-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكاديميون يعلقون على نتائج الانتخابات التركية

هذه انعكاسات تجديد الثقة في أردوغان على العلاقات مع الجزائر

صالح سعودي
  • 1159
  • 0
هذه انعكاسات تجديد الثقة في أردوغان على العلاقات مع الجزائر
أرشيف
رجب طيب اردوغان

قال أكاديميون وباحثون، إن انتخاب رجب طيب اردوغان رئيسا لتركيا لعهدة جديدة سيعطي دفعا للعلاقات مع الجزائر على الصعيد الاقتصادي، فضلا عن تعزيز التشاور في ظل توافق الآراء حول عدة قضايا وملفات دولية وإقليمية.
وأكد الدكتور جمال مسرحي من قسم التاريخ بجامعة باتنة1 في حديث لـ”الشروق”، أن فوز رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية التركية يعني الاستقرار والاستمرارية، مضيفا أن ذلك سيسمح لحزب العدالة والتنمية بتركيا من مواصلة تطبيق توجهه في السياسة الخارجية التركية إقليميا ودوليا.
وبالنسبة للعلاقات مع الجزائر، يقول محدثنا: “أعتقد أن تجديد الثقة في أردوغان جد مهم وسيتيح للبلدين فرصة استمرار المشاريع المبرمجة في إطار الشراكة بين البلدين، ثم تدعيم الاتفاقيات الثنائية وتعزيزها بما يعمق المكاسب المحققة في مجالات التعاون الاقتصادي، كما يفتح آفاقا جديدة بين رجال الأعمال في كلا البلدين لمواصلة التنسيق والعمل على انجاز المشاريع القائمة بين البلدين، ناهيك عن تنفيذ البرامج المسطرة خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الجزائر وتركيا، وعلى رأسها طبعا زيارة طيب رجب اردوغان للجزائر، وزيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى تركيا السنة الماضية”.
وحسب مسرحي، فإن استمرار أردوغان في السلطة “يتيح الفرصة للطرفين لمواصلة التنسيق بين البلدين في ملفات عدة، وعلى رأسها الملف الليبي والوضع في سوريا، ناهيك عن الحرب في أوكرانيا، ومن دون شك التوصل إلى توافقات بشأن قضايا حساسة إقليميا بالنسبة للجزائر، على غرار الملف الليبي، وهو ما يساهم بشكل مباشر في مضاعفة فرص إنهاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وعودة ليبيا إلى وضعها الطبيعي”.
وحسب محدثنا، من شأن ذلك “حماية مصالح دول المنطقة وتعزيز موقف الجزائر من النزاع ككل، مثلما يمنح الفرصة لدبلوماسيتنا لتمرير تصورها بين أطراف الأزمة، لاسيما وأن الجزائر كانت دوما تقف على مسافة واحدة بين أطراف الأزمة، مما أكسبها ثقة هذه الأطراف أولا، وثقة القوى الإقليمية في المنطقة ومنها طبعا تركيا، الحاضرة بقوة في الملف الليبي، وكذا ثقة المجموعة الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة”.
وفي السياق ذاته، أوضح البروفيسور نور الصباح عكنوش من قسم العلوم السياسية بجامعة بسكرة لـ”الشروق”، بأنه “يجب أن نتفق أننا أمام علاقات ثنائية خاصة، بحكم أن محور اسطنبول الجزائر محور استراتيجي بثقل تاريخي وبعد قيمي وأهمية تنموية حبلى بالآفاق المشتركة الواعدة والتي سوف تتدعم أكثر بعد تجديد ولاية أردوغان على رأس الجمهورية التركية”.
وأضاف أن هذا التقارب سيكون بمثابة “مكسب للبلدين وسيعزز من أسباب النهوض بالعلاقات الدبلوماسية إلى مستوى الشراكة المستدامة، ورسالة الجزائر كانت واضحة بتعيين الأمين العام لوزارة الخارجية عمار بلاني سفيرا مفوضا فوق العادة في أنقرة، مما يعني أننا جادون أولا في تطوير العلاقات وحريصون ثانيا على تفعيل آليات العمل مع تركيا وعازمون على نقل الشراكة إلى مستوى أكثر براغماتية مع دولة تعتبر بلغة الأرقام المستثمر الأجنبي الأول في الجزائر في إطار الدبلوماسية الاقتصادية التي تقوم عليها هندسة السياسة الخارجية للجزائر الجديدة”.
وشدد عكنوش على أن “الخط البياني لمنحنى التعاون بين البلدين سيعرف تصاعدا إيجابيا خلال السنوات القادمة على صعيد حجم التبادلات ورقم الاستثمارات، كما أن دور القطاع الخاص للبلدين سيزداد تأثيرا في المرحلة القادمة من حيث المشاريع، وهذا بدون إهمال عامل البنوك في تمويل الحركية التنموية الكبرى للعلاقات التركية الجزائرية في المستقبل في ظل إرادة سياسية قوية من قادة البلدين”.
وخلص محدثنا إلى القول: “لا ننسى من جهة أخرى التوافق إلى درجة التطابق بين البلدين في ملفات أوكرانيا وليبيا والقضية الفلسطينية والسودان وغيرها من القضايا الساخنة في العالم”، مؤكدا أن هناك “نظرة واضحة وتقريبا واحدة تنعكس على الطبيعة الجيدة للعلاقات الثنائية المفتوحة على تفاهمات كبرى، في إطار الترتيبات التعددية للنظام العالمي بما يخدم مصالح الدولتين الفاعلتين جيواستراتيجيا فيما يسمى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، لضمان السلم والتنمية في المنطقة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!