.