-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أزيد من ألفي وحدة لمتابعة 11 مليون تلميذ

هذه أهم الأمراض التي يكتشفها الطب المدرسي

كريمة خلاص
  • 932
  • 0
هذه أهم الأمراض التي يكتشفها الطب المدرسي

تكتشف الفرق الطبية الناشطة في إطار الصحة المدرسية سنويا آلاف المشاكل الصحية المجهولة لدى التلاميذ، عبر مختلف ولايات الوطن. وذلك بفضل نشاط وحدات الكشف المبكر والمتابعة المتواجدة عبر المؤسسات التعليمية التي تقوم بخرجات ميدانية للمؤسسات الصحية وتستقبل تلاميذ بمقراتها.

وفي هذا السياق، أكد كمال آيت أوبلي، الأخصائي في علم الأوبئة على مستوى مديرية الوقاية بوزارة الصحة، في لقاء مع “الشروق”، أن أهمية الصحة المدرسية بالنسبة للسلطات الصحية في الجزائر تنبع من عدد الأطفال المتمدرسين الذي يناهز 11 مليون طفل، وهو عدد معتبر جدا يمثل ربع سكان الوطن، وكونهم نساء ورجال الغد فهؤلاء هم مستقبل البلاد، ناهيك عن وجودهم وتجمعهم في نفس المكان، مما يسهل الخدمات الصحية وينظمها، لكن هذا يطرح بالمقابل مشكلا آخر يتمثل في انتشار العدوى سريعا في حال تسجيل أي مرض معد تحفزه البيئة المزدحمة والتجمعات.

آيت أوبلي: صحة الجسد والعقل والأسنان.. أساس عمل الفرق الطبية

وتعتبر الجزائر رائدة في هذا المجال، فهي من الدول القلائل التي توفر هذه الخدمات بهذا المستوى والعدد وتخصص مهنيين في مجال الصحة المدرسية فقط، حيث تحوز 2000 وحدة تقريبا، للكشف المبكر والمتابعة خاصة بالصحة المدرسية، بمعدل وحدة لكل 5 آلاف تلميذ، وتسعى الجزائر إلى تحسين هذا المعدل ليصل إلى وحدة لـكل 4 آلاف تلميذ.

وتتوفر كل وحدة، بحسب تصريحات آيت أوبلي، على طبيب عام وطبيب أسنان بمعنى ألفي طبيب عام وألفي طبيب أسنان وعدد من الممرضين.

وأشار المتحدث إلى أن “وزارة الصحة ككل سنة توجه تعليمة وزارية مشتركة بين وزارة الصحة والداخلية والتربية تذكر الجميع خاصة مهنيي الصحة بأهمية الصحة المدرسية والتذكير بمهام الطبيب المدرسي والنشاطات التي تخص الصحة المدرسية.”

وتشمل الصحة المدرسية ثلاثة جوانب أساسية، هي الصحة الجسدية وصحة الفم والأسنان وكذا الصحة العقلية، ويكون ذلك من خلال الكشف المبكر عن الأمراض والتلقيحات والنظافة بالمفهوم الواسع وكذا التغذية، خاصة في المطاعم المدرسية وأخيرا التربية والإعلام والاتصال أو ما يصطلح عليه بالتحسيس والتوعية.

ولا تختزل الصحة المدرسية في مدارس وزارة التربية الوطنية العمومية والخاصة فقط وإنما تتعدى مهامها ونشاطاتها إلى مدارس قطاعات أخرى، على غرار التضامن الوطني بالنسبة لذوي الهمم وكذا التكوين المهني وتلاميذ المدارس القرآنية…

وتم الشروع في تنفيذ برنامج الكشف المبكر للأمراض في الوسط المدرسي عقب الدخول المدرسي واستقرار الأمور وانتظامها وبعدها يفسح المجال أمام الفرق الطبية لممارسة مهامها، وتعمل الوحدات وفق خارطة طريق تستند فيها إلى المؤسسات التابعة لوحدة الكشف إقليميا، علما أن معظم تلك الوحدات موجودة داخل مؤسسة إما إكمالية أو ثانوية.

وتقوم الوحدات الكشف والمتابعة بخرجات كشف للمؤسسات التعليمية، غير أن الأفضل، بحسب ممثل وزارة الصحة المتابع لملف الصحة المدرسية، أن يتوجه التلميذ إلى الوحدة التي تتوفر على جميع الإمكانيات والبيئة المناسبة.

ويكتشف الأطباء أمراضا كثيرة ومتنوعة، بحسب خصوصية بعض المناطق، غير أن أكثر الأمراض شيوعا هي الأمراض المتعلقة بالعين، منها ضعف البصر والحول وكذا التهابات العيون، بالإضافة إلى مشكل تسوس الأسنان الذي يعاني منه ملايين المتمدرسين وكذا انحراف العمود الفقري “السكوليوز” بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل السكري والبدانة.

ويضاف إلى ذلك، مشاكل صحية أخرى وأمراض معدية مثل الأنفلونزا والتهابات الأذن والقمل وغيرها.

ومن أهم الأمراض التي يركز عليها الأطباء في الكشف والتحسيس وتعود بقوة في كل موسم دراسي، هي الأمراض المتعلقة بالنظافة وضعف النظر، حيث تكتشف كثير من الحالات ويتم التوعية بشأنها مع تحسيس الأساتذة بضرورة الانتباه إليها، وإلى جانب ذلك، نقص السمع وتسوس الأسنان وكذا السكوليوز، وفق ما صرح به آيت أوبلي.

ويؤكد ايت أوبلي أن الصحة المدرسية لا تتوقف عند الطبيب فقط، وإنما تتطلب مشاركة الأستاذ من خلال ملاحظاته اليومية في القسم وتعامله مع التلاميذ، إذ يتوجب عليه الانتباه لما يعانونه من مشاكل صحية وتحسيسهم بمراجعة سلوكاتهم في التعرض للشاشات وطريقة الجلوس وغسل الأيدي والأكل وتوجيههم نحو تلك الوحدات.

وركز محدثنا على دور الأولياء في مجال الصحة المدرسية، من خلال إيلاء أهمية كبيرة لاجتماعات جمعيات أولياء التلاميذ ومصارحة الإدارة المدرسية بالمشاكل الصحية للتلميذ ومساعدة الأطباء في المتابعة الصحية الجيدة والمناسبة وتطبيق توجيهات الأطباء وإرشاداتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!