هذا هو دور نيكولا ساركوزي في تدمير ليبيا

نيكولا ساركوزي قيد الاعتقال احترازيا في إطار التحقيق حول تمويل ليبي لحملته الانتخابية في 2007، فكافأ ليبيا بحملةٍ عسكرية أسقطت الدولة وقبرت النظام الليبي، وفق ما كشفته رسائل وصلت إلى وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون.
تم إطلاع هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت، على الوضع في ليبيا في عامي 2011 و2012. وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أن نيكولا ساركوزي قد أعد وأراد الحرب لأسباب عسكرية واقتصادية، حيث شاركت الاستخبارات الفرنسية (DGSE) بنشاط في الأرض في إنشاء الحكومة الانتقالية، ولعب بيرنارد هنري ليفي دور الممثل التجاري للإليزي.
انضم هنري-ليفي إلى مؤسسة كلينتون وفي وقت “الثورة” الليبية، وشارك مع بعض رجال الأعمال الأمريكيين في محاولة لاقتحام الأسواق في ليبيا ما بعد الزعيم معمر القذافي.
وتبدأ القصة بقيام الدبلوماسي سيدني بلومنتال إرسال رسائل إلى هيلاري كلينتون عبر البريد الإلكتروني، تلقاها من تايلر درومهيلر، وهو خبير مخضرم في وكالة الاستخبارات المركزية ترك الوكالة في عام 2005 لأنه عارض التلاعب بالمعلومات من قبل إدارة بوش بشأن العراق، وعمل درومهيلر، الذي أمضى 25 سنة في وكالة الاستخبارات المركزية ليصبح رئيس العمليات في أوروبا، كمستشار خاص، لكنه بقي على اتصال وثيق مع عالم الاستخبارات. وهكذا أرسل معلومات استخبارية إلى بلومنتال، الذي نقلها إلى هيلاري كلينتون، التي قامت بدورها بتقديم هذه المعلومات إلى وزارة الخارجية.
كشفت هذه الرسائل أن الدور الفرنسي في أحداث ليبيا لا يتوافق على الإطلاق مع الرواية الرسمية التي طرحها نيكولا ساركوزي وحاشيته.
وأثارت العديد من الأسئلة حول الأهداف الحقيقية للحكومة الفرنسية التي فعلت كل ما في وسعها للإطاحة بنظام القذافي.
هذه القراءة لدور فرنسا هي وظيفة ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية بقي على اتصال بالعديد من المصادر في أوروبا بالإضافة إلى “مقر السي آي إي”، وأيَّد وجود جواسيس فرنسيين، وكشف عن دور برنار هنري ليفي في العديد من الحسابات.
قرأت هيلاري كلينتون رسائل البريد الإلكتروني، وأحالتها إلى موظفيها وأثنت على بلومنتال بشكل متكرر.
وتعاملت وزارة الخارجية الأمريكية بجدية مع هذه الرسائل، ومثلت لها قراءة يومًا بعد يوم للحرب في ليبيا، وما قام به فريق ساركوزي.

النقاط الرئيسة لهذه المذكرات لفرنسا:
1 – يرى ساركوزي فرصة لاستعادة مكانة فرنسا العسكرية.
في 17 مارس 2011، اعتمد مجلس الأمن القرار 1973 الذي يفوض منطقة حظر جوي فوق ليبيا واستخدام “جميع التدابير اللازمة”، وهو ضوء أخضر لضربات جوية مستهدفة. وقعت الغارات الجوية الأولى، بقيادة فرنسا، بعد يومين، في 19 مارس. كتب بلومنتال في 20 مارس “في 20 مارس، صرح أفراد يتمتعون بإمكانية الوصول إلى القيادة العسكرية والأمنية الفرنسية والبريطانية بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يخطط لقيام فرنسا بتوجيه الهجمات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي على مدى فترة طويلة من الزمن. ووفقاً لهؤلاء الأفراد، فإن ساركوزي يشعر بقلق حقيقي من احتمال أن تقوم قوات القذافي بارتكاب إبادة جماعية ضد سكان بنغازي. ومع ذلك، فهو يرى أيضا أن هذا الموقف فرصة لفرنسا لإعادة تأكيد نفسها كقوة عسكرية.
في 19 مارس، يوم الضربات الأولى، برر ساركوزي التدخل من الإليزي: “مساعدة الناس في خطر قاتل […] نيابة عن الضمير العالمي الذي لا يستطيع تحمل مثل هذه الجرائم. إننا نفعل ذلك لحماية السكان المدنيين من جنون القتل القاتل للنظام الذي فقد كل شرعيته من خلال قتل شعبه.
2- كيف أنشأ الفرنسيون المجلس الوطني الانتقالي، أو كيف جرت محادثات المال؟
بعد يومين، في 22 مارس 2011، عاد بلومنتال بمعلومات جديدة، قال إنها جاءت من “شخص حسن الاطلاع” و”بسرية تامة”. وقد أعطى بريده: “كيف أنشأ الفرنسيون المجلس الوطني الانتقالي أو كيف جرت محادثات المال [بالفرنسية في النص!- إد]. يتحدث بلومنتال عن المجلس الوطني الليبي، لكنه في الحقيقة هو المجلس الوطني الانتقالي الذي يشير إليه بـ (CNT).
في 3 أفريل، بعد أسبوعين من الضربات الأولى، وقعت CNT على رسالة أخرى كشفتها صحيفة “ليبيراسيون” في سبتمبر التالي، تنص على: “في ما يتعلق بالاتفاق النفطي الذي تم التوصل إليه مع فرنسا في مقابل الاعتراف بمجلسنا في قمة لندن كممثل شرعي لليبيا، لقد فوّضنا الأخ محمود لتوقيع هذه الاتفاقية التي خصّصت 35٪ من إجمالي النفط الخام للفرنسيين في مقابل الدعم الكامل والمستمر لمجلسنا”. وفقًا لـ”لبيريسيون”، تم توجيه الرسالة إلى مكتب أمير قط، مع نسخة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
3 – ساركوزي، القلق بشأن نفوذ الإسلاميين، وطالب بتقييم هذه المسألة.
4 – القوات الفرنسية الخاصة درّبت المتمردين.
5- رجال الأعمال الفرنسيون: لصوص “إنسانيون”.
6- بيرنارد هنري ليفي كممثل تجاري لساركوزي.
7- سيتم تنفيذ قتل القذافي دون محاكمة
8- ساركوزي يريد عقودا للشركات الفرنسية.
9- يطالب الفرنسيون بـ35٪ من العقود الليبية ويدفعون إلى تقسيم البلاد.
أرسل بلومنتال إلى هيلاري كلينتون في 3 أفريل 2011 مقالاً من صحيفة “دايلي بيست” يهدئ الروابط بين ساركوزي والمثقفين بسؤاله عما إذا كان الرئيس رجل دولة أم مجنونا؟ يقول في رسالته:
في 18 أفريل، كتب بيرنارد هنري ليفي في صحيفة لوموند: “شاهد هنا، عائدًا من رحلة أخرى إلى بنغازي، الأسباب التي أعطتني الأمل. ليست كلمة عن أي وجود جهادي، مجرد الإعجاب بـ”صناديق المسدسات المخبأة تحت صناديق من عبوات الحليب المجفف؛ أربعة قتلى، دبابة RPG7. ميلان موجه بواسطة سلك وسرقت قاذفة صواريخ جو أرض من إحدى مروحيات القذافي وغرست لتجهيز شاحنة بيك آب”.
في 19 أفريل 2011 ، يتحدث بلومنتال عن وصول المستشارين العسكريين البريطانيين، ما سيسمح لفرنسا وبريطانيا بالاستفادة من معلومات أفضل. لكن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قلق من أن الفرنسيين أو البريطانيين لا يرغبون في تقديم الدعم الكافي لإحداث فرق. ويضيف: الليبيون “يشعرون بالمرارة تجاه الموقف الفرنسي …”
إن الخطة التي كانت فرنسا ستدعمها لتقسيم ليبيا لم تقنع هيلاري كلينتون بالكامل، وقالت لفريقها: “يبدو أنها لا تبدو جديرة بالمصداقية مما أعرفه: مزيد من المعلومات”.