-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جاهزية التعداد تفرض قوة الانطلاقة في "الكان"

هذه أبرز أسلحة بلماضي لتجاوز فخ أنغولا بسلام

صالح سعودي / طارق. ب / ع. ع / ب. ع
  • 4321
  • 0
هذه أبرز أسلحة بلماضي لتجاوز فخ أنغولا بسلام

يستهل المنتخب الوطني غمار نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار على وقع الامتحان الهام الذي ينتظره في جولة الافتتاح أمام منتخب أنغولا، وسط إصرار كبير على تجاوز هذه العقبة بنجاح، من خلال تحقيق فوز يجمع بين الإقناع والاقتصاد في الجهد لمواجهة التأكيد في المحطات المتبقية من دور المجموعات، في الوقت الذي يكون الناخب الوطني جمال بلماضي قد ضبط الخيارات التي تتماشى مع متطلبات وأهمية أول مباريات “الخضر” في “الكان”.

توحي أغلب المعطيات بأن المنتخب الوطني عازم على خوض مباراة أنغولا من موقع قوة، خاصة في ظل الأجواء المعنوية السائدة، وكذلك الظروف التي ميزت التربص الذي أقيم في العاصمة الطوغولية لومي وتخللته مباراتان وديتان أمام الطوغو وبورندي، حيث ضرب الهجوم بقوة (7 أهداف في المجموع)، وبقي الدفاع صامدا دون أن يتلقى أي هدف، وهي عوامل مهمة من الناحية الفنية والنفسية، ولو أن الطابع الرسمي لمباراة أنغولا يتطلب التعامل معها بكثير من الجدية والواقعية، خاصة وأنها تعد أول اختبار للعناصر الوطنية في هذه المنافسة، ما يتطلب توظيف الإمكانات المتاحة للظفر بالنقاط الثلاث التي من شأنها أن تفتح الشهية لمواصلة المشوار بنجاح لتعبيد طريق كسب تأشيرة المرور إلى الدور الثاني بأريحية بعيدا عن لغة الحسابات أو المفاجآت غير المنتظرة، خصوصا وأن رفقاء محرز سيكونون في الجولة الثانية على موعد مع المنافس المباشر في المجموعة وهو منتخب بوركينافاسو على أن يواجهوا منتخب موريتانيا في الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الرابعة.

ويظهر أن المدرب جمال بلماضي قد قرأ جميع حساباته لوضع لاعبيه في الصورة، مثلما يكون قد ضبط أسلحته الفنية لتجاوز فخ منتخب أنغولا بسلام، وفي مقدمة ذلك الحسم في التشكيلة الأساسية التي تخوض هذه المباراة في ملعب السلام ببواكي الايفوارية، حيث يجمع الكثير بأن الأسماء المعول عليها قد اتضحت بنسبة كبيرة على ضوء وديتي الطوغو وبورندي، وكذلك بناء على جاهزية العناصر المعول عليها، والتي تجمع بين عاملي الخبرة ومستوى اللياقة التنافسية على ضوء حضورهم في المباريات الرسمية الأخيرة مع أنديتهم في مختلف البطولات التي ينشطون فيها. وبخصوص حراسة المرمى فإن الكفة تميل مبدئيا إلى الحارس ماندريا الذي كسب ثقة الناخب الوطني جمال بلماضي في مختلف المباريات الأخيرة، ولو أن عامل المفاجأة يبقى واردا في ظل تواجد صاحب الخبرة رايس مبولحي في التعداد، وهو الذي يعول على العودة إلى الواجهة لتسخير خبرته في خدمة “الخضر” رغم تقدمه في السن (38 سنة)، في الوقت الذي اتضحت عديد الأسماء التي بصمت على حضورها المنتظم مع “الخضر”، في صورة عطال وبن سبعيني وماندي وآيت نوري، والكلام ينطبق على العائد بن ناصر، وكذلك زميله بن طالب الذي قد يسجل تواجده، شأنه في ذلك شأن زروقي وفغولي ووناس وبوداوي، مثلما يتوفر بلماضي على خيارات مهمة في الهجوم بقيادة محرز والعائد بلايلي وكذلك بونجاح والهداف سليماني، مع إسقاط ورقة اللاعب عمورة الغائب بداعي العقوبة.

وإذا كانت العديد من العوامل تصب في خدمة المنتخب الوطني لقول كلمته، وفي مقدمة ذلك جاهزية جميع اللاعبين، وغياب لعنة الإصابات، إضافة إلى الأجواء المريحة داخل المجموعة والإمكانات المسخرة من طرف رئيس الفاف وبيد صادي، فإن تشكيلة المدرب بلماضي ستكون أمام حتمية تجاوز عقبة أنغولا منذ البداية حتى تضمن قوة الانطلاقة وتواصل مسيرة “الكان” من موقع جيد، ما يحتم على العناصر الوطنية التحلي بالصلابة الدفاعية والنجاعة الهجومية التي تبقى المفتاح لحسم النقاط الثلاث دون ترك مجال المناورة أمام منافس يسعى في كل الأحوال إلى إحداث المفاجأة بلعب ورقة الهجمات المعاكسة والاندفاع البدني وكذلك التكيف مع مختلف مصاعب القارة السمراء مثل الحرارة والرطوبة وغيرها من العوامل التي كثيرا ما تشكل متاعب بالجملة لـ”الخضر” وبقية منتخبات شمال إفريقيا.

بلماضي احتفط بـ12 لاعبا شاركوا في دورة 2019 بمصر
بنصف تعداد دورة الكامرون.. المنتخب الجزائري يريد التأكيد في كوت ديفوار

احتفظ الناخب الوطني جمال بلماضي بـ 26 لاعبا للمشاركة في هذه النسخة الرابعة والثلاثين من العرس الإفريقي، بعد انسحاب أمين غويري بسبب الإصابة، حيث شارك أكثر من نصف هذا التعداد مع التشكيلة التي شاركت في دورة الكاميرون عام 2022.

بالمقابل، سيسجل ما لا يقل عن 9 لاعبين لأول مرة مشاركتهم في المرحلة النهائية من كأس إفريقيا للأمم، وهو رقم أقل مقارنة بالنسخة الأخيرة حيث كان هناك 13 لاعبا. ويتعلق الأمر بكل من: حارسي المرمى أنطوني ماندريا (كان-فرنسا) وأسامة بن بوط (اتحاد الجزائر)، والمدافعين ياسر العروسي (نادي شيفيلد يونايتد-إنجلترا)، كيفن غيتون (إف سي ميتز-فرنسا)، ريان آيت نوري (ولفرهامبتون-إنجلترا)، أحمد توبة (ليتشي-إيطاليا) وزين الدين بلعيد (اتحاد الجزائر)، ولاعبي الوسط حسام عوار (روما-إيطاليا) وفارس شعيبي آينتراخت فرانكفورت-ألمانيا)، مقتنعا بوزن وثقل الأسماء القديمة في المغامرة الإفريقية، احتفظ بلماضي بـ12 لاعبا من الذين شاركوا في دورة 2019 بمصر، في طريقة منه لإعادة البناء على قواعد صلبة أثبتت قوتها في السابق القريب.

وعليه ستكون الفرصة سانحة أمام أرمادة من الكوادر يتقدمهم رايس مبولحي (شباب بلوزداد)، عيسى ماندي (فياريال – إسبانيا)، رامي بن سبعيني (بوروسيا دورتموند – ألمانيا)، يوسف عطال (نادي نيس – فرنسا)، إسماعيل بن ناصر (ميلان – إيطاليا)، سفيان فيغولي (كاراغومروك التركي)، هشام بوداوي (أو جي سي نيس- فرنسا)، آدم وناس (ليل – فرنسا)، رياض محرز (أهلي جدة – السعودية)، إسلام سليماني (كوريتيبا -البرازيل)، بغداد بونجاح (السد القطري)، ويوسف بلايلي (مولودية الجزائر) لدخول التاريخ من بابه الواسع.

ويوقع لاعب خط الوسط، المخضرم، نبيل بن طالب (ليل-فرنسا)، عودته إلى المنافسة الإفريقية، بعد أن غاب عليها في النسختين الأخيرتين عامي 2019 و2022، وهو أحد اللاعبين الذين شاركوا في دورتي 2015 و2017.

تركيبة المجموعات الست:

المجموعة الأولى: كوت ديفوار، نيجيريا، غينيا الاستوائية، غينيا بيساو

المجموعة الثانية: مصر، غانا، الرأس الأخضر، الموزمبيق

المجموعة الثالثة: السنغال، الكامرون، غينيا، غامبيا

المجموعة الرابعة: الجزائر، بوركينافاسو، موريتانيا، أنغولا

المجموعة الخامسة: تونس، مالي، جنوب إفريقيا، ناميبيا

المجموعة السادسة: المغرب، جمهورية الكونغو الديمقراطية، زامبيا، تنزانيا

ملاحظة: يتأهل للدور ثمن النهائي متصدر ووصيف كل مجموعة بالإضافة إلى أفضل

أربعة منتخبات من أصحاب المراتب الثالثة.

مشوار “الخضر” في 19 مرحلة نهائية

مشوار المنتخب الجزائري لكرة القدم خلال 19 مرحلة نهائية لكأس إفريقيا للأمم، شارك فيها قبل الطبعة الـ 34 للمنافسة التي تحتضنها حاليا كوت ديفوار:

سنة البلد        ل ف ت خ له عليه الترتيب

1968 (إثيوبيا)        3 1 0 2 5 6 الدور الأول

1980 (نيجيريا)      5 3 1 1 6 7 المركز الثاني

1982 (ليبيا) 5 2 1 2 5 6 المركز الرابع

1984 (كوت ديفوار) 5 3 1 1 8 1 المركز الثالث

1986 (مصر)        3 0 1 2 2 3 الدور الأول

1988 (المغرب) 5 2 1 2 4 4     المركز الثالث

1990 (الجزائر) 5 5 0 0 13 2 بطل إفريقيا

1992 (السنغال) 2 0 1 1 1 4 الدور الأول

1996 (جنوب إفريقيا) 4 2 1 1 5 3 الدور ربع النهائي

1998 (بوركينا فاسو) 3 0 0 3 2 5 الدور الأول

2000 (غانا/نيجيريا) 4 1 2 1 5 4 الدور ربع النهائي

2002 (مالي) 3 0 1 2 2 5 الدور الأول

2004 (تونس) 4 1 1 2 5 7 الدور ربع النهائي

2010 (أنغولا) 6 2 1 3 6 10 المركز الرابع

2013 (جنوب إفريقيا) 3 0 1 2 2 5 الدور الأول

2015 (غينيا الاستوائية) 4 2 0 2 6 5 الدور ربع النهائي

2017 (الغابون) 3 0 2 1 5 6 الدور الأول)

2019 (مصر) 7 7 0 0 13 2 بطل إفريقيا

2022 (الكاميرون)   3 0 1 2 11 4 الدور الأول

المجموع: 77 31 16 30 96 89

بن طالب وشايبي قد يخلفان قديورة وفغولي
بلماضي قد يستعين بتشكيلة 2019 خلال المواجهة

ترسمت التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني الجزائر في ذهن الناخب الوطني حمال بلماضي، خلال لقاء اليوم أمام المنتخب الأنغولي، على ملعب السلام ببواكي، حيث تشير كل المعطيات بالاعتماد على التشكيلة التي حازت كأس إفريقيا 2019 بمصر، مع تغييرات طفيفة فقط.

ومن المنتظر، أن يكون أنتوني ماندريا الحارس الأساسي للخضر، وهو الذي استحق مكانته منذ توليها، بتقديمه مباريات كبيرة، جعلت الناخب الوطني يضع ثقته الكاملة في حارس “كان” الفرنسي، خلفا للحارس التاريخي للخضر رايس وهاب مبولحي، الذي شارك في كل النسخ كأساسي منذ 2013.

وسيشهد الخط الخلفي تغييرا وحدا فقط مقارنة بـ2019، بدخول بن سبعيني مكان بلعمري في خط الدفاع، وتواجد ايت نوري على الرواق الأيسر، وهو الرباعي الذي شارك في كل اللقاءات الأخيرة للخضر، وأبان عن تجانس كبير، خاصة ثنائي الدفاع رامي بن سبعيني وعيسى ماندي، الذي استعاد مستواه بعد الإصابة التي تعرض لها سابقا رفقة الخضر، وهو ما أراح الناخب الوطني باعتباره قطعة أساسية في التشكيلة.

أما في وسط الميدان، فالخيارات ستكون كثيرة للناخب الوطني جمال بلماضي، بالنظر لقيمة اللاعبين الموجودة، وإمكانياتهم الكبيرة، حيث تشير كل المعطيات بتواجد نبيل بن طالب في الاسترجاع معوضا عدلان قديورة، رفقة اسماعيل بن ناصر الذي ابان عن جاهزية كبيرة بدنيا وفنيا خلال اللقاءين الوديين، فيما تميل الكفة في صالح فارس شايبي على فغولي وزروقي وحسام عوار، بالنظر للثقة الكاملة التي يضعها الناخب الوطني في نجم انتراخت فرانكفورت، والاعتماد الدائم عليه منذ التحاقه بالخضر، وكذلك مشاركته في اللقاء الودي الأخير أمام البورندي كأساسي.

وفي ما يخص الشق الهجومي، فالتصريحات الأخيرة لجمال بلماضي حول التجانس والتفاهم الذي أبان عته ثلاثي المقدمة بقيادة بونجاح، محرز ويوسف بلايلي، وضع كل التكهنات تصب في مصلحة الثلاثي للتواجد في التشكيلة الأساسية، بسبب غياب أمين عمورة بسبب العقوبة، غير أن الناخب الوطني قد يكون له كلام اخر حول التشكيلة التي ستدخل المواجهة، خاصة مع تواجد أسماء بقيمة ادم وناس وسليماني القادران على التواجد في التشكيلة الأساسية لنهار اليوم.

يفتتحون المنافسة الإثنين أمام أنغولا بداية من التاسعة ليلا
“الخضر”.. لنسيان “خيبة” كأس إفريقيا 2022 بالكاميرون

يبدأ الخضر، مساء الإثنين، مغامرته الإفريقية بمناسبة المواجهة الأولى له في كأس إفريقيا للأمم-2023 بكوت ديفوار، والتي سيتحدى فيها منتخب أنغولا بملعب السلام ببواكي بداية من الساعة التاسعة بتوقيت الجزائر، لحساب مقابلات المجموعة الرابعة.

وبعد مرور سنتين من الإخفاق المر والمؤلم للتشكيلة الوطنية في الدورة السابقة بالكاميرون، حيث خرج فيها “الخضر” من الدور الأول، سيكون أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي حريصين كل الحرص على تسجيل انطلاقة موفقة أمام منتخب أنغولي يحتل المركز الـ117 في ترتيب الفيفا الأخير والباحث هو الآخر على تحقيق المفاجأة أمام حامل لقب طبعة 2019.

ومن اجل هذا، حرص الناخب الوطني جمال بلماضي على تذكير العناصر الوطنية في كل مرة على أهمية تحقيق انطلاقة جيدة في منافسات الطبعة الـ34 من العرس القاري، من اجل محو آثار “خيبة” 2022 بالكاميرون والتي كانت بدايتها من التعادل المفاجئ والمفجع أمام تشكيلة سيراليون بدوالا، نتيجة كان لها تأثير كبير على مشوار المجموعة وعجلت بخروج حامل اللقب من الدورة.

وبعد المعسكر التدريبي لرفاق القائد رياض محرز بمدينة لومي بالطوغو، لمدة عشرة أيام، الذي تخللته مقابلتين وديتين فازا بها على التوالي أمام كل من المنتخب الطوغولي للمحليين بنتيجة (3-0) ومنتخب بوروندي بنتيجة (4-0)، ستبدأ اليوم الأمور الجدية للمنتخب الوطني العازم على قطع خطوة أولى ناجحة يعبد بها طريقه في بقية المشوار.

وأمام أنغولا، سيتعين على المنتخب الوطني الجزائري، الراغب في العودة إلى واجهة المشهد الكروي الإفريقي، تأكيد استفاقته التي تعكسها بوضوح سلسلة نتائجه الإيجابية خلال عام 2023، واهم من ذلك تحقيق فوز مقنع يفتح به الشهية ويعبد به الطريق نحو التأهل للدور ربع النهائي.

وبخصوص التشكيلة التي تخوض أول مقابلة في “كان” كوت ديفوار، وباستثناء الغياب القسري للمهاجم محمد الأمين عمورة بسبب تراكم البطاقات، فإن الناخب الوطني سيكون متوفرا على كل تعداد تشكيلته والخيارات أمامه ستكون كثيرة في تحديد قائمة الـ11 لاعبا التي تكون معالمها قد اتضحت له بشكل كبير بعد تربص لومي.

وقام الناخب الوطني بوضع الرتوشات الأخيرة على الخطة الفنية التي سيعتمدها في المواجهة الأولى أمام انغولا، خلال الحصة التدريبية الأخيرة التي أجريت أمس على أرضية ملعب الثانوية الكلاسيكية ببواكي.

والأكيد أن رفاق متوسط نادي فيينورد روتردام الهولندي، رامز زروقي، باتوا جاهزين أكثر من أي وقت مضى لخوض غمار المنافسة القارية في جو أخوي تغمره روح المجموعة العازمة على تقديم دور أول جيد ضمن مجموعة تبدو منطقيا في متناولهم.

من جهته، وبعد غيابه عن الطبعة السابقة بالكاميرون، يسجل منتخب انغولا عودته لنهائيات المنافسة القارية وكله عزم على لعب حظوظه كاملة مثل ما حرص على تأكيده عناصر الفريق في التصريحات التي أدلوا بها في المنطقة المختلطة.

ومعتمدا على صلابته الدفاعية التي يعكسها بوضوح تلقيه لهدف واحد فقط خلال المقابلات العشر الأخيرة التي لعبها، سيسعى منتخب انغولا الذي أجرى هو الآخر تربصا إعداديا بدبي، لعب خلاله مقابلتين أمام كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية (0-0) والبحرين (3-0)، إلى الخروج بأقل الأضرار الممكنة من مواجهة الجزائر.

مرشح آخر سيدخل مغامرة البحث عن التاج الإفريقي
مواجهة الجزائر أمام أنغولا تحت مجهر المراقبين والفضوليين

بعد مشاهدة البلد المنظم كوت ديفوار، ومن بعده نيجيريا ومصر وغانا، ضمن الفرق الثقيلة التي باشرت مغامرتها القارية، ينتظر متابعو البطولة الإفريقية بشغف وترقب وفضول، وجه الخضر أمام منتخب أنغولا، بعد أن تميز أداءهم في السنتين الأخيرتين بالتذبذب، وربما بالنزول، وحتى المباريات الودية التي لعبوها لم تكشف عن حقيقتهم، حيث فازوا في السينغال على بطل القارة، وتعادلوا أمام مصر التي لعبت بناقص لاعب وسيطرت على المباراة، وفي المباراتين الأخيرتين في طوغو حوّلوهما من مباراتين وديتين إلى تطبيقيتين، لا يمكن إطلاقا الحكم فيها على المنتخب الجزائري، الذي بدا أشبه باللغز الذي ستفك شفراته من أول مباراة أمام منتخب، ليس بالضعيف، وأيضا ليس بالقوي، ولا يمكن أن نضعه ضمن المرشحين لا للقب ولا لبلوغ الدور الثاني.

يختلف المتابعون في رسم التشكيلة التي سيدخل بها جمال بلماضي مباراة أنغولا،خاصة في خطي الوسط والهجوم، ما بين الاختلاف حول اسم شريك بن طالب وبن ناصر في الوسط فيطرحون أسماء فيغولي وزروقي وشعيبي، وما بين شريكي محرز في خط الهجوم ما بين الثنائيين وناس وسليماني أو بونجاح وبلايلي، ولكنهم جميعا يدركون أن كل إسم سيقذف ما في جعبته من إرادة ومن فنيات ومن إمكانيات وخبرة، لأن مباراة السهرة بالرغم من أنها مفتاح الدورة، إلا أنها مجرد خطوة واحدة في مشوار، قد يمتد إلى سبع خطوات تزداد صعوبة وتعقيد مع مرور المباريات. ولاحظنا في المباريات الفائتة في اليومين الأولين من البطولة، الكثير من المؤشرات التي تصب في كون البطولة، قد تتحول إلى حروب تكتيكية ومباريات قتالية في منتهى الإثارة، ولن يكون فيها الانتصار إلا لمن يريده، وجهز نفسه جيدا لأجل تحقيقه.

هناك بعض الاطمئنان من الجمهور الكروي على خط الدفاع، بقيادة الحارس ماندريا على الأقل أمام أنغولا المسالم هجوميا، خاصة أن المواجهة ستلعب أمام منافس ليس من هواة صنع اللعب، وقد لا يشكل طوال المباراة أكثر من ثلاث أو أربع فرص، وستكون الأنظار على خط الوسط، ليس في مساعدة رباعي الدفاع المعروف، وإنما في صنع الفارق على طريقة منتخب كوت ديفوار الذي سيّر مواجهته أمام غينيا بيساو، كما أراد فسجل في بداية الشوط الأول، وأجهد منافسه، ثم أضاف لنفسه هدفا ثانيا في بداية الشوط الثاني، وبدا بعد ذلك في فترة راحة، يفكرفي مباراته القادمة أمام نيجيريا، وربما في الأدوار المتقدمة من البطولة، حيث خرج من المباراة الأولى كيسيي وفوفانا وبوغا، وكأنهم لم يبذلوا أي جهد، وهو ما يضع جمال بلماضي أمام حتمية صنع الفارق في الشوط الأول، لأجل التفكير في بوركينا فاسو، الذي ستتفوق عليها التشكيلة الجزائرية بيوم راحة إضافي، قبل مواجهتهما التي يقال عنها بأنها من أجل تسيّد المجموعة.

كل اللاعبين الذين تحدثوا في الفترة الأخيرة، ذكروا اللقب والإرادة التي سيلعبون بها من أجل الفوز، ومنهم كثيرون تحدثوا عن التحدي والثأر من مباريات ودورات سابقة، في صوة عمورة وعطال وعوار، على أمل أن تكون الخطة الشاملة لالتهام أول منافس جاهزة، حتى لا تتزعزع الثقة، في دورة كما ستلعب فنيا وبدنيا وتكتيكيا وجماهيريا، ستلعب أيضا معنويا.

بعد مسيرة نوعية أوقفتها ركلات الترجيح أمام الكاميرون
“الخضر” في بواكي من أجل الثأر لحلم ضاع فيها قبل 40 سنة

يعود المنتخب الوطني إلى مدينة بواكي الايفوارية بذكريات تعود إلى 40 سنة كاملة، خلال نسخة “الكان” التي نشطتها بلاد ساحل العاج ربيع العام 1984، وكان المنتخب الوطني حينها واحد من ألأبرز المرشحين للتتويج باللقب القاري، بالنظر إلى أرمادة اللاعبين التي يتوفر عليها بقيادة المدرب العائد خالف محي الدين بعدما ساهم المرحوم زوبا في تأهيل “الخضر” إلى النهائيات، حيث كان بمقدور رفقاء ماجر الوصول إلى النهائي لولا تضييع قندوز ركلات الترجيح الأخيرة التي فسحت المجال لتأهل الكاميرون في نصف نهائي طويل ومثير.

تحتفظ ذاكرة المنتخب الوطني بذكريات هامة في مدينة بواكي الايفوارية، بحكم أن “الخضر” سبق لهم أن شاركوا في نسخة 84، وأدى فيها أبناء المدرب خالف محي الدين مشوارا مميزا على جميع الأصعدة، بدليل أن الهجوم الجزائري كان الأفضل بتوقيعه 8 أهداف مثلما صنع الدفاع التميز هو الأخر بتلقيه هدفا واحدا فقط في 5 مباريات متتالية. وقد كانت البداية بفوز عرض أمام مالاوي بثلاثية نظيفة وقعها كل من بويش ناصر وبلومي وفرقاني، كان ذلك يوم 5 مارس 1984. فوز فتح الشهية ومكن العناصر الوطنية من أداء مباراة كبيرة ضد برازيل افريقيا منتخب غانا، حيث عادت الكلمة لزملاء الحارس سرباح بهدفين دون رد سجلهما مناد وبن ساولة في الربع الأخير من الوقت الرسمي، فيما كانت المباراة الثالثة أمام نيجيريا استعراضية، وانتهت على وقع التعادل الأبيض، ما أثار حفيظة هيئة “الكاف” التي عاقبت كلا المنتخبين بحجة تعمد ترتيب المباراة، بشكل أعاد إلى الأذهان ما حدث ل”الخضر” في مونديال 82 بعد تعمد ترتيب لقاء ألمانيا ضد النمسا بنتيجة أهّلتهما سويا إلى الدور الثاني.

وإذا كان المنتخب الوطني قد حقق مسيرة مثالية في الدور الأول، فقد وجد في الدور نصف النهائي منافسا قويا ساهم رفقته في تشريف الكرة الإفريقية في مونديال اسبانيا 82، ويتعلق الأمر بالمنتخب الكاميروني الذي شارك بخيرة عناصره البارزة آنذاك بقيادة روجي ميلا والحراس انطوال بال وأبيقا والبقية، حيث افترق المنتخبان بعد 120 دقيقة كاملة على نتيجة التعادل الأبيض، ما تطلب اللجوء إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للأسود غير المروضة بعد أن ضيع المدافع محمود قندوز ركلته التي حرمت المنتخب الوطني من المرور إلى الدور النهائي، لينشط “الخضر” المباراة الترتيبية أمام المنتخب المصري، حيث عادت الكلمة لمحاربي الصحراء بـ 3 أهداف مقابل هدف واحد، من تسجيل ماجر وبلومي وحسين ياحي، وبذلك ثأر “الخضر” من الفراعنة عقب الإقصاء من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لوس أنجلس 84، حين اكتفى المنتخب الوطني بالتعادل في عقر الدار وخسر في لقاء العودة بالقاهرة على وقع هدف لصفر.

والمؤكد، بحسب الكثير من المتابعين فإن عودة المنتخب الوطني إلى مدينة بواكي بعد 40 سنة ستكون فرصة مهمة للثأر من الماضي واستقراء التاريخ والحرص على أداء مسيرة مميزة على جميع الأصعدة، من خلال ضمان دخول قوي في الدور الأول ثم العمل على الذهاب بعيدا في هذه النسخة، بغية التنافس على اللقب القاري أملا في تتويج جديد خارج الديار يسمح بمنح اللقب القاري الثالث للجزائر، وهو الطموح الذي يراود المدرب بلماضي ولاعبيه وفق منطق البرهنة فوق الميدان والتسيير الحسن لمسار “الخضر” في نسخة هذا العام من “الكان”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!