-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
باعة يتفننون في عروض مغرية

هدايا “الباك”.. شعار جديد للتسويق التجاري

وهيبة. س
  • 726
  • 0
هدايا “الباك”.. شعار جديد للتسويق التجاري
أرشيف

سارع الكثير من تجار بيع الهدايا والعطور والملابس، مع الإعلان عن نتائج امتحانات شهادة البكالوريا، إلى تعليق شعار “هدايا الباك” في محلاتهم، وهذا كفرصة لتسويق بعض المنتجات، سواء المتعلقة بالإناث أم الذكور.
وأبدع بعض الباعة في عرض مجموعة من السلع مزيّنة بالورود، لجلب الاهتمام، حيث تعتبر فرحة “الباك”، فرصة للربح من خلال بيع الهدايا، فعلى غرار محلات التجارة في مواد التجميل والألبسة، راحت بعض محلات بيع الهواتف النقالة هي الأخرى تضيف إلى سلعها “هدايا الباك” للفت الانتباه، والترويج لفكرة شراء الهدايا للأبناء تثمينا لنجاحهم في الدراسة أو حصولهم على شهادات رسمية وشهادات عليا.
وبحسب استطلاع قامت به “الشروق” عبر محلات بيع العطور و”الماكياج”، والهواتف النقالة في حسين داي، والقبة، فإنّ بعض التجار أكّدوا أنّ شراء الهدايا لا يقتصر على الذين ينجحون في البكالوريا، بل يتعلق أيضا بالأبناء الحاصلين على شهادة التعليم الابتدائي، “البيام”، أو الذين يحصلون على المراتب الأولى، وأيضا الذين ينجحون في دراسات عليا.
وثقافة الهدايا لتثمين النجاحات، وبحسب الكثير من أصحاب محلات بيع العطور والمساحيق، والألبسة والهواتف النقالة، باتت فرصة لتسويق السلع، وعلى التاجر الاجتهاد في طريقة عرض هذه الهدايا وتكوين مجموعة من السلع في شكل هدية مزينة بالورود ومغلفة في أحسن حلة.

التجارة الإلكترونية.. الهدايا حيلة في فصل النجاحات والأعراس
وتبين عبر مواقع إلكترونية تجارية، مدى فعالية “الهدية” في ترويج الكثير من السلع، حيث خاضت بعض شركات بيع المراهم والعطور و”المكياج”، ومواد التجميل، حملة البيع الإلكتروني، من خلال سلسلة سلع في شكل علب كبيرة تفنن أصحابها في إغراء الزبائن.
وعبر صفحات “الفايسبوك”، روج بعض التجار لبيع الهدايا، وهذا باختيار هواتف نقالة، وإكسسوارات أو مجموعة مساحيق مرفقة ببعض العطور، وساعات يد، وتحف، وغيرها من سلع تدخل في إطار هدايا ترضي الأبناء الناجحين، سواء في شهادة البكالوريا، أم شهادات أخرى، أم للعرسان الجدد.

الهدايا.. ربح جديد يدخل السوق الجزائرية
وفي السياق، قال جابر بن سديرة، رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي، إنّ ثقافة شراء هدايا في حلة مزينة وجميلة، ومغلفة بشكل جذاب، باتت وسيلة للربح، وتسويق بعض السلع التي لا يقبل عليها الجزائريون أو لا يلتفت إليها الزبائن في الأيام العادية التي لا تكثر فيها المناسبات والأفراح.
ويعتبر المتحدث أن بيع سلع في شكل هدايا، يسهل على الزبون البحث عما يرغب في إهدائه، كما يوفر عليه طريقة تزيين هذه الهدايا والتنسيق بين مكوناتها.
وأكد أن بعض التجار تخصصوا في بيع الهدايا، ولكنهم يعطون الزبون فرصة شراء سلعة واحدة أو عدّة سلع مكوّنة لهدية واحدة، وغالبا ما يتعلق الأمر بالعطور والمساحيق، والإكسسوارات وربطات العنق، وساعات اليد والهواتف النقالة.
وقال أيضا إن ثقافة الهدايا لتثمين وتشجيع الأبناء على النجاح في الدراسة، وصلت إلى شراء سيارات ودراجات نارية، أو حجز رحلات سياحية إلى الخارج، وهذا ما ينعش تجارة بعض النشاطات، تزامنا مع الإعلان عن نتائج الامتحانات كالبكالوريا، أو تزامنا مع الأعراس والأفراح.
وبحسب جابر بن سديرة، فإن الجانب الاجتماعي، وظهور بعض العادات والتنافس حولها، يساهم في انتعاش التجارة المتعلقة بالطابع الاجتماعي والثقافي.

علم الاجتماع: هدايا “الباك” قد تؤثر سلبا على الأبناء
أكّدت الدكتورة ثريا التيجاني، باحثة في علم الاجتماع، أن تقديم الهدايا للأبناء الناجحين في الدراسة، شيء إيجابي، فهو يحفّز على مزيد من النجاحات، ويجعل هؤلاء يشعرون بأنّ هنالك اهتماما وتقديرا لهذا النجاح من طرف عائلاتهم، ولكن، في مقابل ذلك، فإن طغيان الماديات والمبالغة في تقديم هدايا باهظة الثمن قد يزرع في بعض الأبناء سلوكيات قد تأتي بنتائج عكسية.
وأوضحت التيجاني أنّ المراهنة على شراء سيارة أو دراجة نارية أو رحلة سفر إلى دولة أجنبية، أو عمرة، مقابل حصول الأبناء على شهادة البكالوريا، أو تقلد المراتب الأولى في قائمة نتائج الامتحانات، ليس بالضرورة محفزا للنجاح، وقد يجعل الحياة، بحسبها، أكثر مادية، والتعليم مجرد تحصيل لنتائج وأرقام.
وكما يشجع إغراء الأبناء بالهدايا باهظة الثمن، على الغش أو اتباع طرق ملتوية من أجل النجاح، حيث يضع الابن نصب عينيه، تلك الهدية إلى درجة أنه يفقد التركيز في دراسته، موضحة أن التعليم ليس مجرد شهادة أو حصول على الرتب الأولى، بل هو تحصيل علمي واكتساب ثقافي وتربوي.
وأشارت الدكتورة ثريا التيجاني، إلى أن التنافس على تقديم أغلى الهدايا للأبناء الناجحين، يضع بعض الأولياء في حرج، ويجعل فلذات أكبادهم الذين ينجحون ناقمين على الوضع الاجتماعي الذين يعيشونه، ويفتح بحسبها، أيضا باب الغش في التجارة، بتمرير سلع مغشوشة أو أقل جودة في شكل هدايا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!