-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مزاجيات ومجاملات وصراعات "دونكيشوتية" متتالية

هذه الأخطاء العشرة التي زعزعت عرش بلماضي

صالح سعودي
  • 6453
  • 0
هذه الأخطاء العشرة التي زعزعت عرش بلماضي

وصل الكثير من المتعبين إلى قناعة بأن المدرب جمال بلماضي سدد فاتورة الكثير من الأخطاء المؤثرة والقاتلة التي حطمت مسار المنتخب الوطني وزعزعت عرشه على رأس العارضة الفنية “الخضر”، ما جعل الإقصاء أمام موريتانيا بمثابة تحصيل حاصل بعد سلسلة من الهزات والمزاجيات السلبية التي قابلتها بعض المجاملات مع بعض ركائز التشكيلة، ناهيك عن الصراعات الدونكيشوتية الدائمة التي جعلت علاقته تتوتر مع عدة مسيرين ولاعبين، مثلما فشل فنيا انطلاقا من الهزات والنكسات الأخيرة، ناهيك عن تحليه بالديكتاتورية على طاقم فني شكلي لا يحرك ساكنا ولا يسكن متحركا.

وقع المدرب جمال بلماضي في أخطاء كثيرة ومؤثرة عجلت بوصول المنتخب الوطني إلى حالة من التردي والتراجع المخيف، ما حرم محاربي الصحراء من عدة إنجازات نوعية كان بالمقدور تجسيدها ميدانيا، لكنه مر جانبا في عدة منافسات قارية وعالمية، فعلاوة عن مهزلة الكاميرون 2022 ونكسة فاصلة مونديال 2022 فقد وقع مجددا في سيناريو المهازل إثر نكسة “كان 2024” بكوت ديفوار، بعد خروجه من الدور الأول، وهي ثاني نكسة مماثلة للمنتخب الوطني تسجل في مسيرة بلماضي مع “الخضر”، وهي نكسات متتالية جاءت لتفسد التتويج القاري المحقق في صائفة 2019 بسبب تراكم الأخطاء التي تسببت في التراجع الفني بصفة تدريجية، ما جعل الخروج من الدور الأول يصنف في خانة العادي وبمثابة تحصيل حاصل لسياسة “بلماضية” طغت عليها الكثير من المزاجيات والمجاملات والعنتريات أيضا، ففي الوقت الذي لا يتوانى في انتقاد وسائل الإعلام ويقصف محللي البلاتوهات منذ تتويجه باللقب القاري صائفة 2019، فقد نسي دوره فوق الميدان وراح ينتقد الآخرين، بدليل توتر علاقته مع عدة مسيرين فعليين ولاعبين بارزين، لعل آخرها ما حدث بينه وبين بن رحمة في ودية مصر نهاية العام المنصرم، وقبل ذلك، تأزم علاقته مع رئيس الفاف السابق شرف الدين عمارة، وهو الأمر الذي اتضح للعيان خلال نهائيات “كان 2022” بالكاميرون، ناهيك عن احتكاره لجميع الصلاحيات في طاقم فني ضعيف لا يقدم شيئا، حتى إنه لا يتوفر على مساعدين معروفين بمقدورهم أن يقدموا له يد العون، في الوقت الذي لا يكف عن القيام بالاستعراض في المباريات على خط التماس، فينتقد الحكام ويدخل حتى في صراعات مع لاعبي المنتخب المنافس، ونسي دوره الأساسي وهو توجيه التشكيلة من مقعد البدلاء بكثير من التركيز والرزانة بحثا عن الحلول بدلا من الوقوف الدائم والتحويل من مدرب إلى منصب فقد توازنه على خط التماس.

من جانب آخر، فقد وقع المدرب جمال بلماضي في أخطاء قاتلة ناجمة عن خياراته الفنية، في ظل تكريسه مبدأ الأقدمية الذي قتل مبدأ المنافسة داخل التشكيلة، فكان حريصا على كسب ود ركائز معينة على حساب مصلحة المنتخب الوطني، على غرار محرز وأسماء أخرى، في الوقت الذي حرم “الخضر” من خدمات عناصر أخرى كان بمقدورها أن تمنح الإضافة وشكل غيابها الكثير من الجدل مثل براهيمي وبن رحمة والبقية، في الوقت الذي مارس الضغط السلبي على لاعبيه بشكل أفقدهم توازهم فوق الميدان مثلما فقد هو توازنه على خط التماس، ليزيد الأمر تأزما بعد الذي حدث في مباراة موريتانيا حين غير التشكيلة بصفة شبه جذرية وسط الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، فاعتماده على بدلاء كأساسيين لأول مرة وإقحام أساسيين في مباريات سابقة كبدلاء في الشوط الثاني، ناهيك عن عدم تصحيح العديد من النقائص على مستوى القاطرة الخلفية التي ارتكبت أخطاء قاتلة، وعجزه عن تصحيح الوسط مقابل غياب الفعالية في الهجوم، ما جعل الكثير يقتنع على غياب الأداء الجماعي رغم توفر التعداد على عناصر بارزة ولها من الخبرة من الإمكانات ما يسمح لها بصنع الفارق. فكان الفشل نتيجة أخطاء كثيرة ومتراكمة يتحمل مسؤوليتها بلماضي قبل أي طرف آخر، ما جعله يسير نحو الخروج من الباب الضيق مسددا فاتورة رأيه الأحادي وأخطائه المتتالية حتى وصل به الأمر إلى فقدان بوصلة “الخضر” بسبب قرارات ارتجالية ناجمة عن انفعالات سلبية استثمر فيها المنتخب الموريتاني بشكل جيد وفعال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!