-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن تصدّر قائمة الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في رمضان

نهاية “البراني” على “الشروق” تفتح شهية المشاهد نحو موسم ثان

محمود بن شعبان
  • 412
  • 0
نهاية “البراني” على “الشروق” تفتح شهية المشاهد نحو موسم ثان
ح.م

خلّفت الحلقة الأخيرة من مسلسل “البراني” الذي عرضته قناة “الشروق” خلال شهر رمضان، الكثير من التساؤلات لدى المشاهد، خاصة بعد النهاية المفتوحة التي اختارها المخرج يحيى مزاحم للأحداث التي عرفت تصاعدا على مدار 20 حلقة، ففتحت شهية المشاهد لاكتشاف ما قد يحمله الموسم الثاني من أحداث.
وصورت الحلقة الأخيرة من مسلسل “البراني” ما آلت إليه كل شخصيات العمل التي تغيرت حياتها رأسا على عقب، بعدما عاشت في تمثيلية بعيدة عن واقعها، تسبّبت فيها شخصية “عمر” الذي عانى من اضطرابات نفسية جعلت منه مجرما أقدم على قتل كل أفراد عائلته عندما كان صغيرا، ليجد نفسه وسط عائلة “قلعي” التي عاملته معاملة مختلفة بالمقارنة مع أبنائهم الحقيقيين، مما ولّد فيه شعور الحقد والانتقام الذي حققه من خلال جر كل أفراد العائلة إلى الهلاك، انطلاقا من شخصية “سيد أحمد” الذي وجد نفسه يتاجر في الممنوعات، فأدخله في صراعات مع مجموعات إجرامية خطيرة، وأخته “فاطمة” التي وقعت في حب شخص ينتمي إلى العصابة رغم أفكارها الفلسفية المتناقضة، ووالدته التي أغراها بالمال والجاه، فتخلت عن زوجها في سبيل حياة الرفاهية، فغدر بها في النهاية بعد أن سلّمها كيسا من المخدرات وبلّغ عنها الشرطة، فزج بها في السجن، وصولا إلى الأخ الصغير “موحا” الذي حاول إنقاذ نفسه من تلك الظروف متوجها إلى والده المتمسك بمبادئه والرافض للمال الحرام، فكان الانتقام منه من خلال اغتيال والده “لخضر” لإفساد محاولات إصلاحه واندماجه في المجتمع والابتعاد عن الفساد.
وأظهرت أحداث المسلسل على مدار عشرين حلقة، أن كل شخصيات العمل عاشت حياة أخرى غير حياتها، فكانت غريبة “برانية” في المكان الذي عاشت فيه، فشخصية “فاطمة” لطالما رفضت حياة الرفاهية التي كانت تعيشها غريبة وسط عائلة فاسدة، إذ كانت تحن دائما إلى ماضيها واجتماع عائلتها في ظروف بسيطة، كما تخلت الأم “مليكة” عن دورها في لم شمل عائلتها وتربية أبنائها، فاختارت أن تعيش حياة أخرى غير حياتها إلا أنها لم تنجح في الانسجام مع أفراد العائلات الأرستقراطية الذين تعرفت عليهم، كما أن زوجها “لخضر” ورغم أخلاقه العالية ومبادئه، إلا أنه وجد نفسه غريبا عن أفراد عائلته الذين تخلوا عنه في سبيل حياة الرفاهية والمال، فكانت نهايته مأساوية بسبب صراعات أبنائه بالرغم من أنه كان بعيدا عنهم ودائم الحرص على تقديم النصيحة لهم، ليكون ملجأ لابنه الصغير “موح” الذي حاول إنقاذه من الفساد، فوقع ضحية لصراعات أبنائه.
كما كان “موح” غريبا عن المجتمع الذي عاش فيه وغريبا عن إخوته الذين وفروا له كل ظروف الرفاهية التي تسبّبت في دخوله لعالم الإجرام، إلا أنه ورغم محاولاته تدارك الوضع والتوبة من خلال اللجوء إلى والده ومحاولة إصلاح المجتمع، إلا أن النتائج كانت قاسية عليه بعد أن وجد نفسه في متاهة صعّبت عليه تخطيط حياته من جديد.

كما عاش “سيد أحمد” نفس المتاهة و”الغربة” في مجتمعه بعد أن دخل مجال الأعمال وجره إلى عالم الفساد الذي فتح له الشهية للثراء، فعاش حياة غير تلك التي أرادها أدخلته في صراعات كثيرة تسبّبت في انهياره ووقوعه فريسة لبارونات الإجرام، ونفس الوضع عاشته زوجته “نجوى” التي أغرتها الأموال والجاه وتخلت عن حبيبها “عمر”، إلا أنها وجدت نفسها هي الأخرى غريبة وسط عائلة زوجها “سيد أحمد” الذي خانته في العديد من المرات.
وتتقاطع كل شخصيات المسلسل في كونها على علاقة مع شخصية “عمر” المضطربة الذي عمل ما بوسعه لتدمير كل أفراد العائلة التي نشأ فيها، وتولّدت لديه مشاعر الحقد نتيجة معاملتهم المختلفة له، فجاء الثأر قاسيا بعد أن تحالف مع أكبر البارونات والعصابات لتدمير كل أفراد العائلة، فرغم مشهد مقتل “عمر” في الحلقة الأخيرة، إلا أن ظهوره في لقطة خاطفة في النهاية غيّرت كل مفاهيم المشاهد لاكتشاف مؤامرة “عمر” للثأر من عائلة “قلعي”.
وشارك في أداء أدوار مسلسل “البراني” ثلة من الأسماء البارزة في الساحة الفنية الجزائرية، على غرار خالد بن عيسى في دور “سيد أحمد”، مصطفى لعريبي في دور “عمر”، عبد الكريم دراجي في دور “موح” إلى جانب الممثل القدير بوعلام بناني في دور والدهم “لخضر” وعايدة عبابسة في دور والدتهم “مليكة”، كما شارك في المسلسل عدة وجوه شابة أمثال أمينة دحمان في دور “فطيمة” وياسمين عماري في دور “نجوى” زوجة “سيد أحمد”، بالإضافة إلى الممثلين أحمد مداح، بهية راشدي، مينة لشطر، هناء منصور وغيرهم والذين جمعهم المخرج يحيى مزاحم في مسلسل “البراني”، الذي جاءت نهايته مفتوحة على العديد من التساؤلات التي قد يجيب عنها الموسم الثاني من المسلسل.
للتذكير، حقق مسلسل “البراني” مشاهدات قياسية على الشاشة الصغيرة والمنصات الرقمية فاقت الـ60 مليون مشاهدة ليتربع بذلك على عرش الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في شهر رمضان، كما صاحبت المسلسل موجة من الجدل بسبب مختلف القضايا الاجتماعية التي تم طرحها بطريقة مزجت بين الواقع والخيال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!