-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نوابغ راسبون؟!…

أوحيدة علي
  • 1474
  • 1
نوابغ راسبون؟!…

إن هذا العنوان لمقال كتبه السيد: رشيد ولد بوسيافة يوم 14/07/2022 تعرض فيه إلى النتائج الكارثية لطلبة المدرسة العليا للرياضيات، نتائج كشفت تدني المستوى التعليمي-التعلمي، وأكدت فشل المنظومة التربوية، وفضحت انتشار الغش بين أصحاب الميدان في جميع مراحل التعليم، ونزعت غطاء كفاءة الأساتذة والباحثين في التعليم الجامعي.

ودليل هذا القول هو: بماذا نفسر رسوب 94 طالبا من مجموع 172 طالبا انتقلوا إلى المدرسة العليا للرياضيات بمعدلات 17، 18 من 20، وبعد سنة دراسية لم يتحصلوا على 10 من 20، بل نال عدد منهم العلامة الاقصائية في مقاييس عديدة؟! والسؤال: هل العلامات التي ساعدتهم على الانتقال تحصلوا عليها عن طريق الغش في الامتحانات الرسمية؟! أم ضُخِّمت العلامات عمدا وقصدا ليفوزوا بمقعد في المدرسة العليا للرياضيات؟! أم أن السبب يرجع إلى أساتذة المدرسة العليا للرياضيات الذين انتهجوا أساليب لا علاقة لها بمبادئ التدريس، ولا بأسس الطرائق التربوية، ولا بشروط عمليات التقييم والتقويم أثناء السنة الدراسية؟!

وقد يكون السبب المباشر كفاءة الأساتذة الذين اختيروا لتعليم 172 طالبا، اختيار تم على أساس القرابة، أو الصحبة، أو الجهوية… أي لا علاقة له بالكفاءة العلمية، كما يمكن أن يكون السبب المنهاج المقرر، والتنظيم التربوي، وأساليب سير الدروس داخل حجرات الدراسة…

ومهما يكن الأمر فالطاقم البيداغوجي للمدرسة العليا للرياضيات عليه أن يبحث عن الأسباب المباشرة لهذه الكارثة ويكشفها للجميع حتى لا تتكرر مرة أخرى، وإذا لم يفعل فإن هذا الطاقم وأمثاله سببٌ من أسباب مآسي الجامعة الجزائرية التي تحتل دائما مرتبة ما قبل الجامعات الأخيرة من جامعات العالم.

ورغم هذه الأدلة والبراهين والمشكلات التربوية التي تحتاج إلى بحث ميداني وعملي لم يتحرك أحدٌ من الباحثين في الجامعات الجزائرية، وكأن الأمر لا يعنيهم من بعيد ولا من قريب، عجيب وغريب أمر هؤلاء الذين اعتادوا تكرار ما ينتجه غيرُهم من جامعات العالم تكرارا ببغاويا، ويتباهون به وكأنهم أتوا بشيء جديد… أما إذا نقّبت عن بحوثهم الميدانية وما توصلوا إليه فلا تجد أثرا لهم ولا لبحوثهم.

هذه مشكلة من مشكلات التعليم لدينا، مشكلات لا تقيَّم ولا تعدَّل ولا تصحَّح، ولا نبحث عن أسبابها، بل نقف عند النتائج السلبية ولا نتعداها، ثم نتأسف على تدني مستوى التلاميذ والطلبة، وعن التأخر الدراسي، وعن فشل المنظومة التربوية، دون أن ندري بأن السبب المباشر لهذه الكوارث هم المسؤولون عن التربية في وزارة التربية، بدءا من أولئك الذين يحددون الأنشطة المقررة، والتوقيت الرسمي لكل مستوى، ونظام الاختبارات والامتحانات، دون أن ننسى معدي المناهج، ومؤلفي الكتب المدرسية، وما يسمى بـ(خبراء التربية) والمختصين في التربية وعلم النفس، وجمعيات أولياء التلاميذ والطلبة… كل هؤلاء مسؤول عن مأساة المنظومة التربوية، وعن تجهيل أجيال وأجيال، والدليل على هذا تؤكده الحقائق الميدانية التي يعرفها العام والخاص أذكر منها ما يلي:

– اتحاد أولياء التلاميذ يكشف عن طرد نصف مليون تلميذ منهم 400 ألف بالطور الثانوي في سنة واحدة، حسب ما ورد في إحدى الجرائد يوم: 29/08/2015، ولكن اتحاد الأولياء لم يبحث عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهذه الكارثة، ثم يرسم خطة لتصحيحها، أو تعديلها، أو تغييرها، أو التخفيف منها.

دراسة حديثة لوزارة التربية تفضح المستور، لأن مستوى التلاميذ والطلبة ضعيف في العربية والفرنسية والرياضيات، هذا ما ذكرته جريدة الشروق يوم: 20/10/2016، ولكن وزارة التربية لم تحرك ساكنا، ولم تبحث عن أسباب هذا الضعف، وكأنها لا تريد إصلاح ما أفسدته إصلاحات 2003، والأمثلة الميدانية عن الفشل المدرسي وإخفاق المنظومة التربوية كثيرة وكثيرة يعرفها العام والخاص.

– دراسة أنجزها مجلس ثانويات الجزائر تؤكد تفشي الجهل في القطاع، لأن مستوى %70 ضعيف حسب ما ذكر في جريدة من الجرائد يوم: 21/07/2015، ولكن مجلس ثانويات الجزائر لم يقم بتقييم هذا المستوى الضعيف بهدف تصحيح مساره.

– إجابات صادمة وكوارث لغوية ومعرفية في أوراق البكالوريا لطلبة على أعتاب الجامعة، بل لا يستطيعون تكوين جملة مفيدة، كما أن هناك إجابات بالعامية، حسب ما ورد في جريدة الشروق يوم: 15/06/2016، ولكن الكل صمَتَ صمْتَ القبور، وكأن هذه الكوارث لا تعني أحدا منهم، خاصة وزارة التربية.

– دراسة حديثة لوزارة التربية تفضح المستور، لأن مستوى التلاميذ والطلبة ضعيف في العربية والفرنسية والرياضيات، هذا ما ذكرته جريدة الشروق يوم: 20/10/2016، ولكن وزارة التربية لم تحرك ساكنا، ولم تبحث عن أسباب هذا الضعف، وكأنها لا تريد إصلاح ما أفسدته إصلاحات 2003، والأمثلة الميدانية عن الفشل المدرسي وإخفاق المنظومة التربوية كثيرة وكثيرة يعرفها العام والخاص.

ومما سبق يحق لكل جزائري أن يتساءل: لماذا يتوقف المسؤولون عن التربية والمتابعون لها عند رصد النتائج السلبية، ولا يتجاوزونها إلى أهم خطوات الإصلاح أي يبحثون عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة، ثم يقومون بعمليات الإصلاح أو التعديل، أو الاستبدال، أو التجديد؟! تساؤل يدعو إلى الحيرة والشك في نيّات ومرامي كل مسؤول مباشر للمدرسة الجزائرية، أم أن الهدف هو المحافظة على الرداءة وحمايتها من أي إصلاح ميداني يعوقها؟! وإذا لم يكن هذا الأمر صحيحا، فبماذا نفسِّر تنصيب ورشات، من بينها ورشة تخفيف (وزن المحفظة) بعد عشرين سنة من الإصلاحات؟! أما إعادة النظر في الكتاب المدرسي الذي شكّل ويشكِّل معولا لقطع أصول العملية التعليمية-التعلمية، وتقويض أسس المنظومة التربوية، فلم تلتفت إليه وزارة التربية، ولم تقيمه، ولم تنصب له ورشة منذ 2003.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبود

    شكرا على مقالاتك الهادفه والصادقه لكن مع الاسف لا حياة لمن تنادي