-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منتجو البطاطا يستغيثون

“نشاطنا مهدد بالزوال وهذه أسباب التهاب الأسعار”

نسيم عليوة
  • 1770
  • 0
“نشاطنا مهدد بالزوال وهذه أسباب التهاب الأسعار”
أرشيف

التهبت أسعار البطاطا منذ نهاية الأسبوع الفارط، بولاية ميلة التي تعد عاصمة لها في شمال الوطن، أين وصلت إلى حدود الـ100 دج للكيلوغرام الواحد، وهو ما زاد من هموم المواطن، وجعله في حيرة من أمره، وقبلها قفزت أسعار الطماطم إلى 170 دج للكيلوغرام الواحد، ليجد نفسه مضطرا للاستغناء عنها وتعويضها بالطماطم الصناعية.

يقول كمال وهو عامل بسيط: “عندما يصل الأمر إلى البطاطا سيدة مائدة الجزائريين، فهذا لا يمكن تحمله”، وأضاف كمال أن أولاده الستة لا يأكلون سوى البطاطا بأنواعها فهو يتقاضى 22 ألف دينار للشهر، متسائلا: “ماذا عساي أفعل؟”، وهو نفس المشكل والانشغال الذي وقفنا عليه لدى العديد من العائلات.

“الشروق”، حاولت معرفة أسباب التهاب أسعار البطاطا، فتنقلنا إلى إحدى المناطق المنتجة للمادة، وهي الجهة الجنوبية لولاية ميلة، وتحديدا إلى كل من التلاغمة ووادي سقان وتاجنانت ووادي العثمانية، حيث حقول البطاطا الشاسعة، أين أجمع الفلاحون على أن السبب يعود إلى تراجع المساحات المزروعة إلى أكثر من 50 بالمائة، بسبب عدم وجود أماكن التخزين.

وعن “أزمة البطاطا” يقول الفلاح محمد جازي من التلاغمة، بأنه بدأ منذ عامين ولكنه بقي مخفيا، عندما وصل سعرها إلى حدود 7 و10 دنانير بسوق الجملة، وهو ما أرغم الفلاحين على الانسحاب من هذه الشعبة بسبب الخسائر التي تكبدها الفلاحون آنذاك، أين خسروا أموالهم وتوجهوا إلى أعمال أخرى خارج مجال الفلاحة، رغم أن المنطقة تمتاز بجودة ووفرة المنتوج، مضيفا أن المشكل يكمن في غياب تكفل حقيقي بهذه الشعبة من طرف الجهات المختصة، علما أن التلاغمة والمنطقة الجنوبية بميلة على العموم قطعت أشواطا كبيرة في إنتاج البطاطا، حتى إنه تم تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير إلى الخارج.

وقال فلاحون ـ إنهم في الصائفة الماضية كانت لديهم 200 ألف قنطار من البطاطا في المخازن، وقد توجهوا إلى المديريات الفلاحية وإلى الوزارة المعنية للتكفل بها من حيث التخزين في غرف التبريد لكنهم تركوهم لوحدهم، ما أرغم الفلاحين على التوجه إلى الطرق التقليدية للتخزين عن طريق تغطيتها بالتبن وغيرها، وهو ما أدى إلى تلف الكثير من الكميات المنتجة، وما بقي تم تحويله إلى غرف التبريد بالولايات المجاورة، وفي النهاية ماذا جنى الفلاح بعد إخراجها للسوق ليتم بيعها بأسعار دفعوا بها تكاليف غرف التبريد التي يصل سعر كراء الغرفة الواحدة إلى 80 مليون سنتيم في الشهر، وعاد المنتجون إلى ديارهم دون فلس واحد، متسائلين في ذات السياق: “كيف إذن للفلاح أن يعيد الكرّة ويستثمر في شعبة مثل هذه ومن أين له رأس المال ليبدأ من جديد فقد خسر كل شيء، هذا هو المشكل حسبهم”، حيث نبقى لوحدنا عند الفائض في الإنتاج نتفرج على سلعتنا وهي تكسد، وتوجه لنا سهام الاتهام في أي جفاف أو غلاء للمنتوج.

من جهته، قال المستثمر الفلاحي جازي محمد ببلدية التلاغمة إن منتجي البطاطا يرفعون صرخة استغاثة للجهات المعنية لتنظيم الشعبة قبل زوالها نهائيا لإيجاد حل لهم قبل فوات الأوان، خاصة أنهم استثمروا أموالا ضخمة لاستصلاح أراض واسعة ومدّ شبكة أنابيب السقي على مسافة نحو 5 كلم مزودة بمضخات المياه وهو ما كلفهم الملايير في ظل غياب غرف التبريد بالمنطقة ما يعرض المنتوج للتلف والضياع، ومشكل التخزين وغياب مستودعات التبريد أساس العملية، ما يستدعي تدخلا عاجلا وسريعا حسب ذات المتحدث لدعم الفلاحين خاصة أن مهنتهم مهددة بالزوال.

وللإشارة، تبلغ المساحات المزروعة من البطاطا بالجهة الجنوبية خلال العام الماضي بولاية ميلة 900 هكتار بمعدل إنتاج 400 قنطار للهكتار الواحد، تتضمن 10 أنواع من البطاطا من بينها لاريزونا، الكيروزا، البابينا وهي من أجود أنواع البطاطا وكلها تزرع بمنطقة التلاغمة وتأتي بوفرة وبجودة عالية لكن للأسف لا يوجد حل حقيقي للأزمة، حيث إن الفلاح يجب أن يبيع الكيلوغرام الواحد بين 35 و40 دينارا للكيلوغرام الواحد لكي يحقق الربح ويضمن استمرار العمل مستقبلا، إضافة إلى التخزين العلمي وليس العشوائي الذي يضر أكثر مما ينفع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!