-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذه‮ ‬ثمار‮ ‬الاستعمار‮ ‬الأمريكي …. أفغانستان‮ ‬مثالا

صالح عوض
  • 8211
  • 0
هذه‮ ‬ثمار‮ ‬الاستعمار‮ ‬الأمريكي  …. أفغانستان‮ ‬مثالا

قبل ما يقارب سبع سنوات كانت الدعاية الأمريكية تروج لضرورة إخراج الشعب الأفغاني من الجوع والتخلف، كانت كل وسائل الإعلام يومها تنقل صورا للبؤساء الأفغان.. وبعد أن احتلت قوات الحلفاء بقيادة أمريكا البلاد عرضت وسائل الإعلام الأمريكي والغربي على الناس صورا لمحلات الكوافير الخاصة بالنساء ولجمعيات نسوية تطالب بالمساواة مع الرجال وبصبية وشبان يحلقون رؤوسهم على طريقة المارينز.. ولعل واحدا أو أكثر فتح مطعما ليقدم وجبات الهامبورجر.

  • الآن وبعد سنوات سبع عجاف يبلغ عدد المهددين بالموت جوعا أكثر من أربعة ملايين أفغاني ومثلهم يعيش تحت خط الجوع والفقر المدقع.. أما القتلى والتدمير فحدث ولاحرج.. ومن حين لآخر تقوم طائرات الناتو بقصف الآمنين أينما رصدت لهم تجمعا كما حصل قبل فترة بخصوص عرس أفغاني.. الأمر الذي لم يستطع الرئيس الأفغاني الصمت عليه رغم كل ما قدمه ويقدمه للاحتلال من شرعية.. الآن الشعب الأفغاني مهدد بالخروج من أرضه ودياره باحثا عن لقمة الخبز.. وذلك بعد أن دمر الأمريكان كل مقومات الحياة. 
  • الضربات العنيفة التي وجهت للأفغان أصابت الطفولة والمجتمع بما يشبه الموت السريري.. فمئات آلاف الأطفال الذين شردتهم الحرب وأفقدتهم معيليهم وحرمتهم من المدارس تراهم يتجولون في الشوارع متسولين أو متحولين إلى منحرفين يمتهنون السرقة.. وفي ظل غياب أي اهتمام من قبل المستعمر الأمريكي، الا فيما يخص قواته والوضع الأمني المباشر يلقي المجتمع بأفواج من المتسولين إلى الشوارع وقد تعطلت مناح كثيرة في الحياة على مستوى التعليم الابتدائي والجامعي كما على صعيد المستشفيات والعلاج.
  • أما على الصعيد الاقتصادي التجاري والصناعي فالأمور بائسة للغاية وكل شيء متجمد وقد دمرت البنى التحتية المتواضعة لمشاريع تنمية محدودة، ولا فرصة الا للتهريب من دول الجوار في وجود حكومة عميلة لا تستطيع بسط سيادتها خارج كابول. 
  • أفغانستان تعيش كارثة حقيقية اليوم وقد أرادها المستعمرون الأمريكان مكان تفريخ للعنف وتصدير للتطرف السرطاني يهددون بالمتخرجين منها استقرار الدول العربية والإسلامية.. وتشرف الأجهزة الأمريكية منذ عشرات السنين على مصانع تفريخ للعنف والقتل وكانت أفغانستان البلد النموذجي لتوالد العنف المسلح. 
  • لقد أدخل الأمريكان أفغانستان في كهوف التاريخ الغابر وليس من احتمالات لكي تنعتق أفغانستان من شروط التخلف التي فرضتها القوات الغربية عليها، إلا أن التحول الجزئي في باكستان والتحولات الإقليمية ستسهم في تخفيف القبضة الأمريكية عن أفغانستان رغم كل التصريحات المغايرة التي تنطلق من البيت الأبيض.. انه النموذج المثالي لبركات الاستعمار والديمقراطية والحرية على الطريقة الأمريكية.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!