-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مناسبة استثنائية على الجزائريين للعام الثاني على التوالي

هاجس كورونا وأزمة الماء يخيّمان على عيد الأضحى

كريمة خلاص
  • 543
  • 0
هاجس كورونا وأزمة الماء يخيّمان على عيد الأضحى

يمر عيد الأضحى للسنة الثانية على التوالي على الجزائريين في ظروف استثنائية مرتبطة بانتشار كبير لفيروس كورونا وكذا بأزمة ماء حادة تسبب في انقطاعات هذه المادة الحيوية لأيام معدودة عن كثير من الأحياء، وهو ما يجعل المواطنين متوجسين ومتخوفين من كيفية قضاء هذه المناسبة الدينية التي تعرف بخصوصيتها وبتجمّعاتها والحاجة الماسة فيها للماء لتنظيف المحيط والمنازل.

واعترف عديد المواطنين بأن القلق ينتابهم كثيرا حول كيفية قضاء العيد هذا العام مع ارتفاع الحصيلة اليومية للوباء وتدهور الوضع العام في عديد المدن الكبرى، خاصة وأن عملية النحر تتطلب المساعدة والتعاون في العائلات وعلى مستوى الأحياء.

وتحوّل العيد لدى الجزائريين من شعيرة دينية إلى فريضة مجتمعية ارتبطت بجملة من الطقوس خاصة لدى الأطفال والأولياء الذين يقضونه عادة وسط العائلة الكبيرة، لذا فإن البعض يرى بأنه من الصعب جدا التخلي عنها رغم كل التهديدات الصحية والاضطرابات الحاصلة في مياه الشرب.

ويحذر في هذا السياق المختص في الصحة العمومية فتحي بن أشنهو من العادات السلبية التي تصدر عن المواطنين يوم العيد وقبيله، داعيا إلى احترام مسافات التباعد الجسدي وتجنّب التجمعات في الأحياء والعائلات أثناء عملية النحر بالإضافة إلى تقليل الزيارات العائلية قدر المستطاع.

ويوضح بن أشنهو بأن الخطر حقيقي وقاتل وزحف هذه المرة على الفئات الأصغر سنا، لذا فإن الوقاية والحذر واحترام تدابير الوقاية تبقى الحماية الوحيدة من هذا الوباء الفتاك.

من جهتها زادت أزمة الانقطاعات المتكررة للماء من متاعب الجزائريين الذين سارعوا في غالبيتهم إلى تركيب صهاريج في بيوتهم لتخزين ما أمكن من كمّيات المياه، خاصة وأنهم كما قالوا لا يثقون في وعود السلطات الوصية عن القطاع بخصوص وفرة هذه المادة يوم العيد.

ويتخوف هؤلاء من تأثيرات ذلك على تنظيف المحيط وما قد يزيد من تعقيد الوضع الصحي بالنظر إلى أهمية الماء في مواجهة فيروس كورونا، حيث ينصح المختصون بالغسل المتكرر للأيدي وتعقيمها وغسل الملابس وتنظيف بدرجات ومستويات أعلى من العادية، أمر لا يمكن الالتزام به في ظل شح المياه وجفاف الحنفيات.

بدوره أفاد مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، في تصريح للشروق، بخصوص أزمة المياه أنّ أزمة المياه ظهرت بوادرها منذ سنوات لكن للأسف لم تولي لها السلطات اهتماما ولم تفكر في بدائل أو البحث عن موارد جديدة واكتفينا بالآبار والمياه السطحية، عكس دول عديدة أخرى وجدت الحلول.

وأوضح زبدي أنّه يتعين على المستهلك إدراك حقيقة الأزمة ووجود شحّ في الموارد المائية، كما يتعين على السلطات الوصية احترام البرنامج الاستعجالي الذي سطرته وإعلام المواطنين به مهما كانت قساوته من أجل أخذ احتياطاته وتوزيع مخزونه، بما يتوافق ومدّة الانقطاع، منتقدا سياسة اللاعدل في التوزيع وحرمان بعض المناطق من الماء لأزيد من 3 أيام متتالية، مشيرا إلى أنّ الغضب الشعبي الذي نراه ليس بسبب شحّ الأمطار بل بسبب سوء التوزيع.

ولفت زبدي الانتباه إلى ما وصفه بالأمر الخطير جدا وهو تجميد عمل سلطة ضبط الموارد المائية منذ عام 2018، مطالبا بفتح تحقيق في الأمر للكشف عن أمور خفية في القطاع.

ودعا زبدي مديري الجزائرية للمياه و”سيال” إلى احترام المواطن من خلال ضبط وتطبيق برنامج توزيع مياه صحيح وثابت وعادل.

أما بالنسبة للشق المتعلق بأزمة كورونا الصحية والوضعية الوبائية المتنامية، أرجع المختص السبب في ذلك إلى سوء تواصل أو ضعف إقناع وتهاون كبير جدا جراء تهاون وتراخي وملل المواطنين من الالتزام بالتدابير الوقائية، خاصة وأنّ هذه الأوبئة تحتاج إلى طول نفس وصبر والتزام.

وأشار زبدي إلى أن التحدي الكبير يكمن في التلقيح لحماية المواطنين وتحسين وتفعيل أساليب التواصل، منتقدا تجنيد الشخصيات المشهورة والرياضيين والفنانين في ومضات إشهارية تجارية والعدول عن ذلك في قضايا صحية مصيرية، كما انتقد تهميش دور المجتمع المدني وعرقلته أحيانا ما قلّص العمل التوعوي والتحسيسي.

وحمّل زبدي المواطنين مسؤولية الحفاظ على صحتهم حيث قال “أيها المواطن صحتك بين يديك وعليك الاحتياط وعدم التفكير في نفسك فقط بل فكر في غيرك وأهلك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!