-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الباحث المتخصص في قضايا الشأن الفلسطيني عزام شعث لـ"الشروق":

نعيش مخططا صهيونيا غربيا للإجهاز على القضية الفلسطينية

نعيش مخططا صهيونيا غربيا للإجهاز على القضية الفلسطينية
أرشيف
الباحث المتخصص في قضايا الشأن الفلسطيني، الدكتور عزام شعث

يؤكد الباحث المتخصص في قضايا الشأن الفلسطيني، الدكتور عزام شعث، على وجود مخطط صهيوني غربي للقضاء على القضية الفلسطينية، وتحويلها من قضية وطنية متعلقة بالأرض إلى مجرد قضية إنسانية.
ويقول الدكتور شعث، الذي عمل سابقًا محاضرًا في جامعة “القدس” المفتوحة بغزة، وباحثا في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن الفلسطينيين لن يتنازلوا أبدا عن أرضهم ولن يكون بالإمكان قبر القضية الفلسطينية.

يزداد الحديث عن تهجير الغزاويين في الفترة الأخيرة، نحو سيناء أو صحراء النقب، هل هذا الأمر ممكن الحصول؟
بالفعل، لا شك أن هناك مخططا صهيونيا غربيا كبيرا من أجل الإجهاز على القضية الفلسطينية وتحويلها، كما كانت أو كما أرادوها عام 1948، بأن تكون قضية إنسانية وفقط وليست قضية حقوق وطنية فلسطينية.
الكيان الصهيوني وإلى جانبه الغرب ممثلا تحديدا في الإدارة الأمريكية التي تدعّم الكيان في عدوانه المتواصل المفتوح على قطاع غزة، وتقدّم له الخبرات والخدمات والإمكانيات العسكرية والمالية، تسعى إلى الإجهاز على القضية الفلسطينية عبر مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بحجة أنهم يواجهون المقاومة وفي مقدمتها حركة “حماس” بعد عملية الاقتحام الواسعة التي قامت بها بمعية مقاومين في السابع من هذا الشهر.
هذا المخطط بدأ فعليا في التهجير القسري الداخلي بانزياح وتهجير وتشريد السكان الفلسطينيين من شمال غزة باتجاه الجنوب بغية أن تحقق إسرائيل أهدافها، حيث تريد، من خلال الدخول ميدانيا إلى قطاع غزة والوصول إلى عملية تمشيط مكثّفة بواسطة الطائرات ثم الدخول البري إلى القطاع، تحقيق هدفين، أولا إنهاء قضية وجود المقاومة في غزة، وثانيا تهجير الفلسطينيين وإنهاء وتذويب قضيتهم السياسية وقضية الحق الفلسطيني بإقامة وطنهم.
ما هو مؤكد وما أنا متيقن منه، أن الفلسطينيين لن يذهبوا بعيدا، نعم هناك قصف بالطائرات والسفن الحربية لم يشهده القطاع والأراضي الفلسطينية من قبل، ونتيجة لذلك، الغزاويون ينتقلون داخل وطنهم أي من الشمال إلى الجنوب وإن كان وقتيا بسبب القصف الجوي، حيث تستخدم إسرائيل أقوى ما عندها من سلاح في مواجهة المدنيين الفلسطينيين، لكن الفلسطينيون، وفي كل الأحوال، يدركون أن هذه الحرب الهمجية المجنونة الإسرائيلية هي حرب ضد المدنيين، هي حرب ضد الهوية الفلسطينية وضد الوجود الفلسطيني.

ما هي الخطوات المثلى لإفشال هذا المخطط؟
صحيح أن هناك عملية تشريد ونزوح من الشمال إلى الجنوب وهناك حركة تضامن دولية وداخلية من أجل المساندة، كما أن هناك موقف قوي مهم يسجله الفلسطينيون على الأرض بمعنى أننا لا نقبل بغير قطاع غزة وفلسطين بديلا، وفي ذاكرة وأذهان الفلسطينيين مآسي التهجير التي بدأت سنة 1948 في جولة الاحتلال الأولى العام 1948 عندما نزحوا وهجروا، لما شنّت قوات الاحتلال الصهيوني باستخدام القوة والتدمير والتهجير ضد المدنيين الفلسطينيين واقتلعوا من أرضهم، لكن الفلسطينيين لا يزالون متمسكين بحقهم في العودة.
لا يمكن لأي فلسطيني أن ينزاح عن الأرض أو يتنازل عن هذا الحق، هذا حق أصيل، وهذا الحق فردي وجماعي ولا يمكن التنازل عنه، وهذا الذي يجسّده التشبث الفلسطيني والإصرار الفلسطيني والصمود الفلسطيني على أرضهم في قطاع غزة.

هل ما حصل هو امتداد للمؤتمر الذي عقد في المنامة، سنة 2019، والذي عرف باسم “ورشة عمل السلام من أجل الازدهار بهدف التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية”؟
مخطط الاحتلال الصهيوني ومخطط الغرب من أجل التهجير وتطبيق كل المبادرات والخطط من أجل إنهاء القضية الفلسطينية لن يمر، على اعتبار أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم وهناك موقف مهم سجلته مصر على المستوى الرسمي والشعبي، يؤكد على أن القاهرة لن تكون ممرا لدخول الفلسطينيين ونزوحهم إلى سيناء، بل إن مصر لم تتعاط مع هذا المشروع بالمطلق.

هل يسعى الغرب حاليا، بقيادة الإدارة الأمريكية، لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، بعد 75 سنة والتي بدأت منذ عام النكبة 1948؟
نعلم أن الغرب والإدارة الأمريكية ومن يحالف إسرائيل وهذه الأخيرة تخشى المواجهة المباشرة مع المقاومة في حال عملية الدخول البري، وفي كل الأحوال هو مخطط إسرائيلي، والخشية الإسرائيلية لأن المقاومة في غزة والفلسطينيون في قطاع غزة على العموم لديهم من الإمكانيات والقدرات لمواجهة إسرائيل، وعدم الانصياع لمخططاتهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وبالتالي، هم يتحسبون لهذه النقطة.
والنقطة الثانية تتعلق بتوسيع المقاومة والهجوم باتجاه إسرائيل لتكون حربا إقليمية، الإدارة الأمريكية تخشى هذا الأمر وإسرائيل تخشاه حتى لا تتوسّع دائرة الحرب مع دول الإقليم أو مع الفصائل الفلسطينية في مناطق الطوق على حدود الأراضي الفلسطينية أو دخول “حزب الله” وإيران المواجهة على الحرب المفتوحة، في كل الأحوال، مخطط التهجير لن يمر فلسطينيا وعربيا لن يمر كذلك في اعتقادي.

ما هي الخطوات المثلى لإفشال هذا المخطط؟
لن تسمح دولة بحجم مصر ومكانتها، ودولة بحجم الأردن ومكانتها أن تسمح بتهجير الفلسطينيين وتذويب قضيتهم الوطنية وتعاني ما عانته الدول العربية منذ سنوات من الاحتلال الصهيوني الذي يرفض الحقوق الوطنية الفلسطينية.
المشروع الإسرائيلي هذه الأيام تدعمه قوى تناصره، والأجواء مهيئة تقوم بكل ما تقوم به في هذه الأوقات من حرب إبادة وتهجير قسري وسياسة عقاب جماعي ضد الفلسطينيين، لأن الإدارة الإسرائيلية الأكثر تطرفا والمجتمع الإسرائيلي ينزاح انزياحا كاملا باتجاه التطرف والإرهاب ضد الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بشكل عام.

ما هو المطلوب من السلطة الفلسطينية باعتبارها صاحبة الشرعية لدى المجتمع الدولي في هذه الظرفية؟
برأيي، فإن على السلطة الفلسطينية دور يجب عليها أن تفعله، السلطة صحيح هي التي تمثل الفلسطيني بالمعنى الرسمي لكن هذه السلطة ضعيفة، وفي كل الأحوال وربما تكون غابت فعلا عن الحاصل في قطاع غزة، وهذا العدوان ليس وليد اليوم، بل هو استمرار على امتداد السنوات الماضية، وهذا ما يسجل ضد السلطة.
برأيي، فإن السلطة عليها أن تفعّل أدواتها الدبلوماسية والقانونية، بأن ترفع ملفات قانونية باتجاه المحكمة الجنائية الدولية، من أجل تقديم مجرمي الحرب في إسرائيل للعدالة الدولية، حتى وإن كنا نعلم أن موازين القوة مختلة لغير صالح الفلسطينيين، ولكن على السلطة الفلسطينية أن تقوم ببناء هذه الملفات القانونية من أجل التجهيز لمحاكمة قادة الحرب الصهاينة نظير انتهاكاتهم واعتداءاتهم الممتدة والمتواصلة، وجرائم الحرب التي يقومون بها في حق الشعب الفلسطيني.
إلى جانب ذلك، ينبغي على السلطة الفلسطينية أن تقوم بأدوار من خلال سفاراتها في العالم، من أجل فضح جرائم وممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وهناك أدوار ينبغي للسلطة أن تقوم بها من خلال تعليق الاعتراف المتبادل مع إسرائيل والانسحاب من اتفاق أوسلو، ووقف عملية التنسيق الأمني، ونعلم أن المجلسين الوطني والمركزي خلال السنوات الماضية منذ 2015، أقرا مجموعة من القرارات المتعلقة بتحديد العلاقة مع إسرائيل ولكن هذه المسائل لم يتم تنفيذها تنفيذا دقيقا وأمنيا يستجيب لتضحيات الشعب الفلسطيني، وبإمكانه مواجهة ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين سواء في الضفة أو في القدس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!