-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نشر غسيل “البدلات العسكرية”

نشر غسيل “البدلات العسكرية”

إذا كان المثل العربي المعروف، يرى أن السكوت من ذهب، عندما يكون الكلام من فضة، فإنه في الحالة الجزائرية، لم نعرف لا معدن الكلام ولا معدن الصمت، بدليل أن بعض الوجوه التي صامت دهرا عن الكلام و”عذبتنا” بصمتها، أفطرت الآن كفرا، بكلامها، فزادتنا تعذيبا. وإذا كانت المذكرات والحوارات والبوح في كل بلاد العالم هي عملية توضيح صورة أو إزاحة ضباب، أو تبييض ما هو أسود، أو اعتراف بأخطاء، فإنها في الحالة الجزائرية هي تكسير المصباح “الخافت الضياء” في أعماق الظلام، ودفن جديد للحقيقة. ولكم أن تبحروا في الملاسنات وتبادل التهم، التي اندلعت بين الساسة والعسكريين السابقين ورجالات القرار، في أحلك أيام الجزائر، وأراهن معكم، إن وصلتم إلى برّ الأمان، سالمين، أو على الأقل على نفس الحالة التي كنتم عليها قبل الإبحار.

ما قاله الجنرال المتقاعد خالد نزار في حواره المطوّل مع “الشروق اليومي”، من المفروض ألا يمرّ من دون فتح تحقيقات، فالرجل لم يتحدّث عن الموتى فقط، من أمثال المرحومين حسين آيت أحمد والشاذلي بن جديد، حتى نقول إنه “نائب عام” و”قاض” في غياب محام، بل تحدث عن الأحياء، فاتهم زميله في البدلة العسكرية بـ”نياشينها” محمد بتشين بتعذيب مواطنين بعد أحداث 1988 واتهم زميله في البدلة المدنية بـ”ربطة العنق”، مولود حمروش بالآمر بإطلاق النار على المعتصمين في أحداث 1991، وهي اتهامات خطيرة جدا، طالت رجلين مازالا على قيد الحياة، ولا نفهم لماذا صمت هذا “الخالد” الذي كان يعيّن الرؤساء، عن هذه “الجرائم” التي تصل- حسب تصويره- إلى درجة “جرائم في حق الإنسانية” لمدة فاقت ربع قرن، وكان حينها يفعل ولا أحد يعارضه، ولا نفهم لماذا يصمت الرجلان عن “جريمة التهم الباطلة” التي طالتهما الآن، والجميع ظلوا لعقود طويلة، يُنظّرون على مسامعنا لدولة القانون والعدالة، ونراهم اليوم يتبادلون التهم الثقيلة جدا، وكأنهم في بلاد بلا محاكم ولا قضاة ولا تاريخ، وبلا شعب، كلنا نعلم بأنه هو الذي دفع ثمن حكم هؤلاء من نفسه ونفيسه، وينشرون غسيل البلاد من رثّه وجديده، وحتى البدلة العسكرية لم تنج من حبلهم الذي ثبتوه لنشر غسيل بعضهم البعض، وشنق ما تبقى من أمنيات الناس المتفائلين.

لقد حزّ في نفسنا دائما أن يرحل أحمد بن بلة في سن قاربت القرن، ولم نقرأ له كتابا يروي مذكراته بتفاصيلها غير المملة، ورحل هواري بومدين، ولم نعرف حتى “طبقه المفضل”، ورحل الشاذلي بن جديد، بعد أن كتب أشياء كثيرة في مذكراته ولم يكتب أي شيء مهمّ، ورحل محمد بوضياف، ولم يجبنا عن سؤال طرحه هو بنفسه “الجزائر إلى أين”، ولكن بعد الخرجات الأخيرة التي تفضل بها “الحاكمون” الحقيقيون للبلاد، صرنا نفضل الصمت ونرى أن السكوت من الألماس واللؤلؤ والمرجان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبدالقادر

    وماذاتنتظرمن تفجر براميل الحقدوالضغينة والاقصاءوالاستئصال لكل ماهو وطني مخلص يحترم دينه ووطنه وشعبه قديما اوحديثا.لقدطغتالنرجسيةوانا وبعدي الطوفان ومن يرى غير ماارى فهو عدوي وخائن ولايستحق ان يكون جزائري في هذاالزمان.الانسان خطأمن الازل ويحب نفسه والى حدالنرجسيةالا هذالا يبقى عليه لما يكون يخضع لقوة رادعة اماالخوف من الله اوتانيب الضمير اي صاحب ضميرحي ومعه اخلاق انسانيةاو قوةردع قانونيةكالدستور والقضاءالحرالعادل.للاسف الشديدكل تلك العناصر مفقودة لدى مسؤولينا على مختلف المستويات لهذا الصمت من ذهب

  • عبدالرزاق

    السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يحمل خصلة حميدة وجميلة انه يتميز عن هؤلاء المسؤولين بانه غير ملطخ بدماء العشرية الحمراء . ولهدا فهو في مركز قوة هدا من جهة من جهة اخرى فاني اعتقد ان تنحيته للجينرال توفيق قد خلص الجيش الوطني الشعبي من جهاز المخابرات ونقله الى مكان اخر . مما حرر بعض الجنيرالات من التحدث صراحة وبدون خوف قصد التبرئة والتنصل من مسؤولية الدم الجزائري والمفقودين...وفي ظل هدا الصخب وغياب وزير العدل يتاْكد لشعبنا بان الدولة غائبة ولا قانون يحكمها ولا عدالة . هي ملك لاشخاص .

  • محمد

    بسم الله اضن انكم تعرفون قصة الامام اللدي يؤدي كل يوم بعد صلاة المغرب درس للمصلين وفي احد الايام لازم مجلسه رجل نضيف ثيابه
    لايبدو عليها الرثاء لا يتكلم لا يسال يتصنت وفقط ’فخاف الامام ان يكون هدا الرجل عالما او فقيها فاصبح يحترس ويختار كلامه بدقة وفي احد الايام سأل دلك الرجل سؤالا اقل ما يقال عليه لايليق بداك المجلس ,فتنهد الامام وقال الان حان الوقت ان امد رجلي ’لانه كان يثني رجله وقارا وهيبة من داك الرجل . و الفاهم يفهم،

  • كمال

    انا ارى انه من المريب هذه الخرجات الجماعية للجنرالات بعد شح طال لسنوات وبدءت بصراحة اشكك في الامر برمته فالامرر يببدو و كانه تمويه لشد الانتباه بعيد على ما هو اخطر الى وهو بيع البلاد ورهن ثروات الشعب ووضع هذا البلد الحبيب تحت تصرف مجموعة صغيرة من المافيا تخون الامانة والشعب والشهداء وتضع يدها في يد اعداء الامة و الصهاينة . وحتى اذا كنت مخطءا في حق هؤولاء الجنرالات فالمطلوب منهم اليوم تاجيل حساباتهم وترك الرئ العام والشعب يفكر في طريقة التصدي للخونة وانقاذ البلاد من الرهن .

  • ahmed , d

    ياشخصيات ياجنرالات لا نريد مذكراتكم ولا تصريحاتكم فيها غير الفتنة والصراعات واانزاعات الشخصية لا تليق للتاريخ
    لقد مرت اعوام كتمتم اقوالكم وانتهى لماذا كل هذا الصراع فيما بينكم تجرحون قلوبكم وتشتمون شخصياتكم وانتم تجاوزتم السبعين سنة حافظوا على سمعتكم لا تقدموا للاجيال النزاعات والصراعات ليسجلوا أسوأ الذكريات كل ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﺸﻜﻮﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﺑﺒﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺗﻔﺎﻫﻤﻮﺍ ﺗﻨﺎﺻﻔﻮﺍ ﺗﺴﺎﻣﺤﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﺧﻄﺎ ﺍﺣﺪﻛﻢ ﻓﻲ ما بينكم

    تعليق رقم 2
    ياشخصيات ياجنرالات لا نريد مذكراتكم ولا تصريحاتكم فيها غير الفتنة والصراعات واانزاع

  • almanzor

    لا أوافقك الرأي يا سيد عبد الناصر، فمن حق الشعب أن يعرف الحقيقة و لكن ليس من عند هؤلاء الجنرالات، الصمت ليس من لؤلؤ و لا مرجان، يجب علينا أن نتصالح مع ماضينا و أن نعرف ماذا حدث خاصة في هذه المرحلة الحساسة و لكن حبذا لو أنبأنا بذلك آيت أحمد أو بن بلة بدل هذا السفاح الأهوج.

  • محفوظ

    ....نعم معك حق, هذه أمور تتوجب تدخل الجهات القضائية للتحقيق حتى يشعر الناس بأن المُسألة القانونية جزء من سيادة القانون و سريانه على الجميع, إلا أن هذه النقائص حاضرة لعدة أسباب منها أن مُسآلة المسؤولين تمر عبر مكتب الرئيس وبعد موافقته, وسبب آخر هو أن مُخلفات الإدارة الإستعمارية تُفرق بين بسطاء القوم و بين آخرين.

  • ماهر عدنان قنديل

    أنا الصراحة أعجبني ما يقوله خالد نزار وأظن أن هذا الرجل أحببنا أم كرهنا هو وطني عكس ما روجه الكثيرون بأنه من ضباط فرنسا., أنا أراه وطني يحب بلاده كان عنده نظرة لمستقبل هذا البلد قد تختلف عن الأخرين.. يجب أن يفهم أبناء هذا الشعب أن ما حصل في العشرية سوداء كان بين تياران وطنيان سواء كان التيار الإسلامي أو التيار العلماني في الجيش.. ولكن الإختلاف بينهما كان في الرؤية العامة لحال البلاد ولا نستطيع أن نخون لا هذا ولا ذاك.. صحيح ان هجومه على بتشين وحمروش في هذا الوقت كان مفاجئاً..

  • franchise

    -و لكنكم سيدي صحافيين و من المفروض ان تستبشروا و تحمدوا الله على هذه البركة,و المادة الخامة التي وضعت على طبق في تصرفكم ,ام انتم عاجزون على التعامل و تحليل هذا الكم الهائل من المعلومات لدرجة انكم تتمنون لو سكت جميع مصادرها.
    -التهكم هنا ليس في محله,و استنطاق نزار من طرف صحافي الشروق يثير كثير من الاحاسيس,بسبب طبيعة المعلومات ,و ايضا شخصية نزار التي رسخت في ذهن عامة الشعب,,و هذا طبيعي و لكنه ايضا ضروري