-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..”هبلتونا”!

جمال لعلامي
  • 1052
  • 2
..”هبلتونا”!
ح.م

الجزائريون “مرعوبون” من فيروس كورونا، مثل ما تملّكهم الرعب عند انتشار انفلونزا الخنازير وانفلونزا الدجاج قبل سنوات، وهو نفس الهلع الذي طاردهم عندما شاع خبر تفشّي الكوليرا في آبار الماء خلال الصائفة ما قبل الماضية، وحالة الهيستيريا التي أصابت الناس في كلّ مكان!

الخوف قد لا يكون من هذه الأوبئة الغابرة، أو حتى تلك التي تحوم شبهة “إنتاجها” حول مخابر ومافيا الدواء العالمية، لكن هذا الخوف نابع من الواقع المزري للمستشفيات والمراكز الصحية ببلادنا، بعد ما تم استنساخ التجارب الفاشلة والبدائل “الجايحة” التي تستّرت على الفضائح!

طبعا لا يُعقل أن يتحدث الأطباء والخبراء عن الطاعون أو الكوليرا، ونحن في عام 2020، لكن الوضع المأساوي لمستشفياتنا المريضة بسوء التسيير وبلهارسيا “الفنتازية” وعقلية “أنا ديسيديت”، هو الذي يثير الشك ويصنع الإشاعات والبلبلة، ومن ثمة الترويع والترهيب، وسط الرأي العام، خاصة أن الجهات المعنية بهكذا قضايا حياة أو موت، كانت “عقونة” ومقطوعة اللسان خلال التجارب التراجيدية السابقة!

موت الضمائر بالمستشفيات والمراكز الصحية، حيث لا ينبغي لهذه الضمائر أن تموت أو تنام، هو الذي “قتل” عديد المواطنين بالقنطة والاستياء واليأس، ويكاد لا يوجد جزائري لم يتذوّق مرارة “الحقرة” والإهمال واللامبالاة والتسيّب بهذه المؤسسات التي من المفروض أنها تزرع بذور الأمل والتفاؤل وتغرس حبّ الحياة في نفوس الأصحاء قبل المرضى بما ينهي شعار “هبلتونا”!

مصيبة البلد، أن “فساد الضمائر”، ضرب أيضا قلاعا من المفروض أنها آمنة وكلّ من دخلها لا خوف عليه ولا هم يحزنون، والطامة الكبرى، أن الطبيب والممرّض و”العاملين عليها”، يشتكون بدورهم من واقع متلوّن بمختلف ألوان “الجموفوتيست” والفوضى والعشوائية، التي تنتهي طبعا بمآس و”مجازر” في حقّ الأبرياء والعزل!

تطمين المواطنين بأن كورونا ليست أنفلونزا موسمية، وطمأنتهم قبل هذا الفيروس، بشأن فيروسات “الحلالف” و”الطيور” والكوليرا والطاعون وغيرها من أوبئة الفقر، قد لا يجدي نفعا، ويكون كمن يصرخ في واد، أو يؤذن في مالطا، طالما أن الثقة مازالت غائبة، وطالما أن الحلول مغيّبة، وطالما أن التطبيق يكون دائما بمنطق الأثر الرجعي!

المطلوب الآن، وقبل أيّ شيء، اعتماد خيار المصارحة و”المصالحة”، مع عامة المواطنين، من أجل ترميم المشقّق وإعادة تصليح المكسّر، وعدم تضييع مزيد من الوقت، فتتضاعف الخسارة، ويتزايد الضحايا، ويُقطع الحبل السرّي بشكل نهائي، ويصعب بعدها، وقد يستحيل ربط الممزّق، فيضيع والعياذ بالله الجمل بما حمل، بعد ما لم يفهموا معنى المثل القائل “خسارة الصوف ولا خسارة الخروف”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبدالله FreeThink

    قد لانستطيع تغيير العالم ...لكن نستطيع تغيير أنفسنا.
    إعلم يا استاذ، أن الطب الوقائي أكثر فعالية ولكنه غير مربح فيتحاشون الحديث عنه
    كل إنسان فينا يستطيع أن يحمل مستشفاه المتطور داخل جسمه فقط إن قام بزيادة مناعته للأمراض بتغيير العادات السيئة إلى عادات حميدة، في أسلوب الحياة والغذاء.
    - أولا، لابد من التخلص من الإدمانات،والتدخين وكل ما يعطل هرمون الميلاتونين مثل : القهوة ،الشاي، مشروبات الطاقة (كل مافيه كافيين)، كذلك كل شيء يحتوي على الفليور.
    - الرياضة اليومية والتحرك.
    - التخلي عن السكر والمشروبات الحلوة.
    - إستعمال الليمون، الثوم، الكركم، البابونج يوميا.
    - وأمور أخرى لايسع لها المجال

  • ياسين

    يا أخي جمال في بلادنا الكل يشتكي من الحقرة و عدم المسؤولية و التسيب و غيرها من الفيروسات الاجتماعية القاتلة للأمم و الحضارات...قلت الكل يشتكي...لكن حينما يأتيهم أحدا يريد أن يغير هذا الوضع الفاسد و المريض بالتسيب و مختلف الأمراض القاتلة ينقلب عليه القوم و يعطلون مسعاه و يؤلبون عليه الرأي العام و العمال و تحدث الإضرابات و الاضطرابات و يتم قتل الروح لدى ذلك المسكين الذي جاءهم يريد الاصلاح...و تتحطم معنوياته و تبقى دار لقمان على حالها كون الفيروسات مغروسة غرسا في المجتمع و قتلت فيه كل جينة حية تريد المقاومة؟؟؟