-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أبناء بلماضي حرصوا على خروجه من الباب الواسع

هذه أبرز إنجازات ونكسات زطشي خلال 4 سنوات في الفاف

صالح سعودي
  • 7460
  • 3
هذه أبرز إنجازات ونكسات زطشي خلال 4 سنوات في الفاف
ح.م

تأكد الرحيل الرسمي لخير الدين زطشي من رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وهذا بعد 4 سنوات كاملة حقق فيها انجازات مهمة، مثلما وقع في أخطاء ونكسات خلفت الكثير من النقد والاستياء، وفي كل الأحوال، فقد حرص لاعبو المنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي على أن يكون خروج زطشي من الباب الواسع، وهذا في احتفالية مميزة نظموها على شرفه مباشرة بعد انتهاء مباراة أول أمس ضد بوتسوانا.

بترسيم مغادرته بعد مباراة الإثنين أمام بوتسوانا، يكون قد طوى خير الدين زطشي مع مسيرته على رأس الفاف، مسيرة عرفت الكثير من الإيجابيات، وطغت عليها أيضا الكثير من الأخطاء والسلبيات، حيث لن ينسى الجزائريون التتويج الإفريقي للمنتخب الوطني في “كان 2019″، بالأراضي المصرية، بعد مشوار مميز حققه أبناء المدرب جمال بلماضي، مثلما ضمنوا تأشيرة التأهل إلى النسخة المقبلة من “الكان”، ويوجدون في موقع جيد للتفاوض مع تأشيرة التأهل إلى مونديال 2022 بقطر. وفي الوقت نفسه فقد وقع زطشي في أخطاء ونكسات كبيرة، سواء من الناحية التسييرية، أو أمور أخرى متعلقة بالجوانب الفنية، خاصة ما يتعلق بالفئات الشبانية، وكذا وضعية البطولة الوطنية التي لا تزال تعيش على وقع الكثير من الممارسات التي انعكست عليها سلبيا، مثل ترتيب المباريات وظاهرة المخدرات وتبذير الأموال وغيرها من التجاوزات التي لم يستطع زطشي وضع حد لها أو التقليل منها على الأقل، وهذا ناهيك عن فشله في الجبهة الخارجية، آخرها في المغرب خلال أشغال الجمعية العامة الانتخابية لاختيار الرئيس الجديد للكاف وممثلين في هيئات الاتحادية الإفريقية لكرة القدم والفيفا.

التتويج النوعي لـ”الكان” سيبقى في الأذهان

ومن الجوانب الإيجابية التي ستحسب لزطشي ومكتبه المسير، هو تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا نسخة 2019، وذلك في الأراضي المصرية، وهو أول تتويج من نوعه بـ”الخضر” بهذا اللقب خارج الجزائر، منذ التتويج الوحيد في ملعب 5 جويلية شهر مارس 1990، حيث حرص زطشي على توفير جميع الإمكانات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وجميع الجهات الفاعلة في البلاد، كما عرف كيف يشكل علاقة متينة مع الناخب الوطني جمال بلماضي والعناصر الوطنية، ما زاد في تعزيز روح المجموعة وحسن التواصل بين أسرة المنتخب الوطني و”الفاف”، بدليل الرد بالجميل الذي حظي به من طرف أبناء بلماضي، سهرة أول أمس، مباشرة بعد المباراة الأخيرة من تصفيات “الكان” أمام بوتسوانا، وهو تصرف حضاري يعكس إلى حد كبير محاسن الرجل ومساهمته الايجابية طيلة فترة إشراف بلماضي على محاربي الصحراء.

حوّل “الباك” إلى قبلة لتصدير المواهب وأهمل البطولة

من جانب آخر، فإن الكثير من المتتبعين أشادوا بدور زطشي في فريقه نادي بارادو الذي حوّله إلى قبلة لاحتضان المواهب الكروية من مختلف نواحي الوطن، فشكل لجانا فنية لاستقطاب أسماء مغمورة تحوّلت بمرور الوقت إلى عناصر بارزة في البطولة الوطنية، والأكثر من هذا فقد تحوّل نادي بارادو بفضل سياسة زطشي إلى أكبر فريق جزائري مصدر للاعبين إلى بطولات أوروبية وعربية مختلفة.

كما كان “الباك” في عهد زطشي بمثابة شريك حقيقي للمنتخب الوطني، وهذا بناء على الأسماء التي وجهت لها الدعوة من طرف بلماضي وحظيت بثقته، خاصة الأسماء التي اختارت عالم الاحتراف، في صورة بن سبعيني وعطال وبوداوي وغيرهم، وهو عمل مميز في فريق يجسد سياسته في صمت، إلا أنه في الوقت نفسه، فقد فشل زطشي في تطبيق سياسة فعّالة في البطولة، بل إن البعض ذهب إلى حد القول بأنه أهمل واجبه في هذا الجانب، ما جعل البطولة تنشط على وقع الممارسات السلبية الخفية والمكشوفة، وعلى إيقاع الرشوة وتبذير المال العام، ناهيك عن انتشار الكثير من المظاهر غير الأخلاقية، مثل ترتيب المباريات والمنشطات والمخدرات التي تسببت في معاقبة عدة مواهب كروية كانت قادرة على الذهاب بعيدا، بعضها عاد إلى الواجهة رغم صعوبة المهمة يتقدمهم يوسف بلايلي، وأسماء أخرى فوتت على نفسها مشوارا مميزا كان في المتناول.

فشل خارجي.. صراعات خاسرة وقضايا كثيرة أساءت إلى “الفاف”

وكان بمقدور رئيس “الفاف” خير الدين زطشي تسيير دواليب هيئته بكثير من الهدوء لو عرف كيف يتعامل مع القضايا المطروحة بنوع من الجدية والمرونة، إلا أن نقص الخبرة أو التسرع في اتخاذ القرارات جعلته يتدخل في صراعات وهمية مع عديد الأطراف، بما في ذلك الرئيس السابق لـ”الفاف” محمد روراوة وحتى الجهات الساهرة على “الكاف”، ناهيك عن غرقه في موجة من القضايا التي أخلطت الحسابات في البطولة الوطنية والهيئات التابعة له، من ذلك سيناريو تشكيل لجنة التحقيق لمتابعة الرابطات الجهوية، وقضية تعيين الحكام، ومسألة الاحترازات، وملابسات رفض اتحاد بلعباس المشاركة في البطولة العربية للأندية، إضافة إلى خلفيات سحب الثقة من قرباج وإزاحة حداج وغيرها من الخرجات التي سادت أول عام من مسيرة زطشي على رأس “الفاف”.

كما خسر زطشي خارجيا، ولعل ما حدث مؤخرا في المغرب دليل على ذلك، بل عجل بخسارته ثقة السلطات الرسمية التي تكون قد أرغمته على الرحيل، بعدما أعلن ترشحه دون توفير الأرضية المناسبة، ما جعل الكلمة تعود للمغرب ومصر وبلدان إفريقية أخرى، فيما قرّر الانسحاب من الترشح في آخر لحظة، وهو القرار الذي وصفه الكثير بالخطأ الفادح الذي زاد في توسيع دائرة النقد ومطالبته بالرحيل.

قضية ألكاراز في البال وصراعات بالجملة

يجمع عديد المتتبعين بأن أول خطأ وقع فيه خير الدين زطشي مباشرة بعد توليه زمام “الفاف”، هو إثارة قضية تعيينات الحكام، وهو الأمر الذي أزّم علاقته مع الحكم الدولي السابق مسعود كوسة الذي خرج عن صمته، وفضل الانسحاب من المكتب الفدرالي أياما قليلة من تعيينه، حيث بدا زطشي مصرا على التكفل بتعيين الحكام. وفي السياق ذاته، فقد أثارت ولا تزال تثير قضية المدرب الإسباني ألكاراز الكثير من الجدل في الوسط الكروي الجزائري، سواء من حيث معايير تعيينه على رأس “الخضر”، وملابسات التخلي عن خدماته، إضافة إلى التبعات المالية التي أنهكت الخزينة، خاصة وأن ألكاراز قبل بخيار فسخ العقد مقابل تعويضات لا تقل عن 20 مليارا، وهي القضية التي وصفها الكثير بالفضيحة التي دوّت بيت “الفاف” بعد نحو 6 أشهر من تواجد زطشي على رأس “الفاف”، وهي ذات الفترة التي عرفت استغراب الكثير من قضية رفض ملف ولد زميرلي لشغل منصب في “الكاف”، بسبب إرسال ملفه متأخرا من طرف “الفاف”، وهي الهفوة التي أرادت هيئة زطشي أن تصححها بصراعات مع مختلف الأطراف، بما في ذلك الجهات الساهرة على “الكاف”. كما واصل زطشي صراعاته القديمة لكن بخلفيات وأوجه مختلفة، من ذلك سحبه الثقة من رئيس الرابطة الوطنية المحترفة محفوظ قرباج بحجة أنه محسوب على روراوة، كما أرغم حداج على التخلي عن رئاسة لجنة الانضباط لذات الأسباب، وهي الصراعات التي بقيت سارية المفعول طيلة عهدته، حيث كان يستغل تصريحاته وندواته الصحفية لقصف روراوة بطريقة غير مباشرة.

ومهما تكن سلبيات وأخطاء زطشي فإن هذا لا يخفي الكثير من إيجابياته ومساهماته الميدانية النوعية، خاصة مع المنتخب الوطني الذي عرفت عهدته تألقا لافتا على الصعيد القاري، بدليل التتويج بلقب “كان 2019″، ناهيك عن تألق نادي بارادو في مجال التكوين وتصدير اللاعبين إلى بطولات أوروبية وعربية، وهو ما يجعل الجهات الوصية أمام اختبار هام لاختيار بديل تكون له القدرة على خلافة زطشي من موقع جيد، وبالمرة السعي إلى منح إضافة نوعية، تزامنا مع تحديات “الخضر” قبل أسابيع قليلة عن انطلاق تصفيات مونديال 2022.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • امير

    اسوء عهدة حكمها زطشى كاس افريقيا هى نتائج روراورة انه محنك. زطشى لم يفعل شئ للاتحادية وللفريق الوطنى وجد كل شئ مطبوخ من طرف روراورة واتمنى ان نجد رجل فى العهدة القادمة مثل روراورة.والنجاح الباهر للفريق الوطنى

  • imazighen

    يرجى ارسال لجنة تحقيق في الأموال التي صبت في صندوق الإتحادية وكيف صرفت، من بعدها نتأكد من نظافة يده، غير هذا لا تزكية...

  • الحقيقة المرة

    يا اخي لماذا نغطي الشمس بالغربال زطشي جاء بقوة القوة وليس بقوة القانون وهذا يعلمه الجميع. الاريحية المالية التي وجدها اتى بها روراوة بطرق تسيير ذكية وخلال سنوات '' وهمنا لنحن لانزكي روراوة او نقول انه نزيه واغيره مما يخطر في بال البعض" انما نقول ان الفكر التسييري لروراوة كبير وذكي. ثالثا النجاحات لم يحققها زطشي بل حققها المدرب بلماصي الذي لم يكن مرغوب فيه من زطشي وجماعته وهذا معلوم وموثق ولا يمكن لهم ان ينكروه لانهم لا يستطيعون '' كل شيئ موثق بالصورة والوت امام الصحافة" بلمضي كان الخيار العاشر و يعني بعد الاخير والضغط الشعبي هو من اتي ببلماضي . التسيير المالي كارثي وسنرى ذلك عند صدور التقرير المالي. في المحصلة هو مثله مثل ماجر لم يكن لاحدمها مشروع حقيقي وانما فرضا عنوة وضهرا بعها كل شيئ وانهم لا يصلحان. ارجوا النشر ونحن في الانتظار