-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد يوم من تصريحه

هذا هو موقف الجزائر من اعتراف ماكرون بإعدام الشهيد بومنجل

الشروق أونلاين
  • 6843
  • 13
هذا هو موقف الجزائر من اعتراف ماكرون بإعدام الشهيد بومنجل
أرشيف

سجلت الجزائر بارتياح إعلان الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، عن قراره تكريم الشهيد علي بومنجل، واعترافه بمقتله ونفي انتحاره بعد أن ألقي عليه القبض في الجزائر سنة 1957 ويسجن سرا و تعرض لشتى أنواع التعذيب الذي أفضى إلى استشهاده.

وأشارت الى أن الرئيس الفرنسي الذي قرر تكريم أسرة الشهيد باستقبال أحفاده في قصر الالیزيه، حسب ماورد في التلفزيون العمومي، يسجل مبادرة طيبة تدخل في إطار النوايا الحسنة والرغبة الحقيقية في تكثيف الحوار بين الجزائر وفرنسا بخصوص الحقبة الاستعمارية في الجزائر، وهذا ما ألح عليه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة، حيث شدد على أن ملف الذاكرة ملف حساس يتطلب حوارا بدون خلفیات، حتى يتسنى البحث عن سبل دفع التعاون الجزائري الفرنسي دفعا صحيحا في إطار المصالح المشتركة بين البلدين.

رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان قد أكد على أن تناول قضايا الذاكرة لا يعني إطلاقا محو التاريخ الأليم الذي لازالت مخلفاته بادية على جسم الجزائر.

موقف الرئيس الفرنسي كان له الوقع الحسن في نفوس الجزائريين، وستتبعه، حسب بيان الرئاسة الفرنسية، مواقف تسير في سياق ما أسماه الرئيس ماكرون به “تهدة الذاكرة”، كما من شأنه أن يفتح آفاقا لحوار سيكون بلا شك بناءً ويحقق ما هو مرجو للمستقبل.

وإن كان على الماضي، فمكانته في الجزائر كبيرة ولكنه بدون شك لا يحجب بزوغ المستقبل الذي تسعى الجزائر إلى بنائه بكل سيادة وبالتعاون مع كل من له نية في ذلك.

ومن خلال مبادرة كهذه، يمكن للجزائر وفرنسا أن تتقدم للأمام في كنف علاقات مستقرة وهادئة، مصالحة حقيقية وتعاون متعدد الأشكال.

ماكرون يعترف.. الشهيد علي بومنجل قتل ولم ينتحر

أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون اعترف الثلاثاء 3 مارس الجاري، بأن الشهيد علي بومنجل “تعرض للتعذيب والقتل” على أيدي الجيش الفرنسي خلال الثورة التحريرية، وأنه لم ينتحر كما حاولت باريس التغطية على الجريمة في حينها.

وجاء في البيان أن بومنجل “اعتقله الجيش الفرنسي في خضم معركة الجزائر ووُضع في الحبس الانفرادي وتعرض للتعذيب ثم قُتل في 23 مارس 1957″.

وحسب البيان، فإن الرئيس ماكرون أدلى بنفسه بهذا الاعتراف “باسم فرنسا” وأمام أحفاد بومنجل الذين استقبلهم الثلاثاء، وذلك في إطار مبادرات أوصى بها المؤرخ بنجامان ستورا في تقريره حول ذاكرة الاستعمار.

علي بومنجل.. المحامي الثائر

والشهيد علي بومنجل من مواليد 24 ماي 1919 في غليزان، عذب و أعدم من طرف مظليي بول أوسارس يوم 23 مارس 1957 بالأبيار بالعاصمة.

وكانت هذه الخطوة ضمن توصيات تقرير بناجامان ستورا الأخير حول الذاكرة والذي ورد فيه، إنه يقترح “اعتراف فرنسا باغتيال المحامي علي بومنجل، صديق رينيه كابيتانت والزعيم السياسي للقومية الجزائرية، الذي قُتل خلال معركة الجزائر في عام 1957، وهي مبادرة ستتبع إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن موريس أودين في سبتمبر 2018″.

وتعدّدت أشكال وأساليب الشهيد المحامي علي بومنجل في النضال، حيث كان عضواً في حركة «أحباب البيان والحرية في أفريل 1944»، ومحرراً في جريدة «المساواة». وبعد الحرب العالمية الثانية انخرط في الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري في سنة 1946، ثم واصل نضاله السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني.
علي بومنجل

وقبل أشهر كتب بنجامان ستورا بمناسبة وفاة مليكة بومنجل، زوجة الشهيد علي بومنجل،عن هذا البطل، الذي حاول الاحتلال الفرنسي البغيض، تضليل الرأي العام من خلال الإيهام بأنه انتحر، في حين أنه تم تعذيبه ثم اغتياله، تماما كما حصل مع الشهيد البطل، العربي بن مهيدي، من قبل المظليين الفرنسيين.

يصف ستورا بومنجل بأنه “رجل ذو شجاعة استثنائية”، ويقول إنه “احتجز في الحبس الانفرادي، وتعرض للتعذيب لمدة 43 يومًا، ولم يتكلم. كان ذلك خلال “معركة الجزائر” الرهيبة في فبراير ومارس 1957. وتوفي تحت التعذيب في 23 مارس 1957. ودفن تحت إشراف المظليين الفرنسيين، واستغرقت دفنه ربع ساعة، في تحد للعادات الإسلامية، وكان ذلك بتاريخ 26 مارس 1957، في مقبرة سيدي محمد في بلكور” بالعاصمة.

المؤرخ الفرنسي وفي مساهمة له عبر صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، قال إن بومنجل هو “عالم الالتزامات والرغبات في التحول، التي تحملها النخبة الجزائرية”، وهو “رجل قناعات يحمل ثقافة عظيمة ومنفتحة وسخية، مستمدة من مصادر العقلانية الفرنسية والتنوير الذي حمله الإسلام”.

وبرأي ستورا فإن علي بومنجل متشبع بروح “الثورة على النظام الاستعماري، ليس لتدمير كل ما هو موجود، ولكن لتعزيز ولادة جديدة لبلاده”. ويصف المؤرخ الفرنسي عائلة بومنجل بأنها “غنية بالمواهب، غارقة في المعارك السياسية والسفر والأدب والثقافة”، وهي المعلومات التي قال إنه استقاها من كتاب زوجته مليكة رحال.

ستورا: علي بومنجل كان هدفا للمظليين الفرنسيين

تم رصد علي بومنجل من قبل الإدارة الاستعمارية، يضيف ستورا، على أنه “عنصر خطير”، بسبب مشاركته في الأنشطة السرية للوطنيين الجزائريين خلال الحرب العالمية الثانية، وقد انضم إلى حركة أحباب البيان والحرية (AML) ، قبل أن ينضم إلى الحزب الذي أسسه فرحات عباس عام 1946، الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA).

ستورا وصف أيضا بومنجل بـ”البراغماتي الذي يسعى إلى الأفضل في كل من التيارات المتنازع عليها، وأحيانًا دون أسباب وجيهة، داخل الحركة الوطنية الجزائرية.. لا يظهر شغفه إلا عندما تتجلى رؤيته العنيدة لجزائر حرة حقًا. قبل اندلاع حرب الاستقلال، كان من القلائل الذين تمتعوا بثقة التيارات الجزائرية، المنقسمة في مواجهة اندلاع انتفاضة نوفمبر 1954 التي فجرتها جبهة التحرير الوطني”.

ويعتبر المؤرخ الفرنسي بومنجل بأنه “أحد أكثر القادة السياسيين استماعًا. وهذا هو السبب الذي جعل المظليين الفرنسيين مهتمين به بسرعة، باعتباره رأس التفكير المحتمل لجبهة التحرير الوطني، وسعى بكل الوسائل إلى جعله يتحدث”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • عجيلي إسماعيل

    يقول العلامة بن باديس والله لوقالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ماقلتها
    أف لكم و لفرنسا

  • حبيب الرحمن جميل الرحمن

    سبحان الله وبحمده

  • خالد

    يدرا ماهي المساومة والتنازل المقدم

  • احمد

    هذا من تقرير ستورا.
    لم نشاهد تقرير شيخي

  • مولود

    لم اسمع بهذا من قبل ( ان انسان يتوسل الى انسان اخر لي يعتذر منه) الاعتذار يئتي من الظالم بدون ان يطلب منه اما ان كان بالتوسل .....فالكم ان تجدوا له اسم اخر

  • WAHRANI

    لازم على فرنسا ان تعترف بكل جراءمها التي كانت في حق الشعب الجزاءري الدي احتلته من سنة 1830 الى سنة 1962 .
    ولازم على الجزاءر ان تقول لنا الحقيقة الكاملة في معاهدة افيان من حقنا ان نعرف هده التكتمات على تاريخ اباءنا واجدادنا .

  • L h

    لماذا لم يعترفوا بتعذيب العربي بن مهيدي

  • مردا

    هذا الاعتراف المتأخر في قضية قتل الشهيد بومنجل (رحمه الله)يدل على وجود كل الادلة و الوثائق عن جرائم فرنسا لكنهم يخفونها و يستعملونها من أجل ابتزازنا,
    فلماذا التعتيم و الكذب منذ سنين على الشعبين الفرنسي و الجزائري في ما يخص كل الجرائم الاخرى للاحتلال الفرنسي في الجزائر منذ 1830؟
    لكن المصيبة في الدولة الجزائرية التي تتساهل في الموضوع تحت عدت أسباب واهية

  • كلمة انصاف

    كم من جزائري قتل على اياديكم البربرية الهمجية?!
    كم من طفل يتم على اياديكم?!
    كم من امراة رملت على ايادكم?!
    كم من بريئ نفي تحت حكمكم الظالم?!
    كم من بيت دمر?!
    كم من ثروات سرقت?!
    كم من احزان ورثتم لاجيال?!
    كم هي اعداد اكاذيبكم نفاقكم حقدكم?!
    كم من دمعة سالت بسببكم?!
    كل نفس ذائقة الموت و ستوفون اعمالكم.

  • يمينة بن احمد عيسى

    و ما المحير في ذلك ؟نحن نعلم علم اليقين انه قتل منذ ان قتل و لم يتغير شيء ؟هل تريدون ان نعترف بان فرنسا حررتنا كما تدعي و انها تمجد استعمارها للجزائر و توثق ذلك في قوانينها و دساتيرها ؟

  • خليل إ براهيم

    ذر الرماد في العيون.و 1500000 شهيدا و فبلهم منذ تدنيس فرنسا للأرض الجزائر.ية

  • عبد الرحمن

    أختصار مليون شهيد بشهيد واحد و بدون اعتذار و محاكمه للقتله هو نصب و احتيال بل استخفاف بحق كل الجزائريين

  • Aloborto

    رحم الله الشهداء وتقبلهم في عليين